بعد مرور أربعة اعوام على وقفه العمليات المسلحة ضد المدنيين و قوات الامن التركية ، عاد حزب العمال الكردستاني الى الساحة مجدداً من خلال عملية دموية راح ضحيتها أربعة مواطنين اتراك في محافظة بينجول جنوب شرق تركيا. وأعلن والي المحافظة حسين جوش أن مجموعة من الاكراد المسلحين هاجمت ليلاً احدى مزارع ضاحية جينش واقتادوا خمسة مواطنين كانوا نائمين بداخلها الى الخارج و امطروهم بوابل من الرصاص مما أدى الى مقتل اربعة منهم و اصابة الخامس بجروح خطيرة. أضاف أن المهاجمين قاموا بتعذيب الضحايا قبل قتلهم ومثلوا بجثثهم، وأن قوات الامن واشرطة والجيش بدأت عملية تمشيط واسعة النطاق بحثاً عن الجناة. ومن المتوقع أن يعلن الحزب الكردستاني قريباً عن مسؤوليته عن الحادث، اذ قالت مصادر كردية ل "الحياة" أن الحادثة تأتي في اطار الرد على عمليات مطاردة قام بها الجيش التركي اخيراً لعناصر الحزب وضيّق الخناق عليهم. أضافت المصادر أن قوات الامن التركية كانت قتلت عدداً من عناصر الحزب الشهر الماضي ومثلت بجثثهم اذ ربطتها بسيارة جيب عسكرية وسحلتها. و لفتت المصادر الى أن احد المقتولين في حادثة بينجول الاخيرة هو ابن عم نائب رئيس بلدية بينجول. وتعتبر هذه الحادثة الاولى من نوعها بعد تهديد الحزب الكردستاني بالعودة الى العمل المسلح بداية ايلول سبتمبر المقبل اذا لم تصدر تركيا عفواً عاماً يشمل جميع عناصر الحزب، وبعد تأكيد قيادة الحزب انه لن يقف مكتف الايدي امام ما وصفه بالمضايقات التي يقوم بها الجيش التركي الذي كثف بدوره عملياته ضد الاكراد في جنوبتركيا وشمال العراق خلال الشهرين الماضيين. وكان الحزب الكردستاني اعلن رفضه مسودة قانون تعدّه الحكومة التركية لإصدار عفو جزئي ومشروط عن قسم من عناصره لا يشمل القيادات. و تخشى تركيا عودة القتال مجدداً بين الجيش و المتمردين الاكراد بعدما توقف عام 1999 اثر القاء تركيا القبض على زعيم الحزب عبدالله اوجلان الذي يقضي عقوبة السجن المؤبد الانفرادي في جزيرة امرالي في بحر مرمرة. يذكر أن تركيا ابدت انزعاجها من لقاءات تكررت خلال الفترة الاخيرة بين قيادات الحزب الكردستاني ومسؤولين اميركيين في شمال العراق، وتساءلت عن الاسباب التي منعت القوات الاميركية من مهاجمة معاقل حزب العمال الكردستاني في شمال العراق خلال الحرب على العراق على رغم ان واشنطن ضمت الحزب أخيراً الى قائمة الاحزاب الارهابية. وفي المقابل اعربت واشنطن مراراً عن ضيقها من عمليات المتابعة والتفتيش التي يقوم بها الجيش التركي في شمال العراق طالبة ان يفسح لها المجال للعب دور الوسيط لحل القضية الكردية في تركيا وهو ما طالب به ايضاً حزب العمال الكردستاني ورفضته انقرة. وتزداد مخاوف انقرة وشكوكها بعد حادثة اعتقال القوات الاميركية عدداً من الضباط الاتراك في شمال العراق وما تمخض عنها من طلب اميركي غير مباشر لسحب تركيا جيشها من شمال العراق وهو ما يعني بالنسبة الى العسكريين الاتراك فقدان السيطرة امنياً على المنطقة وافساح المجال لحزب العمال الكردستاني للتمركز فيها.