اكد وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل والكيني بونايا غودانا في الخرطوم امس ان جولة المحادثات المقبلة بين الحكومة السودانية والمتمردين الجنوبيين ستعقد في موعدها المحدد نهاية آب اغسطس المقبل لكنهما أبديا شكوكاً في احتمال عقدها في أديس أبابا. وقال غودانا اثناء مؤتمر صحافي مشترك للوزيرين في ختام زيارة المسؤول الكيني للسودان: "كل الادلة تشير حتى الآن الى ان جولة المفاوضات ستعقد في الزمان والمكان المحددين الا اننا سنغير المكان اذا استدعت ظروف الحرب الاثيوبية - الاريترية ذلك". ويتوقع ان يواجه عقد المحادثات كما كان مقرراً في اديس أبابا صعوبات بسبب احتمال عدم قدرة ممثل اريتريا العضو في لجنة الوساطة على حضور اجتماع في العاصمة الاثيوبية في ظل حال الحرب القائمة بين البلدين الجارين. ولا يعرف ما اذا كان من الصعب ايضاً على المتمردين الجنوبيين الذين توفر لهما اثيوبيا وأريتريا تسهيلات التوجه الى اديس أبابا في ظل هذه الظروف. ونفى المسؤول السوداني ان تكون حكومته تقدمت بطلب لتغيير مكان الاجتماع لأن "من المبكر جداً التقدم بمثل هذا الطلب على رغم استمرار النزاع" الأثيوبي - الأريتري. وقال ان الموضوع "قيد البحث". وأضاف ان هذا "النزاع يفرض على الهيئة الحكومية للتنمية ايغاد تحد لاظهار قدرتها على حل النزاعات بين الدول مثل حل المشاكل الداخلية". وترأس كينيا منظمة "ايغاد" التي تضم ايضاً اثيوبيا وأريتريا وأوغندا والسودان وجيبوتي والصومال. وقال وزير الخارجية السوداني انه ناقش مع نظيره الكيني السبل الكفيلة بانجاح المفاوضات مع "الجيش الشعبي لتحرير السودان". وعبر الوزيران السوداني والكيني في بيان اصدراه في نهاية زيارة غودانا الى الخرطوم عن "قلقهما لاستمرار الحرب الاثيوبية - الأريترية. وأكدا ان "تداعيات هذه الحرب ستؤثر سلباً على الأمن والسلام في المنطقة وعلى "ايغاد" خصوصاً". ودعا الوزيران الطرفين الاثيوبي والاريتري الى وقف الصراع والتوصل الى حل سلمي وأكدا دعمهما اللجنة الخاصة التابعة لپ"ايغاد"، المكلفة معالجة مشكلة جنوب السودان، وأيدا بدء اللجنة اتصالات فوراً مع الطرفين السودانيين لتقريب وجهات النظر استعداداً للجولة المقبلة من المحادثات. واتفق الوزيران على تنشيط اللجنة الوزارية المشتركة بين كينيا والسودان التي توقفت اعمالها منذ تموز يوليو 1995. وأكدا تشجيعهما للقاءات رجال الأعمال وقررا العمل على اعداد اتفاقات تعاون سودانية - كينية في مجالس التجارة والصناعة. وكان وزير الخارجية الكيني التقى خلال زيارته الى الخرطوم الرئيس عمر البشير ورئيس مجلس تنسيق جنوب السودان الدكتور رياك مشار. وكان غودانا رأس جولة المفاوضات الأخيرة بين الحكومة السودانية والمتمردين التي عقدت في نيروبي في أيار مايو الماضي وأعلن في نهايتها اتفاق الجانبين على اجراء استفتاء تحت اشراف دولي على تقرير المصير في جنوب السودان. لكن المحادثات فشلت في اتخاذ قرار بوقف اطلاق النار وافقت عليه الحكومة ورفضته "الحركة الشعبية لتحرير السودان"