يعود الفنان إحسان صادق الى رئاسة نقابة الفنانين المحترفين بعد غياب لأربع سنوات وهو لم يكن غياباً فعلياً مقدار ما كان اشرافاً ولكن... من "بعيد". إحسان صادق هو أبو نقابة الفنانين المحترفين، مع مجموعة من الفنانين الذين ضاقوا ذرعاً ذات يوم في بداية التسعينات بظروف أو تصرفات نقابة ممثلي المسرح والاذاعة والتلفزيون ونقيبها حينذاك، فانبروا سعياً لتحقيق نقابة شاملة تضم كل الفنانين على اختلاف انتماءاتهم المهنية بدلاً من نقابة تضم الممثلين فحسب. وتحقق هدفهم وقدمت "نقابة الفنانين المحترفين" المولودة، نفسها الى الفنانين اللبنانيين والجمهور اللبناني والإعلام في "هجمة" مشهود لها جعلت نقابة الممثلين ونقابة الموسيقيين ونقابة السينمائيين تتحد فوراً في "اتحاد النقابات الفنية" لمواجهة "خطر" نقابة "المحترفين". ومنذ ذلك الوقت وحتى الآن تدور "حرب البسوس" ما بين "اتحاد النقابات" و"نقابة المحترفين". وتدخلت وزارات عدة من أجل لمّ الشمل فلم تحصل نتيجة ايجابية تذكر. ثم تطورت الأمور أخيراً في شكل "قانوني" وَضع القضية في يد لجنة الإدارة والعدل النيابية بعد انجاز وزارة الثقافة ملف النقابات وسبل تنظيم المهن الفنية. ويُنتظر أن يصدر قرار نهائي خلال أيام قليلة يحدد ما ينبغي أن تكون عليه النقابات الفنية كافة. لم يكتف إحسان صادق بكونه رئيساً لنقابة الفنانين المحترفين خلال لقاءات في الوزارات المتخصة ومجلس النواب، بل كان الخطيب المفوّه والرئيس غير المعلن في الدفاع عن فكرة "نقابة الفنانين المحترفين" ولو اعترض الآخرون. ويبدو انه عندما دق ناقوس الخطر الفعلي في تحديد الخيارات والمواقف، وصادف ذلك موعد انتخابات "نقابة المحترفين" الجديدة، كان "الأفضل" ان يعود احسان صادق للإمساك بالملف مباشرة لا مداورة وهو "أبنُ بَجْدتها". ولا شك في أن سياسة التراضي المعمول بها في لبنان حالت دون اتخاذ السلطات اللبنانية المختصة رأياً واضحاً وجازماً في ملف النقابات الفنية، وآثرت عدم إغضاب أحد.