لمح وزير سابق في حكومة توني بلير في مقالة نشرتها صحيفة "الغارديان" امس الى احتمال ان تكون الولاياتالمتحدة سمحت على نحو متعمد بوقوع اعتداءات 11 ايلول سبتمبر 2001 كي تحصل على ذريعة لشن الحرب في افغانستانوالعراق وتفرض سيطرتها على موارد النفط المتبقية في العالم. وقال وزير البيئة السابق وعضو البرلمان مايكل ميتشر ان رد الدفاع الجوي الاميركي كان بطيئاً على نحو يتعذر تفسيره صباح اليوم الذي استهدفت فيه طائرات ركاب مختطفة مركز التجارة الدولي والبنتاغون، مما أدى الى مقتل اكثر من 3 آلاف شخص. وتساءل: "هل كان هذا التمهل مجرد نتيجة لتجاهل أشخاص بارزين الأدلة او لجهلهم بها؟ أو ان عمليات الدفاع الجوي الاميركية خُفضت بصورة متعمدة في 11 ايلول؟ واذا كان الأمر كذلك، لماذا، وبناءً على صلاحية من منْ؟". واشار الى معلومات استخباراتية قال انها اُهملت قبل الاعتداءات، موضحاً ان ما لا يقل عن 11 بلداً حذروا الولاياتالمتحدة مسبقاً من اعتداءات ارهابية، وان اثنين من كبار خبراء جهاز الاستخبارات الاسرائيلي "موساد" توجها الى واشنطن في آب اغسطس 2001 لتنبيه وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية "سي آي أي" ومكتب التحقيقات الفيديرالي "إف بي آي" الى "خلية تضم 200 ارهابي" قد يكون الرقم 20 اُفيد انها تهيئ لعملية كبيرة. وفي وقت لاحق، ابلغ ميتشر هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" انه لا يعتقد ان الحكومة الاميركية خططت الاعتداءات. وقال: "لا اعتقد انه يمكن حتى ان نقول انهم سمحوا بوقوعها، لكن عندما وقعت فعلاً كانت ذريعة مناسبة تماماً لتنفيذ خطة لشن هجوم على افغانستانوالعراق، وكان الدافع وراء ذلك الحاجة الى انتزاع السيطرة على موارد النفط المتبقية في العالم، كانت ذريعة مناسبة على نحو استثنائي. هذا هو كل ما أقوله". ونقلت "الغارديان" عن ناطق في السفارة الاميركية في لندن قوله ان تصريحات ميتشر "ادعاءات خيالية، خصوصاً زعمه بأن الحكومة الاميركية وقفت موقف المتفرج بصورة متعمدة بينما كان الارهابيون يقتلون نحو 3 آلاف من الأبرياء في نيويورك وبنسلفانيا وفيرجينيا". وقال ناطق باسم بلير ان رئيس الوزراء لا يشاطر ميتشر آراءه "لانها خاطئة كلياً، وهي آراء نرفضها تماماً". وقال ميتشر، الذي شغل منصب وزير البيئة ست سنوات قبل إقالته عندما أعاد بلير تشكيل حكومته قي حزيران يونيو الماضي، في مقالته ان الحرب على الارهاب بقيادة الولاياتالمتحدة هي "غطاء زائف" لتحقيق أهداف استراتيجية واسعة موجودة مسبقاً، بما في ذلك "مخطط لهيمنة الولاياتالمتحدة على العالم" تحرّكه الرغبة في تحقيق سيطرة اكبر على موارد النفط العالمية. واشار بهذا الشأن الى وثيقة بعنوان "إعادة بناء دفاعات اميركا" اعدها مركز أبحاث تابع للمحافظين الجدد في ايلول سبتمبر 2000 بناءً على طلب من نائب الرئيس ديك تشيني ووزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائبه بول ولفوفيتز وجيب بوش شقيق الرئيس الاميركي ولويس ليبي كبير موظفي تشيني. وبيّنت الوثيقة ان الادارة الاميركية كانت تنوي السيطرة عسكرياً على منطقة الخليج بغض النظر عن وجود صدام حسين في السلطة. وجاء فيها انه "في الوقت الذي يوفر فيه النزاع غير المحسوم في العراق التبرير المباشر، فإن الحاجة الى وجود كبير للقوات الاميركية في الخليج يتجاوز قضية نظام صدام حسين". كما اعتبر ميتشر ان ادارة بوش كانت أعدّت خططاً للحرب في افغانستانوالعراق قبل الاعتداءات الارهابية، لكنها كانت مستحيلة سياسياً قبل 11 ايلول.