ما الذي تتوقعه صناعة الكومبيوتر والانترنت والاتصالات المتطورة خلال 2004؟ ليس من السهل الحديث عن المستقبل. فمن ناحية، ثمة موضوعات علمية يعمل عليها العلماء منذ سنوات طويلة، مثل النانوتكنولوجي Nanotechnology بكل تفرعاتها. ويحلم الكل بالنانو كومبيوتر، تلك الاداة التي تحمل باليد، وتحتوي القدرات نفسها التي تحوزها اضخم كومبيوترات العالم. وتمكن النانوتكنولوجي من صنع اجهزة حوسبة واتصالات بحيث توضع في الملابس او في الجدران او في السلع ...الخ. متى يتحقق حلم النانوتكنولوجي؟ لا احد يدري. والحال ان جمعاً من الشركات صارت "على حدود" النانوتكنولوجي. ماذا عن الانترنت التي تنقلها خطوط الكهرباء العادية، بدل الالياف الضوئية؟ يشبه الفارق بين تلك الانترنت وهذه التي نستعملها راهناً، الفارق بين تيار يصدر من بطارية عادية، ذاك الذي اذا وصل كفك لسعها، والتيار الكهربائي المنزلي الذي ان لمسته صعقك. انها مضاعفة باضعاف هائلة لسرعة نقل الانترنت. متى تتحقق الانترنت الكهربائية؟ الشهر المقبل؟ هذه السنة؟ العقد المقبل؟ سؤال صعب. لننتظر هذه الادوات يفضل البعض ان يتحدث عن التطور التكنولوجي بلغة الادوات والاجهزة والبرامج. وهنا الامور اسهل...نسبياً. مع التشديد على "نسبياً" لأن حدوث اي اختراق علمي يمكن ان يقلب الكثير من مشاهد الصورة المتوقعة. وفي هذا السياق، يمكن توقع ما يلي: ظهور المزيد من نظم تشغيل الكومبيوتر. في العام الماضي، ظهر نظام "صن مايكروسيستيمز" المعتمد على "لينوكس". وينتظر ان تنضم شركة "تلسترا" الاميركية الى قائمة مستخدميه خلال هذا العام. ومن المتوقع ان يحدث "شيء ما" في آسيا، مثل انتاج نظام مشترك بين الصين واليابان وكوريا الجنوبية. ترى اي اثر ستتركه سرقة نظام التشغيل "لونغ هورن" من مختبرات شركة "مايكروسوفت" على عالم صناعة نظم تشغيل الكومبيوتر؟ هل تقدم مايكروسوفت على خطوة كبرى مثل تبني نظام "لينوكس"؟ ستشهد دورة اثينا 2004 قفزة كبرى في مجال استخدام وسائل المعلوماتية والاتصالات والشبكات الرقمية رياضياً واعلامياً، وحتى في التغطية الامنية للدورة ومشاركيها وجمهورها. سيظهر نوع جديد من الراديو اسمه "ريفد" RFID، وهو اختصار لعبارة انكليزية ترجمتها "راديو التعرف الى الموجات". وسيكون قادراً على نقل البث من الانترنت، اضافة الى التعرف على الموجات المفضلة لمستخدمه. الانترنت اللاسلكي بنطاق ما فوق الواسع Ultra Wide Band Wi-Fi، مما سيجعل الاتصال اللاسلكي بالانترنت مسألة اكثر عملية من الوضع الراهن، حيث الاعتماد على "محطات" معينة لاتمام مثل هذا الاتصال. انواع جديدة من هواتف الجيل الثالث تعتمد على خلايا الوقود. وفي السنة الماضية، بادرت "توشيبا" الى انتاج اول كومبيوتر محمول يعمل على بطاريات الوقود. ويتوقع ان يتسع استخدام بطاريات الوقود في اجهزة الاتصالات والمعلوماتية، تماماً كما هي الحال في عالم السيارات. وبذلك تخطو هذه الصناعة خطوة اخرى باتجاه التحول الى صناعة "نظيفة" ومتوائمة مع البيئة من جهة، ولتعطي المستهلك حرية اكبر في التحرك مع ادواته الذكية. الكل بانتظار الروبوت "كيو ريو" من صنع "سوني". اطلقته الشركة في اواخر العام الماضي، وينتظره الجميع في انحاء متفرقة من العالم، ليشتروه. انه اول كومبيوتر يركض ويتمايل ويرقص مثل البشر. مع كل هذه المزايا الحركية، اضافة الى ذكاء الكومبيوتر، يقترب الكومبيوتر الذي... ينافس الانسان! كومبيوتر محمول بشاشة ذات ابعاد ثلاثة، وتنشغل مجموعة من الشركات العالمية في المنافسة على هذا النوع من الكومبيوتر، الذي يُتَوَقَع ان يكون "صرعة الموسم" هذا العام. ويرجع جزء من الاهتمام به الى التطور الضخم الحاصل في الالعاب الالكترونية والكاميرات الرقمية واقراص الفيديو الرقمية "دي في دي". تصب هذه الامور كلها في اتجاه التركيز على التعامل مع الصور ذات الابعاد الثلاثة. ولعل كومبيوتر "ميبوس" Mebius PC-RD 3D، الذي تتآزر في صنعه مجموعة من الشركات اليابانية، بموازنة تبلغ عشرين بليون يورو اوروبي، هو الاقرب الى الاسواق راهناً. والمعلوم انها استخدمت في صنعه رقاقات خاصة من نوع "بانتيوم 4" التي تصنعها شركة "انتل" العالمية. وتبلغ سعة القرص الصلب فيه ستين جيغابايت.