اختتمت في اليوم الأخير من شهر آب اغسطس فعاليات مهرجان خريف صلالة 2003 بعد 45 يوماً من الحركة والنشاط شهدتهما محافظة ظفار في الجنوب العماني، مستقطبة أعداداً كبيرة من السياح القادمين براً وجواً من السلطنة ودول الخليج المجاورة. وعلى رغم حال الإحباط التي أصابت الزوار في الأيام الأولى من الموسم بسبب تأخر الأمطار، فإن حركة السياحة، سرعان ما بدأت في استعادة أرقامها ثم الزيادة على ما كانت عليه العام الماضي. ونظراً إلى الاقبال الملحوظ على مركز البلدية الترفيهي في سهل ايتين فقد مددت اللجنة المنظمة بعض الفعاليات لأيام عدة. ويدل آخر الاحصاءات على الزيادة في عدد السياح إذ بلغ في الفترة من 21 حزيران يونيو الى 11 آب اغسطس 122529 زائراً بزيادة بلغت 31210 زائراً مقارنة مع العام الماضي خلال الفترة من 21 حزيران الى 21 آب حيث بلغ اجمالي عدد الزوار 91381 زائراً مع الأخذ في الإعتبار فارق الفترة الزمنية البالغة عشرة ايام. وبلغ عدد الزوار من داخل السلطنة 59707 زوار ومن الاجانب المقيمين فيها 8673 زائراً. وشكّل الزوار من دولة الامارات العربية المتحدة الزيادة الكبرى في السياحة الخليجية، حيث بلغ عددهم 36832 زائراً ثم المملكة العربية السعودية 7854 زائراً. وبلغ عدد السياح من الكويت 2418 سائحاً ومن قطر 1258 زائراً ومن البحرين 747 سائحاً ومن الجنسيات الأخرى 5140 زائراً. وقال مدير دائرة المهرجان والمنسق العام حسن بن سالم الذهب في تصريح ل"الحياة" أن الطيران المباشر خدم حركة السياحة في خريف صلالة 2003 حيث سيّرت الخطوط الجوية السعودية رحلتين أسبوعياً الى مطار صلالة، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الخطوط الكويتية وطيران الخليج عن طريق دبي. كما سيّر الطيران العماني ثلاث رحلات مباشرة بين دبي وصلاله ورحلة من الكويت. كما سيّرت شركة مسقط للطيران فينكس رحلتين من دبي يومي الأربعاء والجمعة، وستستمر في العمل على هذا الخط طوال العام لدعم حركة السياحة في المنطقة التي لا تعتمد فقط على موسم الخريف وإنما تغري الأوروبيين بالمجيء في فصل الشتاءالدافئ. وأشار الذهب إلى ان مهرجان هذا العام ركّز على القرية التراثية التي قدّمت الفنون والعادات المحلية على مستوى السلطنة، إضافة إلى عدد من الندوات، منها ندوة تقنية المعلومات والإتصالات برعاية "واحة المعرفة"، وندوة الامتياز التجاري والإعلان والتوظيف ومؤتمر الإدارة المحلية، وكذلك المعارض المتخصصة ومنها معرض المنتج المحلي وخمسة معارض للفنون التشكيلية ومعرض لجمعيات المرأة العمانية ومعرض تقنية المعلومات والمعرض الصحي وآخر للمخطوطات ومعرض صور للمساجد الأثرية، إلى جانب معرض الإتصالات الذي شهد إقبالاً كبيراً ومعرض التسوق الدولي الذي استقطب 270 عارضاً. ومن الناحية الفنية قدم المهرجان مسرحيات عربية عدة منها مسرحية "بابا فين واحنا فين" من بطولة يونس شلبي وسعيد صالح، وعروض التاج، وناصر شو مع فرقته "فري بيبي"، اضافة الى ست حفلات غنائية بالتعاون مع ال"mbc" شارك فيها عدد كبير من فناني الخليج والوطن العربي، وستبثها "mbc" خلال ايام عيد الفطر المبارك مع الفضائية العمانية. وقال الذهب: "ان البنية التحتية للسياحة في المحافظة تحتاج الى تطوير وتوسعة واستقطاب الاستثمارات الضخمة، ومن الخطأ التصور ان السياحة في المحافظة تقتصر على فصل الصيف فقط بل هي مستمرة طوال العام حيث نستقبل مجموعات من الاوروبيين واليابانيين، لكن تنقصنا المجمعات التجارية والمطاعم العالمية والتلفريك الرابط بين الجبال". وأكد على ضرورة التعاون بين القطاع الخاص والحكومة لتفعيل الجانب السياحي "وما نراه في هذا الفصل يؤكد نجاح الاستثمارات المقدمة لدعم الحركة السياحية، فخطوط الطيران ناجحة ونسبة التشغيل في الفنادق جيدة جداً وبلغت الذروة في الفترة من أواخر تموز وحتى أواخر آب اغسطس. وأضاف يقول: "التخطيط للمهرجان المقبل يبدأ فور الانتهاء من لملمة اوراق العام الجاري. وسندرس آفاقاً أرحب للمستقبل من خلال تقويم ما حصدناه هذا العام لتكون اطلالتنا مرة أخرى بشيء مميز. ولا شك في أن الاقتراحات التي أقرتها الحكومة في ما يتعلق بالمناطق السياحية الخمس على مستوى السلطنة ستفتح باباً واسعاً لزيارة صلالة حيث ستقوم قرية سياحية بالقرب من مدينة مرباط ذات التاريخ المؤثر في الحضارة العمانية، يضاف الى ذلك ما تتمتع به المحافظة من كهوف وأودية بحرية وأماكن أثرية وأوبار وأخوار، مثل خور روري الذي ضم حضارة سمهرم وأيضاً مدينة البليد التاريخية... وغيرها من الأماكن التي ستنعش السياحة في المنطقة إذا استغلت لجذب السائح على مدار العام". وتحدث مدير الاعلام في شركة عمان للاتصالات علي المطاعني ل"الحياة" عن النجاح الكبير لمعرض الاتصالات الذي قدم في يومه الأخير سحوبات على سيارة دفع رباعي وتذاكر سفر و25 هاتفاً نقالاً، وقال: "شهدت حركة الاتصالات في المحافظة مليون مكالمة يومياً بعد توسعة المقسم ليستوعب 190 ألف مكالمة في الساعة، وقدمت الشركة الأرقام المميزة مجاناً للمشتركين في خدمة البطاقة المدفوعة الاجر "حياك" التي اشترك فيها ما يقارب الفي شخص في حين إشترك 300 شخص في خدمة الانترنت، كما شهد مقهى الانترنت حضوراً لافتاً من زوار المهرجان. وحظي خريف صلالة 2003 بإهتمام إعلامي عبر برنامجين يوميين للتلفزيون العماني كانا يبثان مباشرة من وسط الجبال الخضراء وساحة المركز الترفيهي اضافة الى برنامج "سمرة" الذي إستضاف كبار ضيوف المهرجان من الفنانين. وكان هناك برنامج إذاعي يومي يبث من استوديو مفتوح بالقرب من القرية التراثية. ولم يخف أعضاء في اللجنة المنظمة للمهرجان شعورهم بإمكان تحقيق نجاح أكبر في حال وجود بنية تحتية سياحية أقوى توازي حضور الطبيعة.