انتهى أطول دوري في تاريخ كرة القدم المصرية. موسم 1999-2000 انتهى رسمياً بعد مباريات المرحلة السادسة والعشرين مساء الاثنين 17 الحالي، وتوج الأهلي البطل الدائم باللقب للمرة السابعة على التوالي والتاسعة والعشرين في تاريخه. وانتزع الاسماعيلي بطاقة المركز الثاني من الزمالك بفارق نقطتين على رغم أنه خسر النقاط الست في مباراتيه أمامه، ولو احرزها الاسماعيلي جميعاً لتساوى مع الأهلي في رصيد النقاط وأجبره على خوض مباراة فاصلة. وهبطت الى الدرجة الثانية اندية منتخب السويس والالومنيوم والشرقية، ولم يتمكن السويس والالومنيوم من الصمود في الممتاز إلا لموسم واحد فقط وهبطا سريعاً، وصعدت أندية الترسانة وغزل المحلة وسكة حديد سوهاج بدلاً منها. الموسم الطويل شهد قدراً هائلاً من السلبيات وعدداً محدوداً من الإيجابيات. وكانت صحوة الاسماعيلي في مرحلة الإياب هي العلامة الايجابية الأكثر تميزاً في المسابقة، وفاز في 10 مباريات وتعادل مرة واحدة خلال لقاءاته الأحد عشر الأخيرة في المسابقة، ولم يفز مطلقاً بالنتيجة المحدودة 1-صفر، وتنوعت انتصاراته بين الهدفين أو الأهداف الخمسة ما يشير الى الفاعلية الهائلة لهجومه، وجاء فوزه على الأهلي 4-3 في الاسماعيلية ليسجل حدثاً قياسياً في اهتزاز شباك الأهلي باربعة أهداف في مباراة واحدة للمرة الأولى منذ 35 عاماً. الاسماعيلي عانى طويلاً في الدور الأول من غياب الاستقرار الفني بعد إبعاد مدربه البرازيلي فييرا واسناد المهمة لمساعده المصري اسماعيل حفني ثم ابعاده والاستعانة بالمدرب الوطني محسن صالح الذي اقيل من تدريب المصري. محسن صالح عانى كثيراً في بداية مشواره مع الاسماعيلي، وعجز الفريق عن احتلال صدارة مجموعته في مسابقة كأس الاتحاد التنشيطية وجاء ثالثاً خلف القناة والمعادن. وسقط مجدداً في بئر الهزيمة أمام الكروم في الاسماعيلية ثم الزمالك في القاهرة في بداية مرحلة الإياب وبعدها جاءت الصحوة التي لم يوقفها أحد. وعلى العكس انهار الاهلي كثيراً في الدور الثاني، وخسر 15 نقطة من 6 تعادلات من بينها 3 في القاهرة، وانهزم في مباراة واحدة أمام الاسماعيلي. وكان الاهلي قدم أداء نموذجياً في الدور الأول وخسر 3 نقاط فقط من الهزيمة أمام الزمالك وفاز في 12 مباراة محققاً رقماً قياسياً لأكبر عدد من الانتصارات في تاريخ المسابقة لأي فريق خلال أي مرحلة من مراحل الدوري. ومن الإيجابيات المحدودة في المسابقة ارتفاع مستوى التحكيم الى أعلى درجاته منذ سنوات طويلة، وظهر عدد من الحكام الصاعدين بمستوى عال وعلى رأسهم الحكم الدولي ناصر عباس في موسمه الأول في اللائحة الدولية، واعتمدت عليه لجنة الحكام العليا في ادارة العديد من المباريات الصعبة وابرزها مباراتا المنصورة في ملعبها ضد الأهلي والزمالك، واحتسب 3 ركلات جزاء ضد الفريقين الكبيرين، ومباراتا السويس في ملعبه ضد الزمالك ثم الأهلي ومباراة الزمالك امام الاسماعيلي في القاهرة ونجح بنسبة 100 في المئة في كل مبارياته وتعرض لأقل قدر من الاحتجاجات. وسجل حكم مصر الأول جمال الغندور رقماً قياسياً محلياً وعربياً وافريقياً في احتساب أكبر عدد من ركلات الجزاء في مباراة واحدة، وسجل رقماً عالمياً في احتساب أكبر عدد من هذه الركلات لمصلحة أي فريق في العالم، وكان الغندور احتسب 5 ركلات في مباراة الزمالك والقناة في القاهرة من بينها 4 للزمالك صاحب الملعب، وطاشت الركلة الأولى في الدقيقة الأولى التي تعرض خلالها حارس القناة للطرد الباكر وهو الاسرع في تاريخ الكرة المصرية. ومن السلبيات أن الغندور تقاعس عن احتساب ركلة جزاء صحيحة للقناة ضد الزمالك في مباراة الإياب في الاسماعيلية ولم يطرد بشير التابعي على رغم أنه كان يستحق الطرد. الأهلي البطل توج الأهلي، أكثر أندية مصر نجاحاً وألقاباً وجمهوراً وهو الأقدم بين أندية المسابقة، بطلاً للدوري بجدارة بعدما انهى مرحلة الذهاب متقدماً على اقرب منافسيه وهو الزمالك بفارق 10 نقاط كاملة، وكان الأهلي حاسماً في مرحلة الذهاب بفوزه على كل منافسيه في القاهرة ففاز على مزارع دينا 3-صفر والقناة 3-صفر والمعادن 2-صفر والاسماعيلي 1-صفر والمنصورة 1-صفر والسويس 3-1 والمصري 3-صفر والاتحاد 3-1 والمقاولون 1-صفر، وفاز خارج القاهرة على الالومنيوم 1-صفر والكروم 2-1 والشرقية 3-صفر. لكن انتصارات الأهلي المتتالية لم تكن مقنعة لجمهوره بسبب العروض المهزوزة وتدني مستوى نجومه، وجاءت الخسارة أمام الزمالك في ختام مرحلة الذهاب 1-2 لتؤكد أن الأهلي بعيد عن مستواه العالي، وتأثر جمهوره أيضاً بخسارة كأس الاندية العربية الأبطال في القاهرة على يدي الشباب السعودي ثم الخروج من دوري ابطال افريقيا في القاهرة أيضاً على يدي الرجاء البيضاوي المغربي. وزاد من مرارة جماهير الأهلي اهتزاز نتائج الفريق في مرحلة الإياب، وتعادل خلالها مع مزارع دينا والمعادن والزمالك في القاهرة ومع المنصورة والاتحاد السكندري والسويس خارجها وخسر من الاسماعيلي، واكتفى بستة انتصارات بنتائج متواضعة تباينت بين 1-صفر و2-1 و2-صفر، على القناة والالومنيوم والشرقية والمقاولون والمصري والكروم، وهي المباراة الوحيدة التي فاز فيها الأهلي بأكثر من هدفين ولكن مرماه اهتز بهدفين وخرج منتصراً 3-2 بصعوبة. اعتمد الأهلي على مدربه الالماني راينر تسوبيل للموسم الثالث على التوالي وجدد له العقد لموسم رابع، ولم يتغير أعضاء الجهاز الفني أيضاً وبقي ثابت البطل وأحمد ماهر وماهر همام واكرامي. واحتفظ الأهلي أيضاً بكل لاعبيه بلا استثناء واضاف لهم الثلاثي سعيد عبدالعزيز من غزل المحلة وعلاء ابراهيم من المنيا والنيجيري اسحق أول من اسوان. وتصدر علاء ابراهيم في موسمه الأول لائحة هدافي الفريق برصيد عشرة أهداف وتلاه المدافع ابراهيم سعيد برصيد 7 أهداف بينها 5 من ركلات جزاء، وتقهقر حسام حسن كثيراً بسبب اصابته في بداية الموسم وخلافه مع المدرب تسوبيل في نهاية مرحلة الذهاب، وإعارته إلى العين الإماراتي في بداية مرحلة الإياب، وابعاده في نهاية الدوري بسبب احترافه في ارزو روم سبور التركي. الزمالك والتغيير أربعة مدربين قادوا الزمالك في الموسم، وهذا التغيير المتكرر يمثل مشكلة ضخمة أمام استقرار فريق يتطلع إلى احراز بطولة الدوري. بدأ الزمالك الموسم مع مدربه المحلي محمود أبو رجيلة الذي قاده لاحراز كأس مصر في الموسم الاسبق، وعلى رغم الفوزين الرائعين للزمالك على الاسماعيلي 2-صفر في الاسماعيلية وعلى المصري 2-1 في بورسعيد، ووصول الزمالك الى نصف نهائي كأس الاتحاد الافريقي وخروجه أمام النجم الساحلي التونسي الذي احرز اللقب لاحقاً، إلا أن ادارة النادي اطاحت بأبو رجيلة بسبب ضياع النقاط تباعاً في الدوري. واستقدم الزمالك مدرباً محلياً هو محمود سعد الذي عاد من لبنان خصيصاًَ لقيادة الفريق ولم يستمر سعد في موقعه إلا 24 ساعة قاد خلالها المران لمرة واحدة، واعتذر سعد اختيارياً وجاء حلمي طولان الى موقع المدير الفني لكنه قاد الزمالك لمباراة واحدة فاز فيها على القناة 4-1، وتراجع بعدها الى موقع المدرب تاركاً منصب المدير الفني للألماني أوتو بفستر. وارتفعت اسهم الألماني إلى عنان السماء بعد ايام من تسلمه العمل عندما قاد الزمالك الى الفوز على الأهلي 2-1، وهو الفوز الأول للزمالك على منافسه العنيد منذ 6 سنوات. ولم يتمكن بفستر من تعديل الموقف واهتزت جداً عروض ونتائج الفريق في الدور الثاني وخسر امام المنصورة 1-2 وتعادل 5 مرات مع المقاولين العرب ومنتخب السويس والقناة والأهلي ومزارع دينا. لم يستفد الزمالك كثيراً من نجومه الذين انضموا اليه هذا الموسم، وفي مقدمهم عبدالحليم علي مهاجم الدخان وهيثم فاروق العائد من الاحتراف في فينيورد الهولندي ومحمد عبدالمنصف حارس مرمى مزارع دينا وأحمد صالح القادم من بلدية المحلة وعبداللطيف الدوماني هداف غزل المحلة. وافتقدت تشكيلة الزمالك باستمرار للثبات وهو الأمر الذي افقد الفريق ميزة الاداء الجماعي على رغم وفرة عدد النجوم الموهوبين في الفريق، ودفع الزمالك ثمناً غالياً لاهتزاز الدفاع ودخل مرماه 3 أهداف أمام الشرقية الهابط الى الدرجة الثانية وخسر أمامه في الزقازيق، واللافت أن الاسماعيلي صاحب أقوى هجوم في الدوري هو الفريق الذي لم يهز شباك الزمالك مطلقاً وخسر أمامه مرتين صفر-2 وصفر-1، وكان المقاولون العرب تعادل سلباً مع الزمالك ذهاباً وإياباً. حقائق وأرقام - الترتيب النهائي للفرق جاء على النحو الاتي: الأهلي 60 نقطة، والاسماعيلي 54، والزمالك 52، والمنصورة 38، والمقاولون العرب 36، ومزارع دينا 35، والمصري 33 والمعادن 33 والقناة 33، والاتحاد 31، الكروم 29، السويس 27، الالومنيوم 16، الشرقية 15. - انفرد النيجيري جون اوتاكا بلقب هداف الدوري برصيد 17 هدفاً، وبفارق 6 أهداف عن اقرب منافسيه وهو وليد عبداللطيف من المنصورة، واللافت أن اوتاكا لم يسجل في مرحلة الذهاب سوى 5 أهداف فقط بسبب قلة انسجامه مع زملائه في بداية مشاركته مع الاسماعيلي عقب انتقاله من المقاولين العرب، لكن الدور الثاني شهد انطلاقة عملاقة له وتوالت أهدافه، واصبح أول لاعب افريقي في التاريخ يحرز لقب هداف الدوري. - 53 هدفاً سجلها هجوم الاسماعيلي في المسابقة وتصدر بها لائحة أقوى هجوم في الدوري، ومن بينها 34 هدفاً في مرحلة الإياب. وسكن شباك الشرقية 54 هدفاً، جعلت منه صاحب أضعف دفاع. واعتلى الأهلي لائحة الفرق في صلابة الدفاع ولم يدخل مرماه سوى 14 هدفاً بينها 3 من الاسماعيلي و3 من الكروم، وعجزت أندية الالومنيوم والشرقية والمزارع والقناة والاتحاد والمقاولون العرب عن هز شباك الأهلي ذهاباً وإياباً. - عدد قياسي من ركلات الجزاء احتسبها الحكام في أي موسم في الدوري المصري، ووصلت إلى 61 ركلة. ونال الزمالك 11 ركلة واحتسب ضده 7،وحصل الاهلي على 6 ركلات واحتسبت ضده اثنتان، وكان ناصر عباس الحكم الأكثر احتساباً لركلات الجزاء. - اشرف خميس لاعب الكروم هو الوحيد الذي سجل 4 أهداف في مباراة واحدة، وكان ذلك في لقاء الالومنيوم في نجع حمادي وفاز الكروم 4-1، وأكبر عدد من الأهداف في مباراة واحدة، كان للزمالك على حساب الشرقية في القاهرة وفاز 7-3، وأكبر فوز كان بفارق 5 أهداف وفاز القناة على الشرقية 5-صفر. - الحكم الدولي رضا البلتاجي قام بدور الجزار ضد الألومنيوم مرتين، الأولى أمام الزمالك في نجع حمادي وطرد لاعبين من الالومنيوم بينهم حارس المرمى اشرف عبدالرشيد بعد استنفاد التغيير ولعب الالومنيوم بتسعة لاعبين بينهم لاعب في حارس المرمى وتعادل 1-1، والثاني ضد الكروم في نجع حمادي أيضاً وطرد لاعبين من الالومنيوم وفاز الكروم 5-1. - الحكم الدولي أحمد عودة هو الأكثر استخداماً للبطاقة الحمراء في مباراة واحدة، واستخدمها 4 مرات في لقاء الاسماعيلي والمعادن، وطرد محمد صلاح مدرب المعادن وعمرو عبده وجمال جاد من المعادن وعبدالقادر البرازي من الاسماعيلي. - لم يتعرض أي لاعب من الأهلي للطرد طول المسابقة، وانهى الزمالك الموسم برصيد بطاقة حمراء واحدة لهيثم فاروق ضد المزارع في الدور الأول.