اتهم وزير خارجية اريتريا علي سيد عبدالله الحكومة السودانية بدعم "جماعات إرهابية لديها علاقة بتنظيم القاعدة وزعيمه أسامة بن لادن"، مؤكداً أن الخرطوم "لا تزال تحتفظ بأجندتها القديمة على رغم ما يبدو من تغيير خلال السنوات العشر الماضية". واستغرب سعي السودان إلى إبعاد أسمرا من مفاوضات السلام السودانية في مشاكوس، واصفاً الديبلوماسية السودانية باستخدام "الأسلوب الرخيص". وقال إن لديه معلومات استخباراتية عن دعم اليمن واثيوبيا للحكومة السودانية في حربها ضد المعارضة. وانتقد عبدالله الخرطوم في تصريحات إلى "الحياة" في أسمرا، وقال: "إن المتابع للإعلام العالمي يدرك أن القوات الأميركية حصلت في أفغانستان على وثائق تكشف العناصر التي كانت تتدرب في كابول وتعود إلى الخرطوم... حيث كانت تعلن نياتها اسقاط النظام الاريتري. ومعروف أن السودان كان ملاذاً لأسامة بن لادن وكارلوس، وكل قيادات الإرهاب العالمي... ولدينا أدلة مادية وبالأسماء لأفغان عرب واريتريين، من الذين اعتقلناهم أو من خلال أوراق وجدت بحوزة أشخاص قتلوا في معارك مع الجيش الاريتري، وقدمنا الأدلة إلى الخرطوم لكن من دون جدوى. لذلك قطعنا علاقاتنا الديبلوماسية معها". وعن تصريحات وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل التي دعت إلى إبعاد أسمرا من عملية السلام السودانية في مشاكوس، قال الوزير الاريتري مستغرباً: "القضية ليست حالاً مزاجية، اريتريا عضو فاعل في ايغاد ووجودها في كينيا هو قرار قمة وليس هناك وجه حق لأحد بإبعادها، وعلى الخرطوم أن تترك هذا الأسلوب الرخيص". وقال إن الخرطوم "تحاول اخفاء نشاط العناصر الإرهابية من جماعات الجهاد الإسلامي وعبدالله ادريس الذين يتحركون في الخرطوم وكسلا وغيرها للقيام بأنشطة تخريبية ضدنا... والحلف السوداني - الاثيوبي مع هذه الجماعات دليل قاطع على أنهم ماضون في التآمر". وذكر علي سيد عبدالله أن لدى حكومة بلاده "معلومات استخباراتية عن رحلات الطيران من صنعاء إلى الخرطوم، والمساعدات اللوجستية والاستخباراتية من اديس ابابا لدعم الحكومة السودانية في معاركها ضد المعارضة بما في ذلك معارك توريت الأخيرة". وفي الخرطوم، أكدت الحكومة السودانية عزمها تصعيد حملتها السياسية والاعلامية والعسكرية في مواجهة اريتريا و"فضح الأوضاع في داخلها". وقال وزير الخارجية السوداني الدكتور مصطفى عثمان اسماعيل للصحافيين عقب عودته من نيروبي في رفقة الرئيس عمر البشير ان القمة التي جمعت البشير ونظيره اليمني علي عبدالله صالح ورئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي في صنعاء "تعرضت بوضوح ومن دون تردد الى الأوضاع في اريتريا، ودعت اسمرا الى التعامل المسؤول مع دول الجوار وعدم التدخل في شؤونها الداخلية لعدم تكرار اخطاء الماضي". واضاف: "حتى لا يظن أحد ان هناك سراً، نحن نقول ان اريتريا اعتدت علينا لزعزعة الأمن والاستقرار، وسنرد على ذلك الاعتداء ديبلوماسياً واعلامياً وعسكرياً. وما يقوم به السودان ليس تحركاً سرياً، فنحن نحرص على تحرير أرضنا وكشف جرائم النظام الاريتري وممارسته في المنطقة وما يجري للشعب الاريتري". وفد ليبي على الجبهة الشرقية وفي القاهرة اف ب، اكدت المعارضة السودانية انها رافقت وفدا من الوسطاء الليبيين الى المناطق التي سيطرت عليها اخيرا في شرق السودان، لكي تثبت ان اريتريا لا تشارك في المعارك الجارية بينها وبين القوات الحكومية. واكد ياسر عرمان الناطق باسم "الجيش الشعبي لتحرير السودان" في اتصال هاتفي مع وكالة "فرانس برس" في القاهرة انه يتحدث من موقع مدينة همشكوريب القريبة الى الحدود مع اريتريا التي سيطر عليها المتمردون في 5 تشرين الاول اكتوبر". وقال انه رافق، انطلاقا من اسمرا، وفدا ليبيا برئاسة العقيد محمد حسن المرهون ليثبت له ان "ادعاءات الحكومة السودانية في شأن وجود جنود اريتريين ليست صحيحة". واضاف ان "الوفد تأكد من عدم وجود اي جندي اريتري". كذلك نفى عرمان ان تكون اريتريا منعت لجنة تحقيق افريقية من التأكد من اتهامات الخرطوم لها. واشار الى ان الوضع كان هادئا امس على الجبهة الشرقية، الا انه اكد ان القوات الحكومية حاولت عبثا الاثنين استعادة السيطرة على موقع ريساي الذي يتحكم بالطريق الذي يربط بور سودان على البحر الاحمربالخرطوم. وقال ان "المحاولة فشلت وان 27 عسكريا قتلوا". ووقع ممثلو الحكومة السودانية و"الجيش الشعبي" الثلثاء اتفاق هدنة في مشاكوس كينيا يفترض ان يدخل حيز التنفيذ منتصف اليوم. وتوافق الطرفان على التزام الهدنة خلال محادثات السلام الجارية بينهما والهادفة الى وضع حد لنزاعهما الذي اوقع اكثر من مليوني قتيل منذ 1983.