أعلن وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان السودان سيشكو اريتريا لدى المنظمات الدولية بسبب ما وصفه ب"دورها في اذكاء الاضطرابات في بلاده". وقال اسماعيل للصحافيين لدى وصوله مطار الخرطوم عائدا من أديس أبابا حيث حضر قمة ضمت السودان واليمن واثيوبيا إن "الحكومة السودانية ستتقدم بشكوى الى المنظمات الاقليمية والدولية ضد اريتريا بسبب سعيها لزعزعة الامن والاستقرار في السودان". وأضاف أن الشكوى تمثل الية واحدة ضمن آليات عدة "لمنع اريتريا من التدخل في شؤون السودان"، لكنه لم يحدد ما هي الاليات الاخرى. وتتبادل اريتريا والسودان منذ امد طويل الاتهام بدعم المتمردين في اراضي كل منهما. وكان الرئيس السوداني عمر حسن البشير اتهم اريتريا بعد محادثاته مع رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي والرئيس اليمني علي عبدالله صالح في العاصمة الاثيوبية هذا الاسبوع بأنها تدعم المتمردين في اقليم دارفور في غرب السودان. وقال البشير في مؤتمر صحافي مشترك مع زيناوي وصالح ان اريتريا تبذل جهدا ضخما لزعزعة استقرار السودان وتعمل جاهدة على امداد المتمردين بالسلاح وتدريبهم. وعلى صعيد مفاوضات السلام الجارية بين الحكومة السودانية ومتمردي "الحركة الشعبية لتحرير السودان" في جنوب البلاد، أعلنت وزارة الخارجية الاميركية ان وزير الخارجية كولن باول اتصل هاتفيا الثلثاء بالرئيس السوداني عمر البشير ورئيسي الوفدين الى محادثات السلام السودانية التي تجرى في كينيا في الوقت الراهن. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الاميركية آدم ايرلي ان باول طلب من الطرفين "ان لا يهدرا الفرصة" للتوصل الى اتفاق. ودعت واشنطن الطرفين الاثنين الى عقد اتفاق قبل نهاية السنة لانهاء حرب اهلية استمرت عشرين عاماً. وأعلن في الخرطوم ان البشير اكد خلال الاتصال مع باول، قناعته بأن المفاوضات ستصل الى اتفاق في شأن القضايا المطروحة على رغم ما يرافقها من بطء. واستمرت المفاوضات امس، بين النائب الاول للرئيس علي عثمان محمد طه وزعيم "الحركة الشعبية" جون قرنق لحسم ما تبقى من ملفي قسمة الثروة والمناطق الثلاث المتنازع عليها. وينتظر ان ترفع المفاوضات اليوم لمناسبة رأس السنة وتعاود غدا. ويتوقع ان تختتم الجولة الحالية بعد اسبوع على ان تعقد جولة جديدة في وقت لاحق من الشهر الجاري. واحتفل البرلمان السوداني أمس بيوبيله الذهبي في حضور قادة برلمانات عربية وافريقية. وكان مقرراً ان يلقي البشير مساء خطابا لمناسبة مرور 48 عاماً على استقلال السودان اليوم. على صعيد آخر، تباينت آراء القوى السياسية الالمانية أمس، في شأن مسألة احتمال مشاركة المانيا في حال قررت الاممالمتحدة التدخل في السودان. وكانت وزيرة الدولة في الخارجية الالمانية كيرشتن مولر أعلنت انه في حال قررت الاممالمتحدة ارسال بعثة دولية الى السودان، فإنها تؤيد مشاركة عسكرية ومدنية المانية فيها. واثار هذا الاعلان موجة غضب في صفوف المعارضة. وندد الخبير في شؤون الدفاع في المجموعة البرلمانية للاتحاد المسيحي الاشتراكي كريستيان شميدت "بخفة" اقتراح لا يتلاءم وواقع الجيش الالماني، بينما اعتبر الاختصاصي في شؤون التنمية في الحزب نفسه ان المانيا تملك "الكثير من الادوات غير العسكرية".