أعلن مسؤولون أميركيون ان الرئيس جورج بوش سيلتقي الرئيس الفرنسي جاك شيراك والمستشار الالماني غيرهارد شرودر على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في نيويورك الاسبوع المقبل، وتسعى الإدارة الأميركية إلى عزل فرنسا لتأمين غالبية في مجلس الأمن لمصلحة مشروع القرار الاميركي الخاص بالعراق. وقال ناطق اميركي ان بوش سيلتقي شيراك الثلثاء وسيلتقي شرودر الاربعاء. ويأتي الاجتماعان بعد قمة ثلاثية تعقد اليوم في برلين يحضرها شيراك وشرودر، وهما من أشد المنتقدين لسياسة بوش في العراق، وتوني بلير رئيس وزراء بريطانيا وهو أحد أشد المؤيدين للولايات المتحدة. وأعلن مكتب شيراك ان الاجتماع بينه وبين بوش سيركز على العراق وافغانستان والشرق الاوسط وانتشار الاسلحة النووية. وسيكون الاول بينهما منذ لقائهما في قمة مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في إيفيان في حزيران يونيو الماضي. وتنتقد باريسوبرلين طريقة معالجة واشنطن الوضع في العراق بعد الحرب. وترى فرنسا ان مشروع القرار الذي اعدته الولاياتالمتحدة، ويدعو دولاً اخرى الى ارسال قوات لدعم جهودها العسكرية لم يعط سلطات كافية للعراقيين أو الاممالمتحدة. وأعلن شيراك وشرودر أول من أمس أن بامكان بلديهما المساعدة في تدريب الجيش والشرطة العراقيين ولكن الزعيم الفرنسي أصّر على ضرورة ان تسلم الولاياتالمتحدة السلطة الى حكومة عراقية خلال "أشهر وليس سنوات". وافادت صحيفة "نيويورك تايمز" إن الولاياتالمتحدة تخشى من استعمال فرنسا حق النقض الفيتو ضد مشروع القرار الذي تبغي إدارة الرئيس بوش تمريره في مجلس الأمن، على رغم أن مسؤولين فرنسيين أوضحوا في مناسبات عدة أن باريس قادمة إلى مجلس الأمن هذه المرة بلا روح قتالية، ولا تفكر أبدا في استعمال الفيتو، ما يفتح المجال أمام المشروع الأميركي لإقراره في حال حصوله على الغالبية المطلوبة. وتعمل الديبلوماسية الأميركية جاهدة لتفادي ما حصل عشية الحرب على العراق، حين فوجئت الإدارة الأميركية بانحياز فرنسا إلى جانب روسياوألمانيا في مجلس الأمن. ووفقاً لمسؤولين في ادارة بوش، فإن السياسة الأميركية الحالية تتلخص كالآتي: "التحدث إلى الألمان، وشراء الروس، وعزل الفرنسيين". فيما لم تتورع مستشارة الأمن القومي الأميركي كوندوليزا رايس عن تلخيص السياسة الأميركية تجاه ألمانياوروسياوفرنسا بكلمات أقل لكن أكثر حدة "تجاهلْ، كافئ، وعاقبْ". واضافت الصحيفة إن الخلاف بين باريسوواشنطن على العراق يتركز حول نقطة واحدة هي رغبة الفرنسيين في تسريع عملية تسليم السيادة الى مجلس الحكم الجديد، فيما ترى الإدارة الأميركية أن العراقيين ليسوا جاهزين بعد للانتقال نحو هذه الخطوة. وزادت أن وزير الخارجية الأميركي كولن باول سيقضي الأسبوع المقبل في مقر الأممالمتحدة في محاولة لتجنيد أوسع تأييد للموقف الأميركي وعزل المعارضة الفرنسية. ويأتي التحرك الجديد من الطرفين الأميركي والأوروبي في محاولة للتقريب بين وجهتي النظر، ويرى قطاع واسع من المسؤولين في إدارة بوش أن الفرنسيين في كل مرة يتحدثون عن "الجهد الجماعي" يكون المقصود فيه وضع حد لكبح جماح الولاياتالمتحدة. ووفقا للتقارير الواردة من العواصم الأوروبية يُعتقد أن شرودر الذي التقى شيراك أخيراً حاول دفع الرئيس الفرنسي الى موقف تصالحي مع بوش، ويُعتقد أن هذا هو الهدف من اللقاء المرتقب لشيراك وشرودر وبلير الأسبوع المقبل. إضافة إلى ذلك يأخذ المسؤولون في الإدارة الأميركية ملاحظة جاءت على لسان مسؤول فرنسي أن باريس ترغب بألا تظهر كأنها "الولد الشقي" في العلاقات الدولية.