أمهلت القوات الاميركية الميليشيات الشيعية حتى السبت المقبل لنزع سلاحها وهددت بأنها ستعتقل أي شخص يقاوم عملية نزع السلاح التي ستبدأها بعد انتهاء المهلة. وتعرض مقر حزب الدعوة الشيعي في البصرة أمس، لاطلاق نار من اسلحة رشاشة. في غضون ذلك، بدأت تعزيزات من القوات البريطانية الوصول الى العراق أمس، ووصل 120 جندياً بريطانياً فقط من قبرص الى المنطقة الخاضعة لسيطرة القوات البريطانية في جنوبالعراق. الا ان رئيس الوزراء توني بلير يفكر في ارسال ما يصل الى ثلاثة آلاف جندي من القوات للانضمام الى نحو 11 ألف جندي بريطاني موجودين في العراق. أعلن ناطق عسكري اميركي أمس ان السلطات الاميركية في العراق منحت مهلة تنتهي السبت المقبل للميليشيات الشيعية التي انتشرت في مدن وسط العراق اثر اعتداء النجف في 29 آب اغسطس الماضي، لنزع سلاحها. وقال الكابتن ادوارد لوفلاند الناطق باسم جنود البحرية الاميركية المارينز في النجف "بعد هذا التاريخ سننزع أسلحتهم واذا قاوموا سنعتقلهم ونضعهم في السجن". واضاف ان التحالف طلب من مجلس الحكم الانتقالي في العراق دعوة كافة الميليشيات الى نزع اسلحتها طوعاً قبل انقضاء المهلة. وكانت القوات الاميركية سمحت لبعض الميليشيات بتشكيل قوة لحماية العتبات المقدسة بعد تفجير النجف، لكن مجموعات اخرى من المسلحين الشيعة اقامت حواجز في النجف وفي مدينة الكوفة المجاورة. وأكد لوفلاند "ضرورة نزع سلاح هذه المجموعات بطريقة أو بأخرى. نحن هنا لحماية سكان النجف ولا نريد اي مواجهة. من الافضل لنا ولهم ان يقوموا بذلك بانفسهم بدل ان نقوم به نحن. لن نتراجع. ولن نتردد في نزع اسلحتهم بالقوة اذا اقتضى الامر". واشار لوفلاند الى ان انتشار مسلحين من اكبر تنظيمين شيعيين في طرقات النجف والكوفة منذ عملية التفجير "يشكل خرقاً واضحاً للقرار الذي اتخذه التحالف في حزيران يونيو بمنع الميليشيات. التحالف قرر غض النظر خلال ايام الحداد الثلاثة" على الحكيم، وتقرر تمديد المهلة حتى السبت المقبل "بسبب الغموض والالتباس في شأن من يحق له حمل السلاح. نفهم انهم يريدون مساعدة الشرطة لذا لم نكن عدائيين معهم". وأوضح لوفلاند انه بعد انتهاء المهلة السبت المقبل "فإن نزع سلاح الميليشيات يعود أولاً للشرطة العراقية. اصلاً الفكرة كانت تسليم المدينة للشرطة العراقية فهي مدينتهم. نحن هنا للمساندة لا للسيطرة"، مشيراً إلى ان الرد العسكري الاميركي على الميليشيات يأتي في "المرتبة الاخيرة". وأوضح لوفلاند ان نزع السلاح لا يعني فقط انصار الزعيم الشيعي الشاب مقتدى الصدر، وانما كذلك "فيلق بدر" الذراع العسكرية للمجلس الاعلى للثورة الاسلامية وأي مجموعة أو أي فرد يحمل سلاحاً علناً من دون ترخيص من قوات التحالف. وأوضح انه بعد انتهاء المهلة فإن الاشخاص الوحيدين المخولين حمل الاسلحة هم افراد المجموعات الخاصة التي يسمح لها التحالف ومنها قوة لحماية المواقع المقدسة في النجف مؤلفة من 400 عنصر. إلى ذلك، تعرض المقر الرئيسي لحزب الدعوة الشيعي في البصرةجنوبالعراق أمس، لعمليتي اطلاق نار من اسلحة رشاشة لم تسفر عن وقوع اصابات كما افاد مصدر في هذا المقر. وأوضح جبار لطيف، احد اعضاء المجلس السياسي لحزب الدعوة، ان "سيارة تقل مسلحين اثنين مزودين برشاشات كلاشنكوف مرت الساعة الثامنة بالتوقيت المحلي امام المقر الرئيسي واطلقت النيران على المقر. وعادت السيارة بعد ثلاث ساعات لتطلق النيران مجدداً على المقر". وأوضح أن حراس المقر "أوقفوا السيارة واعتقلوا احد المهاجمين فيما تمكن الآخر من الفرار". وأكد لطيف ان الحزب سيسلم المعتقل الى الشرطة العراقية بعد انتهاء التحقيق معه. وانتشر اثر الحادث عشرات من مسلحي حزب الدعوة الشيعي قرب حواجز الشرطة العراقية تحت انظار جنود بريطانيين كانوا في سيارتهم المتوقفة في المنطقة. وصول تعزيزات بريطانية واعلن ناطق عسكري بريطاني أمس، وصول 120 جندياً بريطانياً اضافياً قررت لندن نشرهم في العراق الى البصرة قادمين من قبرص. واوضح الكومندان تشارلي مايو ان هؤلاء الجنود الذين يرفعون عدد القوات البريطانية الى 10620 رجلاً وصلوا على دفعتين. وقال: "وصلوا في ساعة متقدمة السبت وغادروا المطار الى قواعدهم". وكان وزير الدفاع البريطاني جيفري هون طلب من المسؤولين العسكريين الميدانيين ابلاغه حاجاتهم في حين تسعى الولاياتالمتحدة الى انخراط مزيد من الدول في العراق. وكشف الوزير البريطاني الخميس انه طلب "اعادة تقويم القوات والموارد الضرورية لدعم العمليات البريطانية في العراق في ضوء احداث الاسابيع الاخيرة". وقال الناطق باسم وزارة الدفاع الجمعة إن "عملية التقويم جارية وينتظر معرفة نتائجها بداية الاسبوع القادم". صاروخان على طائرة اميركية إلى ذلك، قالت ناطقة باسم الجيش الاميركي أمس، ان مجهولين أطلقوا صواريخ عدة على طائرة نقل عسكرية أميركية أثناء اقلاعها من بغداد صباح السبت لكن الطائرة نجت من الهجوم. وهذا ثالث حادث من نوعه منذ الاول من ايار مايو الماضي عندما أعلنت واشنطن انتهاء العمليات القتالية الرئيسية في العراق بعد الاطاحة بالرئيس صدام حسين. وأخطأ الهجومان السابقان هدفيهما أيضا. وفي الفلوجة، قال شهود ان صبياً وطفلة قتلا خلال تبادل إطلاق نار بين الشرطة العراقية ولصوص في المدينة أمس. واضاف الشهود ان صبياً في الحادية عشرة وطفلة في التاسعة قتلا بينما كانا يسيران في الشارع الرئيسي في المدينة الواقعة على بعد 50 كيلومتراً شمال غرب العاصمة العراقية عندما اندلع الاشتباك بين الشرطة واللصوص. وقال الشهود انه لم يصب أحد من صفوف الشرطة او من اللصوص.