بدأت محافظة ظفار العمانية استقبال السياح مع إهلال فصل الخريف الذي يستقطب زواراً من داخل عمان وخارجها للاستمتاع بهذا الفصل الذي يمتاز باعتدال طقسه حيث تراوح درجة الحرارة في المحافظة بين 15 و28 درجة مئوية مصحوباً ببعض المطر الخفيف المتواصل لمدة ثلاثة أشهر تبدأ من 21 حزيران يونيو وحتى 22 أيلول سبتمبر من كل عام وبه تتحول مدينة صلالة وبقية مناطق محافظة ظفار أماكن جذب للخليجيين الذين يعانون في هذه الفترة من ارتفاع درجة الحرارة. وسعت الحكومة العمانية الى الاستفادة من هذا المهرجان مستفيدة من تجارب دول أخرى في التعامل مع المهرجانات. ويمثل فصل الخريف رافداً سياحياً مهماً في العملية الاقتصادية. وفي تصريح صحافي أكد وكيل وزارة التجارة والصناعة للسياحة محسن بن خميس البلوشي ان المهرجانات تعتبر في شكل عام عاملاً مهماً وأساسياً في صناعة السياحة في أي بلد ووسيلة مناسبة للترفيه وقضاء أوقات سعيدة علاوة الى أنها عامل مشجع للسياحة الداخلية وكذلك لتنشيط الاقتصاد داخل البلد. ورداً على سؤال حول عدد السياح المتوقع زيارتهم خلال مهرجان الخريف قال البلوشي انه نتيجة للجهود الترويجية التي تبذلها الجهات الحكومية داخل السلطنة وخارجها فإنه من المتوقع زيادة أعداد السياح القادمين الى محافظة ظفار، مشيراً الى أن الزيادة السياحية السنوية تراوح بين خمسة وسبعة في المئة. وأنهت الجهات الحكومية بالسلطنة، بالتعاون مع القطاع الخاص، استعداداتها منذ وقت مبكر لاقامة "مهرجان خريف صلالة 2000" و"مهرجان مسقط 2000" اللذين تم ربطهما السنة الجارية بمناسبتين وطنيتين اذ سيبدأ "مهرجان الخريف" في 23 الشهر الجاري، بينما سيقام "مهرجان مسقط 2000" في الفترة من 20 تشرين الأول اكتوبر وحتى 16 تشرين الثاني نوفمبر المقبلين. من جهته أعلن "الطيران العماني" زيادة عدد رحلاته المباشرة من مسقط الى صلالة بواقع ثلاث رحلات يومياً، كما ان الشركة استعدت لمهرجان مسقط 2000 من خلال حملة ترويج كبيرة تمنح السائح تخفيضات تصل الى 50 في المئة لكل المحطات التي تطير اليها الناقلة، كما تم تسخير المكاتب الخارجية للشركة لخدمة وإنجاح المهرجان اضافة الى أن "الطيران العماني" ستضع شعار "مهرجان مسقط 2000" على كل طائراتها. وتكتسب محافظة ظفار أهمية سياحية متزايدة لتوافر المقومات الطبيعية والسياحية والاثرية والزراعية والبيئية التي تتكامل فيها ولتشكل في مجملها لوحة طبيعية حية تزخر بالعناصر الجمالية. وتكثر في المحافظة الآثار التاريخية التي تشهد بإبداع المنطقة حضارياً وتاريخياً كمدينة سمهرم الاثرية والبليد والمحلة. واستعدت الجهات الرسمية والأهلية في محافظة ظفار لإنجاح الموسم السياحي للسنة الجارية واستقبال زوار المحافظة وتوفير التسهيلات والخدمات التي تلبي حاجتهم وتمكنهم من قضاء أفضل الأوقات في ربوع المحافظة من خلال التوسع في اقامة المرافق العامة وخدمات السكن. وقامت بلدية ظفار بتهيئة الأماكن والمواقع السياحية بالمحافظة وتزويدها بالخدمات والمرافق لخدمة السياح والمقيمين. وسيتم خلال موسم الخريف افتتاح عدد من الفنادق وبنايات الشقق الفندقية في محافظة ظفار من أجل استيعاب الأعداد المتزايدة من زوار "مهرجان" خريف صلالة 200". ويتميز المهرجان الذي يأتي تحت شعار "ملتقى الأسر" بتعدد أنشطته وكثرتها إذ تتنوع بين النشاطات الترفيهية كالألعاب الكهربائية والسيرك والنشاطات الاجتماعية والنسوية ومعرض المشغولات الحرفية وكذلك النشاطات الانسانية كإقامة أيام مفتوحة للمعوقين اضافة الى النشاطات الاقتصادية كالندوات والدورات التدريبية. أما النشاطات السياحية فتتضمن الركن السياحي بموقع المهرجان في عروض الأزياء العمانية، الى جانب مشاركة الفرق الشعبية والفرق الموسيقية في احياء فاعليات المهرجان اما النشاطات الثقافية فتشمل أمسيات وبرامج أدبية وثقافية وشعرية فيما تتنوع النشاطات الفنية بين الحافلات الفنية الساهرة، التي تحييها نخبة من ألمع فناني العرب، والفرق الفنية والمسابقات والحفلات الفنية للهواة واقامة المسرحيات. وسيتضمن فاعليات وعروض المهرجان أيضاً نشاطات رياضية منها بطولات كرة القدم والسباحة والرماية وسباق الجري الى جانب اقامة الكثير من المعارض التجارية والثقافية والفنية. كما سيتضمن المهرجان انشاء قرية متكاملة للأطفال تحتوي على برامج ثقافية وذهنية وفكرية ورياضية خاصة بالأطفال. ومما يجدر ذكره ان عدد زوار محافظة ظفار خلال موسم الخريف الماضي بلغ 114 ألف سائح 50 في المئة منهم من مناطق السلطنة المختلفة والنسبة الباقية من دول مجلس التعاون الخليجي وبعض السياح من الدول العربية ومن آسيا وافريقيا وأوروبا، فيما بلغ عدد مرتادي مهرجان الخريف في العام الماضي بمركز البلدية الترفيهي نحو مليون زائر. أما المهرجان الآخر الذي سيقام بسلطنة عمان خلال الفترة المقبلة وتحديداً خلال شهري تشرين الأول والثاني المقبلين فهو "مهرجان مسقط 2000". وسيشتمل المهرجان على الكثير من البرامج والأيام الفنية والثقافية والترفيهية المتنوعة بمشاركات محلية عالمية وبالشكل الذي يجسد التراث العماني العريق والماضي الأصيل الى جانب الكثير من المسرحيات وعروض الأطفال وعروض الأزياء والقرية التراثية التي تجسد واقع الحياة والبيئة العمانية وروعتها والحرف والمهن التي يعمل بها العمانيون الى جانب مشاهدة القرى الأثرية والقلاع والحصون والمواقع السياحية. وسيتخلل "مهرجان مسقط 2000" فاعليات خاصة للأسرة وأخرى تتعدد وتتنوع لإرضاء الأذواق كافة. وثمة استعراضات للفنون الشعبية العمانية والعالمية وعروض عالمية للكبار والصغار وأمسيات شعرية ومعارض للرسم والصور الفوتوغرافية الى جانب عروض السيرك الشيقة وعروض ترفيهية ستقام في قرية الطفل علاوة على الكثير من الفاعليات الأخرى.