يعتبر معرض "جيتكس دبي-2002"، أهم حدث في عالم المعلوماتية عربياً. وافتتحه ولي عهد دبي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، ورافقه د. وولفانج فورنيس وزير الاقتصاد في مقاطعة براندنبرغ الالمانية، إضافة الى عدد من وزراء الاتصالات والمعلوماتية في العالم العربي، وشخصيات عالمية مثلت كبريات شركات الكومبيوتر والانترنت. والمعلوم ان المعرض ترافق مع عقد القمة العربية الاولى عن المعلوماتية. وشارك في معرض "جيتكس" هذا العام ما يزيد على الف وخمسمئة شركة محلية وعربية وعالمية. وضم ستة عشر جناحاً وطنياً، شاركت اربعة منها للمرة الاولى، وهي أجنحة فنلندا وارلندا الشمالية وباكستان والهند. وكثفت الشركات الكبرى حضورها. واحتلت منصات شركات مثل "اتش بي" و"أي بي ام" و"مايكروسوفت" و"انتل" و"ديل" و"صن مايكروسيستيمز" و"سوني" و"اريكسون" وغيرها، مساحات واسعة في القاعات الثمانية للمعرض. وبدت الشركات الكبرى متفائلة حيال السوق العربي ونموه، على رغم الازمة الضاربة في السوق العالمي. ولفتت الانظار بعض المنتوجات المتقدمة. فمثلاً، عرضت شركة "أي بي ام" كومبيوتر في حجم ساعة اليد، يعمل بواسطة نظام التشغيل "لينوكس" ذي المصدر المفتوح. ومن ادوات الحوسبة المتحركة، لفت كومبيوتر "انسبيرون-2650" الذي يعمل بواسطة رقاقة "بانتيوم 4- ام" المتخصصة في هذا النوع من الادوات الالكترونية المتحركة. وقدمت مؤسسة "اتصالات" الاماراتية عرضاً تجريبياً لتطبيقات الجيل الثالث من الهواتف الخلوية. وشمل العرض، وهو الاول من نوعه في الشرق الاوسط، استعادة البث التلفزيوني لقناة دبي، بواسطة هاتف نقال من نوع G3. e merging. ليس خطأ في كتابة الكلمة بالانكليزية. هو مجرد تلاعب في كتابة هذه الكلمة التي تعني صاعد او منبعث او ما شابه ذلك. والارجح ان الحرف e بات غنياً عن التعريف. انه الحرف الاول من كلمة electronic التي تعني الكترونياً في اللغة الانكليزية. ومنذ دخل الكومبيوتر والانترنت الى ديار العرب، أظهر هؤلاء غراماً بوضع هذا الحرف امام اسم كل ما يريدون ان يسبغوا عليه ثياب الحداثة والتطور العلمي. والأرجح ان شيئاً كهذا لم يحصل مع أي تكنولوجيا قبل الكومبيوتر. هل هو استمرار لغرام العرب بسحر الكلام؟ والمقصود هو الدأب على حل المشاكل بالكلمات، بدل ارهاق النفس بتقصي الحقائق ومحاولة تلمس وقائع الاشياء. يكفي ان نقول، فترتاح النفوس الى الكلمات، التي تبدو وكأنها تحولت الى حقيقة بمجرد الكلام! وربما قاد الأمر الى نقاش طويل ومرير. ويؤدي التلاعب في كتابة الكلمة الانكليزية المشار اليها اعلاه، الى اعطائها معنىً مزدوجاً. واذا فصل الحرف e منها، تعني الاندماج الالكتروني. واذا وُصِل، تعني الصعود والانبعاث. اذاً، هو تلاعب على حدَّي الدمج والانبعاث. ولعل هذين المنحيين يلخصان أبرز ملامح معرض "جيتيكس" لهذا العام. صوت متنقل للمحتوى العربي لنعد الى الكلمة المفتاح في اول المقال. القسم الاول منها هو merging. معناه اندماج. وظهر عالم الكومبيوتر في معرض "جيتيكس دبي- 2002" وكأنه مغمور في موجة عاتية من الاندماج التكنولوجي. ولعل المثال الأبرز هو سيل الاجهزة التي تدمج الاتصال والصوت مع الكومبيوتر، وكذلك البرامج التي تنهض بالامر نفسه. وعلى سبيل المثال، قدمت شركة "انتل" Intel اداة الكترونية توضع في أي كومبيوتر فيصبح قادراً على الاتصال مع شبكات الهاتف الخلوي. ويمكن اعتبارها مثل الكارت الالكتروني الصغير الدي نضعه في الهاتف الخلوي، والذي يسمى "سيم كارت" SIM. وهذا ما تقوم به رقاقة "بانتيوم-ام" من الشركة نفسها. وفي سياق مشابه، عرضت شركة "يو اس روبوتكس" US Robotics مودم متحركاً، في امكانه ان يتصل مع الهاتف لاسلكياً ضمن مسافة المكتب او الشركة. أي ان الاتصال مع الانترنت تحرر من ضرورة الجلوس الثابت قريباً من جهاز الهاتف، كما يفعل معظمنا راهناً. وتعتبر حرية الحركة، للكومبيوتر والانسان الذي يستعمله، اساسا في تسمية هذه التقنيات بأسماء مثل "الحوسبة المتنقلة" و"الانترنت اللاسلكية" وما الى ذلك. وبدت شركة "انمارسات" Inmarsat وكأنها تذهب الى مدى ابعد في التنقل، ولو ان عملها لا يتركز على الجمهور العادي. وعرضت في "جيتيكس دبي- 2002" مودم يصلح للسفن البحرية والطائرات وبعثات الاستكشاف وبعض مراسلي الصحف وغيرهم. ويعمل بالاتصال مع الأقمار الاصطناعية. ويعطي سرعة تصل الى ضعفي سرعة المودم العادي. وفي صورة المستخدم المتحرك للكومبيوتر، تحرر القرص الصلب من ثباته داخل جسم الحاسوب، وانضم الى قافلة الحركة. ومثلاً، عرضت شركة "ماكستور"Maxtor قرصاً صلباً يمكن وصله بسهولة الى الكومبيوتر، ووضع البرامج والملفات والتطبيقات والمواد المرئية المسموعة ...الخ. وبعد انتهاء العمل، يفصل القرص الصلب، ويؤخد الى أي مكان آخر. ويوصل مجدداً الى كومبيوتر آخر. ويبدأ في العمل فوراً. وتبلغ سعة القرص الذي عرض في "جيتيكس دبي- 2002" حوالى 250 جيغابايت. ولا يزيد حجمه عن المفكرة الورقية التي توضع في جيب السترة. وللمقارنة، تخزن الكومبيوترات الشائعة في المكاتب والمنازل ما سعته عشرون الى اربعين جيغابايت. ويصلح جهاز "ترافيل مايت C100" الذي عرضته شركة "أيسر" Acer ليلخص ادوات الحوسبة المتنقلة والانترنت اللاسلكية في آن معاً. والحال انه عرض تجريبياً في "جيتيكس"، لانه لم يطرح بعد للبيع في الاسواق العالمية. ويتألف من كومبيوتر دفتري "نوت بوك"، يتصل بواسطة اللاسلكي مع الانترنت. ويتحول الى هاتف خلوي بشكل فوري، مع عدة كاملة للأذن. ويلعب غطاؤه دوراً مزدوجاً: من جهة شاشة كومبيوتر عادية، ومن الجهة الثانية هو صفحة الكترونية للكتابة بالقلم. ويتعرف على الخط المكتوب ويحولها الى كلمات مطبوعة منمقة. ويعمل على رقاقة "بانتيوم-أم". ووفرت "ايسر" له بطارية ذات عمر مديد. انه نموذج الاداة التي يندمج فيها كومبيوتر العمل مع هاتف الاتصال. ويرى البعض ان المدن الحديثة احتوت دوماً على فئتين غير منسجمتي الطباع. تضم الفئة الاولى اصحاب العمل من كل نوع. يميل هؤلاء الى الثبات. وتكاد اماكن عملهم ان تشكل "اشارات" المدينة وعلاماتها. ويأتي في هذه الفئة اصحاب المحل والدكان والمطعم والسوبر ماركت والمكتب والملهى والمقهى والمستشفى والصيدلية وما الى ذلك. وتضم القبيلة الثانية الجوالين المعاصرين الذين صاروا قوة ضاربة منذ السيارة والقطار والطائرة والهاتف، أي منذ صعود وسائل المواصلات والاتصالات. انهم بدو المدن الحديثة الذين يمقتون الثبات والبقاء في المحل الواحد. وتضم هذه القبيلة رجال الاعمال ومقدمي الخدمات والمغنين والممثلين والكتاب ومبدعي الترفيه المعاصر. لا يقيمون في أي مكان الا على سبيل "استهلاكه" قبل الرحيل الآتي. وفي عصر المعلوماتية، بدا الكومبيوتر وكأنه ينتصر لأصحاب المحل الثابت. وتحمل الانترنت العالم اليهم، من دون ان يضطروا الى التزحزح عن المكان. وفي المقابل، بدت الاتصالات المتطورة وكأنها تنتصر لقبيلة جوالي المدن الحديثة، وتيسر لهم المزيد من السبل. ولكن الوصف السابق فيه كثير من التبسيط والاختزال. ولعل مفهوم "الكائن المتصل" في عصر شبكات الكومبيوتر يتحدى الانقسام بين الثبات في المكان والحركة. وتدمج الأدوات التي عرضت في "جيتيكس دبي-2002" وسيلة العمل في محل واحد، أي الكومبيوتر، وأداة الاتصال المتطورة، أي الخلوي وشبكات الاقمار الاصطناعية. ويميل البعض الى القول انها الاجهزة التي تمثل الكائن المتصل في القرن 21. ويحتاج هذا الأمر الى مزيد من النقاش. ماذا عن الكائن المتصل عربياً؟ الأرجح ان شيئاً ما ذكر به في هذا المعرض. فقد تقاطعت جهود شركات "انتل" و"صخر" و"ايميرجينغ تكنولوجيز" لتقدم برنامجاً للاتصال بالصوت العربي مع الانترنت. وبفضل هده التقنية، يمكن استخدام الهاتف العادي او الخلوي في الدخول الى المواقع التي تقدم محتوى عربياً بالصوت، مثل بعض الفضائيات العربية، او موقع "بي بي سي" العربي. ويقدر المستخدم على طلب ما يريد من المواد، فيقرأها الموقع له. وتعتبر اول بادرة في الحوسبة المتنقلة تستهدف تقديم مواد عربية بأسلوب التفاعل الصوتي. وطورت شركة "ايميرجينغ تكنولوجيز" هذه التقنية في مختبرها في ابوظبي. واستندت الى عمل "صخر" في مجال التعامل مع اللغة العادية او ما يعرف باسم Natural Language Processing، واختصاراً NLP. ووفرت رقاقة "بانتيوم ام" الاساس الالكتروني المناسب لهذا العمل. انه نموذج من الصوت المتنقل للمحتوى العربي. الأسواق العربية "الصاعدة" غني عن القول ان "جيتكس دبي" بات الحدث المعلوماتي الاول على المستوى العربي، وتوليه الشركات العالمية العملاقة اهتماماً خاصاً. وتبعث اليه بأبرز رموزها من مدراء وخبراء أسواق ومطوري برامج ومخترعين وفنيين وما الى ذلك. ويعطي حضور هذه النخبة نوعاً من الوصل بين معطيات المعلوماتية وتطوراتها عربياً من جهة، والتكنولوجيا العالمية وأسواقها وأوضاعها من جهة اخرى. وبدت تلك النخبة المعلوماتية على شيء كثير من الرضى عن احوال المعلوماتية في الشرق الاوسط. ومال معظمها الى استخدام مصطلح "الاسواق الصاعدة" emerging markets في وصف سوق العرب الرقمية. هل هي فعلاً صاعدة؟ وبأي معنى؟ وما هي دلالة استخدام هذا الوصف في وقت تمر المعلوماتية والاتصالات المتطورة في أزمة يسهل القول انها تطاول عمق العمل في ما وصف طويلاً ب"الاقتصاد الرقمي"؟ وُضعِتْ تلك الأسئلة وما اليها، على محك النقاش المستمر في لقاءات عدة مع شخصيات من تلك النخبة المشار اليها آنفاً. ويصعب اختصار تلك النقاشات المديدة. وبايجاز، يمكن القول ان رضى الشركات مرده ميل حكومات العرب أخيراً الى التوظيف في المعلوماتية والانفاق على البنى التحتية لشبكات الاتصال المتطورة وما اليها. ويضاف ذلك الى أنشطة القطاع الخاص في المجال عينه. وتعطي تلك الامور حركة في السوق وانطباعاً بوجود نمو مستمر وقوي عربياً. وتصادف هذا الحراك مع اجواء الازمة العالمية الخانقة في سوق الكومبيوتر والشبكات، ومعاناة الاقتصاد العالمي برمته من تباطؤ يشارف حد الركود. وفي المقابل، تعاني اقتصاديات العرب مشاكل لا حصر لها. وتضم قائمة المشاكل تنافر التركيب الاقتصادي وتفاوته بين بلدان العرب، وضعفاً عاماً في البنية الاساسية للاقتصاد، وتدنياً في التجارة البينية، وعدم تحرير حركة انتقال البشر والبضائع والاموال والخدمات، وتفاوتاً قوياً في توزيع الثروة الداخلية، وضعف مشاركة المرآة، وتفاوت الحرية الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، وارتفاعاً قوياً في معدلات البطالة، والأزمة الديموغرافية، والاضطراب السياسي، وتخلف اساليب الانتاج وعدم قدرتها على المنافسة، وتكلس بنى القطاع العام، والتخلف العلمي، وضعف المواصلات بين بلدان العرب، وتنافر النظم الجمركية والضريبية...الخ. ويمكن لكل قارىء ان يضيف بسهولة الى هذه القائمة غير الحصرية. كيف يمكن لهذا الحال ان تعطي "سوقاً صاعدة"؟ التناغم والانسجام الارجح ان هذا السؤال ليس برسم شركات الكومبيوتر. وهي جزء من الاسئلة التي بات ملحاً على النظام العربي عموماً ان يجيب عنها. ولعل الاستمرار في تجاهلها، او الاجابة عنها بالطريقة "اياها"، هو طريق لا يوصل إلا إلى مزيد من التعقيد والتخلف. وتلمس بعض شركات الكومبيوتر تلك الامور. واقترحت لها حلولاً فيها الكثير من لمسات العلم و... الطرافة. ولم يتوان البروفسور كريغ باريت، مدير شركة "انتل"، عن اقتراح ان يبادر العرب الى نوع من "التناغم والانسجام" بين اقتصادياتهم. ورأى جيلبير لاكروا، المدير التنفيدي في تلك الشركة، ان السوق العربية تمثل 350 مليون شخص يستخدمون اللغة نفسها ويعيشون في ثقافات تقدر على التفاهم في ما بينها بسهولة. ويعطي الأمر فرصة كبرى امام صُنَّاع المحتوى العربي، وكذلك التطبيقات والبرامج وما اليها. ويقتضي الامساك بهذه الفرصة، الانسجام والتناغم والواقعية التي يلخصها لاكروا في اقامة سوق عربية مشتركة على الطريقة الاوروبية. هل هو شيء سهل؟ ربما. لكن العرب فشلوا في تحقيقه على مدار خمسين عاماً وأكثر. وفي معنى ما، بدت الشركات العالمية وكأنها تستعيد الخطاب القومي العربي، معدلاً بلمسة من العقلانية المباشرة و النزعة العملانية البراغماتية الصريحة. وثمة شيء آخر في أقوال شركات الكومبيوتر يذكر بنقاشات السياسة. ألا يشبه الحديث عن "الاسواق الصاعدة"، الحديث المديد عن "الدول النامية" في زمن ليس ببعيد؟ لقطات... لوحظ ميل شركات المعلوماتية الى استخدام الجسد البشري بكثافة كأسلوب في الترويج لمنتوجاتها في "جيتكس دبي-2002". وشمل ذلك الذكور والاناث. فقد استقدمت شركة "ال جي" اطول رجل في العالم الباكستاني غلام شابير-59،2 متر ليقف عند منصتها، حيث حشدت جمعاً من الحسناوات اللاتي ارتدين ملابس تعتبر "مكشوفة" بالنسبة الى التقاليد الخليجية. ونافستها شركة أخرى بباكستاني آخر، ولكن ... أقصر قليلاً. وارادت شركة "يو اس روبوتكس" التعبير عن مفهوم تحرير مستخدم الكومبيوتر من الجلوس الى مكان واحد في العمل، فاستخدمت "موديل" بلاستيك يمثل فتاة مقيدة بالسلاسل! وشهد معرض البيع عرض "ازياء" يومي، سارت فيه العارضات وهن يحملن بأيديهن منتوجات الكترونية معروضة للبيع. وشمل الامر عارضين ذكوراً. والكل سواسية في منطق السلعة والربح! استخدمت شركة "باناسونيك" اسلوباً هوليوودياً في عرض منتوجاتها. فعلى خلفية قوامها شاشة عملاقة، ادت مجموعة من الفتيات عروضاً ايمائية "بانتوميم" بملابس فضية لامعة. وتمايلت الاجساد في عروض راقصة، وصاخبة احياناً، تصاحبها موسيقى معاصرة غلب عليها "روك" و"هارد روك" و"تكنو" وما يشبهها. غطّت الشاشات الكبيرة، ذات الصور الفائقة النقاء، الكثير من مساحات المعرض. ولوحظ ان الفيلم الذي نال النصيب الاوفر من الظهور على تلك الشاشات كان فيلم "ماتريكس" Matrix. والمفارقة انه فيلم اساسه النقد الشديد للمعلوماتية، والتحذير من الآفاق الكارثية لهيمنتها على الحضارة. ويتبنى الشريط النضال المفترض لانسان المستقبل ضد سيطرة ذكاء الكومبيوتر على حياته. ولعل سبب الظهور الكثيف لفيلم "ماتريكس" لا يخلو ايضاً من مفارقة. فالفيلم الاشد انتقاداً للكومبيوتر يحفل بالمؤثرات البصرية الرقمية، وخصوصاً التصوير بالابعاد الثلاثة الذي تحكم فيه الكومبيوتر، فصنع المشاهد التي ادهشت اعين المشاهدين! ولعبت تلك المشاهد دوراً في نجاح الفيلم عند اطلاقه في ختام القرن العشرين. وقدمتها الشركات دليلاً على قدرات الكومبيوتر وبرامجه في مجال الاعلام وصناعة الترفيه. اذاً، انها مفارقة مركبة ومضاعفة. حضرت الخليجيات بكثافة الى المعرض. ولم تصعب ملاحظة كثافة استخدامهن للهاتف الخلوي. ومالت بعضهن الى ازياء اكثر حداثة، مع المحافظة على تقاليد الحشمة. ولم يحل ذلك دون مشاركتهن الفاعلة في المعرض. خلال استعراضه انجازات شركة "سامسونغ"، أعلن مديرها الاقليمي ديجي سن، ان شركته لديها مختبر للابحاث و التطوير في منطقة الشرق الاوسط، مقره اسرائيل. أثار الاعلان رد فعل فورياً. وادى الى انسحاب عدد من الصحافيين العرب. أرخى التفجير القاتل في جزيرة "بالي" الاندونيسية بظلال مُرَّة على معرض الكومبيوتر. وسمعت نقاشات كثيرة في قاعة الصحافة، وكذلك في ردهات المعرض المختلفة عنه. واضافة الى الابعاد الانسانية والسياسية، ظهر البعد "الشخصي" للحدث. والحال ان كثيراً من شركات المعلوماتية العالمية، وكذلك شركات العلاقات العامة والصحافة الخليجية والعالمية، تضم اعداداً من الاستراليين والبريطانيين، وتحدث بعضهم عن مشاعره الشخصية حيال الحدث. بالتزامن مع المعرض، عقد "المنتدى العربي الثاني عن خدمات الانترنت السريع". وناقش مسألة انتشار ألياف الانترنت من نوع "خط المستخدم السريع" Digital Subscriber Line او DSL. وطرحت مسألة المحتوى العربي، خصوصاً في مجالي التعليم وصناعة الترفيه، وكذلك مسألة مجانية الانترنت. وفي تظاهرة موازية، رعت شركة "داتاماتكس" أعمال "مؤتمرات جيتكس دبي 2002". وشارك فيه عدد من ممثلي الحكومات والمؤسسات العربية. وناقش اموراً عدة تتصل بالمسار المعلوماتي في منطقة الشرق الاوسط. واستضاف "مركز دبي العالمي للتجارة" المؤتمر الثاني عن "العلاقات العامة والاعلام والتسويق الالكتروني". وناقش مواضيع عدة من ضمنها دور تكنولوجيا المعلومات في الاعلام العام. والمعلوم ان القمة العربية الأولى عن تكنولوجيا المعلوماتية سبقت معرض "جيتكس". وحضر الكثير من الوزراء والرسميين العرب الى المعرض. وساد انطباع ان تلك القمة لم تكن في مستوى ما عقد عليها من آمال. وتعددت القمم والعرب واحد... حاز العرب الذين يحتلون مواقع متقدمة في شركات الكومبيوتر العملاقة، على اهتمام صحافي واعلامي بارز. ومن الامثلة على هؤلاء، اللبناني جوزيف حنانيا من شركة HP، والمصري فريد متولي من شركة IBM، واللبناني وليد منيمنة من شركة Compaq وغيرهم. ماذا عن النساء العربيات في هذا المجال؟