أرجأ رئيس الحكومة الإسرائيلية ارييل شارون البت في مسار المقاطع المتبقية من "الجدار الفاصل" الذي تقيمه إسرائيل في عمق أراضي الضفة الغربية إلى ما بعد عودة وكيل وزارة الدفاع عاموس يارون من واشنطن الأسبوع المقبل، حيث سيحاول اقناع المسؤولين في الإدارة الأميركية بعدم اقتطاع تكلفة إقامة الجدار، خصوصاً غرب نابلس، حيث مستوطنات ارئيل وعمانوئيل وبنيامين وغيرها، من مبلغ الضمانات المالية التي منحتها واشنطن للدولة العبرية. وانفضت جلسة المشاورات التي ترأسها شارون أمس بمشاركة وزراء حزبه ليكود الأعضاء في حكومته المصغرة للشؤون الأمنية والسياسية لمناقشة مسألة مسار الجدار في محيط المستوطنات المذكورة المختلف عليها بين واشنطن وتل أبيب، من دون اتخاذ قرار حاسم بشمل المستوطنات داخل الجدار أو عدمه، لكن مصدراً سياسياً إسرائيلياً رفيع المستوى أبلغ الإذاعة العبرية الرسمية أن الوزراء المجتمعين أجمعوا على أن مستوطنة "اريئل" المقامة داخل الأراضي الفلسطينية بعمق 25 كيلومتراً "ستبقى دوماً جزءاً من إسرائيل وستحظى بأقصى قدر من الأمن في كل الأحوال". ووفقاً للادعاءات الإسرائيلية، فإن واشنطن تعارض بقوة أن يبتلع الجدار الأراضي الفلسطينية، وانها تطالب ببنائه بمحاذاة "الخط الأخضر" حدود العام 1967، مهددة بخصم تكلفة البناء من مبلغ الضمانات الأميركية 9 بلايين دولار إذا أصرت إسرائيل على ضم المستوطنات التي يرتع فيها آلاف المستوطنين، ما يعني أيضاً شطر قرى فلسطينية كثيرة عن الضفة الغربية وعزلها. وتباحث المجتمعون في خيارين، أولهما، ويحظى بدعم غالبية وزراء ليكود وأحزاب اليمين الأخرى، إقامة الجدار إلى الشرق من المستوطنات والمجازفة بجزء من الضمانات المالية الأميركية، أو ارجاء البناء في محيط المستوطنات وابقاء "ثغرة" في الجدار على طول 5 كيلومترات بين مستوطنتي "عليه زهاف" و"الكاناه" على أن تتم احاطة المستوطنات بجدار منفصل وتخصيص قوات كبيرة من الجيش للمرابطة في المنطقة لمنع تسلل فدائيين فلسطينيين. ويحمل يارون معه إلى واشنطن الزعم بأن "الجدار الفاصل" لا يهدف إلى فرض حقائق على الأرض، إنما هي "ضرورة أمنية" لحماية البلدات الإسرائيلية داخل "الخط الأخضر" المحاذية للضفة الغربية ولدرء الخطر عن منشآت استراتيجية مثل المطار الدولي في اللد. وسعى شارون إلى عقد الاجتماع مع وزرائه تمهيداً للجلسة التي ستعقدها حكومته المصغرة للبت نهائياً في مسار الجدار ولرغبته في اتخاذ قرار يحول دون صدام مع حليفته الكبرى، على رغم تأكيد أوساط قريبة منه أن المعارضة الأميركية للمسار ليست مبدئية، إنما تقتصر على عدم استثمار الدعم الأميركي المالي للدولة العبرية في البناء "خارج الخط الاخضر". وأضافت ان شارون يبدي حرصاً كبيراً لتبقى العلاقات الحميمة بينه وبين الرئيس جورج بوش على حالها.