اليوم السبت تبلغ الممثلة الإيطالية صوفيا لورين التاسعة والستين من العمر. حياة قضت منها الممثلة، التي كانت في زمن مضى نجمة إغراء وتمثيل من الصف الأول، نحو خمسين سنة منها في السينما، ولم تعتزل بعد. كان فيلمها الأخير، "بين غرباء"، في افتتاح مهرجان البندقية العام الماضي وترك بعض الأصداء في الصحافة الإيطالية، خصوصاً لأنه اللقاء الأول لها مع إبنها المخرج ادوراردو بونتي من زوجها الراحل كارلو بونتي. وانتقل الفيلم من البندقية الى تورنتو فلحقت به صوفيا آنذاك حيث عقدت مؤتمراً صحافياً حاشداً ثم... غاب الفيلم الى أن بزغ فجأة في هوليوود حيث تقرر طرحه في عدد محدود من الصالات الأميركية كما هي الحال مع الأفلام التي تعتبر "فنية" لا تجارية. صوفيا لورين وصلت الى لوس أنجليس من أجل الفيلم، والتقتها "الحياة" من بين صحف أخرى رُشحّت للمناسبة. ولم يكن الفيلم سوى ذريعة للقاء نجمة جسّدت لجيلين او ثلاثة، منذ منتصف القرن المضي حتى مطلع ثمانيناته، صوراً مثيرة للمرأة في حالات مختلفة: المضطهدَة، الثائرة، الجميلة، والأنثى في حالة حب ونشوة. في كل الوجوه كانت لورين هي المرأة، وتنازعها على عرش الأنوثة جينا لولو بريجيدا وسيلفانا مانغانو وبريجيت باردو و- لاحقاً - كلوديا كاردينالي. كل ذلك وراء صوفيا الآن اذ أنها تنظر الى الوضع الراهن: "أحب الأفلام وأمضيت في هذه المهنة معظم سنوات حياتي... منذ أن كنت طفلة. كنت في الخامسة عشرة عندما بدأت التمثيل. عرفت السينما على نحو مختلف مما أصبحت عليه الآن والأفلام التي يتم تحقيقها اليوم ليست الأفلام التي توافقني". على رغم ذلك تعتبر أن السينما الايطالية "تعود بقوة"، لكن نجاحها "رهن قدرتها على منافسة الأفلام الأميركية الموجهة الى جمهور جديد. المطلوب مزيد من الأفلام الجيدة". صوفيا لورين التي وجدناها في بعض الأدوار تحت إسم صوفيا سيكولوني ومرة بإسم صوفيا لازارو وذلك في العام 1950، تبدو مشدودة الوجه ما استوجب سؤالها - بألطف ديبلوماسية ممكنة - عما اذا كانت تجري عمليات تجميل. تبتسم تلك الإبتسامة العريضة ثم تقول بنبرة عالية: "ليتك رأيت أمي، كانت في الحادية والثمانين عندما ماتت وبدت رائعة، أصغر من عمرها بعشرين سنة. عندما كانت تمشي، كانت تمشي كما لو كان العالم ملكها. هذا الشباب يعود الى الجينات تضحك". لكن صوفيا لا تنسى أن أمها قبل أن تشعر كما لو كان العالم ملكها عانت فقراً شديداً: "الجوع هو الذي حركني للعمل باكراً وهو الذي كان دافعي للنجاح. من جاع للطعام مرة يشعر بهذا الجوع طوال حياته. وفي حالتي تحول هذا الجوع دافعاً للنجاح. انا إنسانة طموحة واذا أردت أن تلخصني في كلمة واحدة او كلمتين فأنا أمرأة طموحة وايجابية. أنظر الى الحياة كمستقبل ولا أتطلع كثيرا الى الوراء". ... لكنها حين تتطلع الى الوراء تتذكر: "عملت مع أفضل مخرجي أوروبا. واستمتع الآن بعملي مع فيتوريو دي سيكا. اشتغلت معه في أربعة عشر فيلماً. مثلت مع مارشيللو ماستروياني كثيراً. الآن أنا في حالة حب مع السينما من جديد بسبب المخرجة لينا فرتمولر التي مثلت معها ثلاثة أفلام وحال عودتي الى ايطاليا سأمثل معها فيلماً جديداً". وتختتم: "أكره عبارة "صوفيا لورين أخرى" كما لو أن هذه الممثلة الجديدة التي يرشحون لخلافتي ليس لها حياة خاصة بها وهوية ذاتية منفصلة. لم أخلف أحداً ولا أعتقد أن أحداً سيخلفني. كل منا له شخصيته ودربه وحياته وأنا أتطلع بثقة الى أفلام أكثر وأدوار أكثر ما حييت".