10 اعوام امضاها الناشئ حسن مصطفى في صفوف الاهلي من دون أن يلفت النظر، وعندما تجاوز عامه الحادي والعشرين وحان الوقت لقيده في الفريق الاول أو الاستغناء عنه تركه ناديه من دون تردد، فانضم الى السويس ومنه الى الاتحاد السكندري... وأخيراً جاءت مباراة الاتحاد والاهلي في الدوري في الاسكندرية، وصنع مصطفى هدفاً وسجل هدفاً وقاد فريقه للفوز 3-2، ما ايقظ مسؤولي الاهلي من غفوتهم، وسارعوا بدفع مليون جنيه لشراء اللاعب الذي تركوه مجاناً قبل 3 سنوات... ومع انضمامه الى الاهلي اصبحت لائحة الاخير تضم 13 لاعباً اتوا من اندية اخرى: عصام الحضري من دمياط، وياسر رضوان ومحمد عمارة بلدية المحلة، ووائل جمعة غزل المحلة، وشادي محمد الكروم، وأحمد ابو مسلم مزارع دينا، ومحمود شيكو المقاولون العرب، ورضا شحاتة المنصورة، وخالد بيبو الاسماعيلي، ومحمد شوقي المصري، ومحمد جودة السويس، والانغولي غيلبرتو بيترو اتليتكو... الى جانب مصطفى من الاتحاد. والأمر ليس بعيداً أيضاً عن الزمالك، فصفوفه تضم 12 لاعباً من اندية اخرى: محمد عبدالمنصف من مزارع دينا، وأحمد صالح بلدية المحلة، ومحمد صديق وسامح يوسف المقاولون العرب، ووائل القباني اسوان، وبشير التابعي دمياط، وتامر عبدالحميد ووليد عبداللطيف المنصورة وعبدالحليم علي الشرقية للدخان، ومحمد عبدالواحد الترسانة، وأحمد سمير وحسام عبدالعال غزل المحلة. ولا يترك مسؤولو الاهلي والزمالك لاعباً متألقاً في أي ناد خارجهما إلا ويضخان المال بطريقة تسيل لعابه وتدفعه للتمرد الفوري على ناديه، وهو ما يفسد العلاقة على الفور وينتهي الامر برضوخ ادارة النادي لتكسب المال بعد أن تتأكد من خسارتها للاعب. وعلى رغم الموقف القوي للاسماعيلي في السنوات الاخيرة واستقرار اوضاعه المالية، الا ان اغراءات الاهلي والزمالك تبدو اقوى... ونجوم الاسماعيلي عماد النحاس واسلام الشاطر وسيد معوض وحسني عبد ربه وأحمد فتحي مرشحون للانتقال الى ناديي القاهرة الكبيرين إن آجلا أم عاجلاً. والناديان مشغولان حالياً بالسعي وراء اسامة حسن ظهير ايمن انبي، ومحمد ابو تريكة مهاجم الترسانة، وأي لاعب آخر يقدم جديداً في أي ناد. السياسة الخاطئة للناديين ادت الى تسرعهما في الاستغناء عن اشبالهما من اجل زيادة المساحة الخالية في لائحتيهما لدى اتحاد الكرة، وأسفرت السياسة عن استغنائهما عن عدد غير قليل من الاكفياء. ولم تتوقف شكوى الاندية الصغيرة من ضغوط واغراءات الاهلي والزمالك، لكنها امتدت لتشمل اغراءات جديدة من سماسرة الاحتراف لا سيما في اندية تركيا. وتلقى عبداللطيف الدوماني مهاجم غزل المحلة والهداف الحالي للدوري المصري ب6 اهداف عرضاً "فقيراً" للاحتراف في ناد تركي في مقابل 150 ألف دولار يتقاسمها اللاعب وناديه، ونظراً لضآلة المبلغ الذي يتقاضاه الدوماني في المحلة تمسك بالاحتراف للحصول على المال والسعي من جديد للذهاب الى الاهلي أو الزمالك... وعرض الدوماني على ادارة النادي الحصول على 75 في المئة من المبلغ للموافقة على احترافه. وتفاعلت ردود الفعل سريعاً في المحلة برفض الادارة العرض الهزيل وتمسك المدرب محمد صلاح بمهاجمه الاول وتهديده بالاستقالة في حال الاستغناء عنه، لكن اللاعب امتنع عن المران، مشيراً الى اصراره على الاحتراف او الاعتزال الفوري تاركاً ساحة كرة القدم الى الابد. التفريغ المستمر للاندية من نجومها اضر بالمنتخب قبل الاهلي والزمالك، ولم يسمح تكدس اللاعبين في الاهلي والزمالك لغالبية النجوم بالمشاركة المستمرة في المباريات، ما اثر سلباً في عشرات النجوم امثال شحاتة وابو مسلم وبيبو في الاهلي وعبدالواحد وعبدالمنصف وعبداللطيف في الزمالك. وتبقى الفجوة الهائلة في الامكانات المالية بين الاندية الصغيرة الفقيرة وناديي القاهرة الغنيين سبباً رئيساً في استمرار سياسة التفريغ، من دون ان يعبأ احد بالآثار السلبية لها.