قتل الجنود الاميركيون شخصين في الفلوجة في اليومين الماضيين، ودعا الجيش الاميركي العراقيين الى الإبلاغ عن منفّذي الهجمات على جنوده، فيما يدور جدل بين المجلس الأعلى للثورة الاسلامية وقوات التحالف في شأن نزع الأسلحة. وأعرب قادة عسكريون أميركيون في العراق عن قلقهم من التحريض الذي يمارسه رجال الدين ضد الوجود الأميركي والبريطاني في العراق، وتأثيره على فرض الأمن والاستقرار فيه. افاد شهود ان جنوداً اميركيين قتلوا عراقياً صباح أمس في الفلوجة، وأوضحوا ان دورية اميركية كانت تتجول في سوق المدينة على بعد 50 كلم غرب بغداد، فاجأت تاجر أسلحة كان يقوم بإصلاح بندقية كلاشنيكوف أمام متجره. وخشية تعرضهم لهجوم، فتحوا النار وقتلوا محمد متلج 36 عاماً على الفور. وكانت القيادة الاميركية الوسطى ذكرت في بيان ان "الجنود الاميركيين تعرضوا لإطلاق نار من اسلحة آلية وقاذفات صاروخية عندما كانوا يقومون بدورية في شمال الفلوجة مساء أول من أمس، فردوا فوراً على مصادر النيران ما أدى الى مقتل شخص في حين تمكن مهاجم آخر من الفرار" من دون ان يوضح هوية القتيل وما اذا كان عراقياً. وذكر انه لم تقع اصابات بين الجنود الاميركيين. واعلنت قوات التحالف توقيف ستة اشخاص في الموصل شمال بينهم المسؤول السابق في حزب البعث في منطقة سنجار القريبة من الحدود مع سورية، يشتبه في انهم خططوا لهجمات ضد القوات الاميركية. من جهة أخرى، دعت قوات التحالف العراقيين الى الابلاغ عن منفذي الهجمات على جنودها وعلى عناصر الشرطة المحلية في الوقت الذي اصبحت فيه هذه الهجمات شبه يومية. وقالت اذاعة التحالف: "ان التحالف لن يتساهل مع الهجمات على قواته لأنها لا تستهدف فقط عناصره بل ايضاً الشعب العراقي، ولان المجرمين والارهابيين يضعون عراقيل امام اعمار البلاد". واضافت "اذا كانت لديكم معلومات في شأن الاشخاص المشاركين في هذه الهجمات أبلغونا بها فوراً ... اذا رفضتم تقديم معلومات عن هؤلاء المجرمين فإن العراق سيصبح بلداً خطراً على الجميع". ويدور جدل في شأن الاسلحة بين المجلس الاعلى للثورة الاسلامية وقوات التحالف. وغداة التحذير الذي وجهه التحالف، وقبل اسبوع من انتهاء المهلة الخاصة بنزع اسلحة الميليشيات باستثناء الكردية منها اكد المجلس الأعلى انه التزم بالتعليمات الاميركية في هذا الشأن. واكد حامد البياتي الناطق باسم المجلس انه لم يعد هناك الا بعض "الخلايا السرية" التي كانت ضمن المقاومة السرية لنظام صدام حسين، تحتفظ بأسلحتها الخفيفة، وانها تتحرك وفق القانون. وقال: "ان الخلايا السرية تتشكل من اشخاص يحتفظون بأسلحتهم في منازلهم. وتسمح التعليمات للناس بالاحتفاظ بأسلحة لا يزيد عيارها على 62،7 ملم". وكان التحالف الاميركي البريطاني أعلن في 24 الشهر الماضي انه سيكون على العراقيين الحصول على ترخيص لحمل السلاح الخفيف، في حين ستحظر كل انواع الاسلحة الثقيلة اعتباراً من 15 الشهر الجاري. واستثنى الاجراء الفصائل الكردية المسلحة. وابلغ التحالف السبت المجلس الاعلى بضرورة نزع سلاح جناحه العسكري "فيلق بدر". ورحب ناطق الادارة الاميركية في العراق بتعهد قادة المجلس الاعلى نزع سلاح "فيلق بدر" التابع للمجلس، وقال ان "المجلس الاعلى أعلن ان فيلق بدر سيتخلى عن السلاح. اننا نرحب بهذه التصريحات ونأمل بأن توضع موضع التطبيق". وحذر من انه "في حال عدم نزع اسلحتهم فإنهم سيكونون في حال انتهاك للقانون، ويعرفون تبعات ذلك". وقال البياتي انه فوجئ بهذا التحذير، مؤكداً ان "فيلق بدر" الذي يضم 15 الف عنصر نزع اسلحته. واكد: "ليست لدينا معسكرات. ليست لدينا اسلحة ثقيلة". يذكر ان رئيس المجلس الاعلى محمد باقر الحكيم اعلن في نهاية الشهر الماضي انه لم تعد توجد اسلحة ثقيلة لدى الجناح العسكري للمجلس. ويقول قادة عسكريون أميركيون في العراق أن أعقد مواجهة لهم لفرض الأمن والاستقرار في الشارع العراقي هي مع رجال الدين الذين يحرضون علناً ضد الوجود الأميركي والبريطاني في العراق فيما تقف القوات الحليفة عاجزة عن التعرض لهم واعتقالهم. وذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس أن القوات الأميركية التي اعتقلت الاثنين الماضي الشيخ جاسم السعدي 35 سنة الذي مارس التحريض ضد الأميركيين، عادت وأطلقته بعد حوالى 24 ساعة، على رغم اعترافه بأنه أمر أتباعه بمهاجمة الجنود الأميركيين. وكان اعتقال الشيخ السعدي أثار ردود فعل غاضبة في الشارع العراقي، ما دفع الإدارة الأميركية في العراق إلى إعادة النظر في قرار اعتقال رجل الدين الشيعي خوفاً من عواقب غير حميدة. وقالت الصحيفة أن رجال الدين الشيعة يلهبون المشاعر القومية لدى العراقيين ويؤلبون الرأي العام ضد الإدارة الأميركية، مستغلين التأخير الحاصل في تشكيل حكومة عراقية لإثبات ان الأميركيين يرغبون في إحكام سيطرتهم على العراق.