أكد عثمان أوجلان عضو الهيئة القيادية لمؤتمر الحرية والديموقراطية الكردستاني حزب العمال الكردستاني سابقاً جدية حزبه في العودة الى اشعال نار الحرب في جنوب شرقي الاناضول التي يسميها "كردستان الشمالية"، وذلك بعد رفض تركيا التجاوب مع هدنة اعلنها الاكراد قبل خمس سنوات. ورأى اوجلان في حديث الى "الحياة" في مقره في جبال قنديل في كردستان العراق على الحدود العراقية - الايرانية ان الخيار الوحيد لتفادي الحرب التي "لن تكون تقليدية هذه المرة"، هو مسارعة أنقرة الى اعلان وقف النار من جانبها، ومبادرتها الى تحسين ظروف سجن شقيقه الاكبر زعيم الحزب عبدالله اوجلان الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد في سجن امرالي في تركيا. وقال اوجلان أن شقيقه عبدالله "كان مصراً على الاستمرار في وقف اطلاق النار الذي اعلنه الحزب من طرف واحد عام 1999، وضرورة حل القضية الكردية سلماً، الا انه اوكل الامر اخيراً الى قيادة الحزب، كي تقرر الاستمرار في مساعيها السلمية او استئناف القتال". واشار الى أن قيادة الحزب ارتأت أن الاستمرار في الهدنة من طرف واحد يضعف حركة التحرر الكردية، ولا يحرز أي نتيجة على طريق ايجاد حل للقضية الكردية في تركيا، لذا قررت إلغاء وقف اطلاق النار اعتباراً من اول الشهر الجاري. واستدرك اوجلان ان ذلك لا يعني الحرب فوراً، ذلك "اننا نواصل السعي الى خريطة طريق لحل القضية الكردية تتضمن تحقيق وقف متبادل لاطلاق النار مع تركيا وتحسين ظروف سجن قائدنا باخراجه من السجن الانفرادي في امرالي حيث تؤثر الرطوبة في صحته. كما ان على تركيا حل ما يسمى بقوات حماة القرى الذين يضايقون أهلنا وعائلاتنا ويقومون بأعمال سلب وسرقة واغتصاب". واوضح اوجلان أن الحرب هذه المرة لن تكون تقليدية، اذ أكد أن حزبه "اتم استعداداته لشن هجمات كبيرة في مختلف المحافظات والمدن، ولن يكتفي بالقتال في الجبال والقرى كما كان يفعل في بداية التسعينات". وأكد: "نحن مصممون على اظهار قدراتنا القتالية، ونحمل تركيا مسؤولية ما قد يقع من خسائر". ورأى ان "قانون العفو المشروط الذي أصدرته تركيا اخيراً لا يلبي المطالب الكردية، يعفي عمن لم يشارك في القتال، فيما الغالبية في الحزب شاركت في القتال ولن تستسلم من أجل أن تسجن لخمسة عشر عاماً بدلاً من المؤبد". وقال: "أي مجنون يذهب الى السجن بقدميه؟ هذا القانون يعبر عن استخفاف الحكومة التركية بقضيتنا ونحن لا نرضى بذلك، كما أننا لسنا بحاجة الى العفو لأننا لم نذنب أصلاً". وقلل من اهمية ما أقره البرلمان التركي من اصلاحات دستورية اخيراً لأن "أياً من هذه الاصلاحات لا يعترف بوجود الاكراد في تركيا، ولا تزال سياسة انكار الاكراد مستمرة، كما أن الاصلاحات صيغة في شكل مطاط ويمكن تطبيقها بأوجه عدة، فبالنسبة الى قانون تعلم اللغة الأم، يمكنهم ألا يعتبروا اللغة الكردية كذلك". واشار الى "ان عدداً من طلاب الجامعات تقدموا العام الماضي بطلب لدراسة اللغة الكردية بعد ما صدر من اصلاحات، فتم تحويلهم الى التحقيق وسجنهم بتهمة الارهاب". اتصالات مع الاميركيين واعترف اوجلان باجراء اتصالين غير رسميين مع مسؤولين اميركيين في شمال العراق، وان الجانب الاميركي لم يطلب من حزبه ترك السلاح وانما كانت اتصالات للتعارف. واشار الى أن اميركا تسمح للجميع بالعمل على أرض العراق طالما بقي بعيداً عن العنف.