قوبلت الشهادة التي ادلى بها العماد ميشال عون امام اللجنة الفرعية لشؤون الشرق الأوسط في سياق مناقشة "قانون محاسبة سورية" في الكونغرس الأميركي بردود فعل لبنانية شاجبة من مختلف الاتجاهات. لحود: تجاوز حدوده وتوقف مجلس الوزراء عند مواقف عون ونقل عن رئيس الجمهورية اميل لحود وبعض الوزراء اعتبارهم ان عون تجاوز حدوده كلبناني في تقديم خدمة للمشروع الصهيوني وفي الإساءة الى لبنان. وقال وزير الإعلام ميشال سماحة "ان مجلس الوزراء توقف عند بعض الوقائع، منها: اولاً، ان المبادرين الى طرح مشروع محاسبة سورية للمناقشة هم من عتاة اللوبي الصهيوني في الكونغرس الذين يقدمون مع حلفاء لهم في مراكز الضغط الأميركية مصلحة اسرائيل على اي مصلحة اخرى، وهم متهمون داخل الولاياتالمتحدة بالانتماء المزدوج، وهم يدرجون هذا المشروع ومناقشته وإدخال الموضوع اللبناني في لائحة الاتهامات الواردة فيه في استهداف واضح لتشويه صورة لبنان وسورية والضغط عليهما في هذه اللحظة السياسية المرتبكة بالنسبة الى سياسة اسرائيل وخطط اللوبي الصهيوني حليفها العامل في بعض دوائر الإدارة الأميركية مع المحافظين الجدد والكونغرس ومراكز الضغط في الولاياتالمتحدة". وأضاف "ان لبنان المتعافى بمساعدة سورية بعد مؤتمر الطائف الذي ايدته وواكبته المجموعة الدولية اسقط بالتعامل معها مشاريع المغامرين والمقامرين فيه، لا سيما الذين تحالفوا في تلك الفترة مع نظام صدام حسين في العراق في التمويل والتسليح والتذخير ضد السلم الأهلي في الوطن وضد دور المجتمع العربي والدولي ومنه الولاياتالمتحدة في إحلاله بعد اتفاق الطائف، ان هذا اللبنان المتعافي لا يستغرب ولكنه يدين ان يصبح بعض هؤلاء من ابنائه ادوات لدى اللوبي الصهيوني طارح هذا المشروع، في حين يستغرب ويستهجن ان تعطي الولاياتالمتحدة او بعض من إدارتها وكونغرسها هؤلاء منبراً في الكونغرس الأميركي بالذات لمحاولة الإساءة للعلاقات اللبنانية - الأميركية والسورية - الأميركية في ظل التعاون القائم في مجالات مهمة بين هذين البلدين والإدارة الأميركية لا سيما في الحرب القائمة على الإرهاب في العالم". ولفت الى "ان واقع العلاقات المستقرة بين لبنان وسورية لا سيما ما يتمثل في التعاون بين البلدين من خلال اتفاق الأخوة والتعاون والتنسيق المعقودة بينهما بقرار سيد حر مستقل، والتي أثمرت تحرير الجنوب من الاحتلال الإسرائيلي من خلال المقاومة اللبنانية والتضامن الوطني والعمق العربي الذي امنته سورية لذلك، الى جانب مساهمة سورية الفعلية في إرساء السلم الأهلي بعد قيام اتفاق الطائف، ان هذا الواقع في العلاقات اللبنانية - السورية بالذات كان مستهدفاً في استمرار، وهو مستهدف اليوم من جانب اسرائيل وحلفائها في مراكز الضغط في الولاياتالمتحدة، وتستعمل في ذلك مباشرة او من خلال هذه المراكز ادوات تحريض تدعي حرصها على لبنان وهي ذات هوى لا يخدم لبنان ولم يخدمه في سلمه الأهلي وانتمائه العربي". العريضي: الرد بالتماسك الداخلي ورأى وزير الثقافة غازي العريضي "ان كلام عون لم يحمل اي جديد، والولاياتالمتحدة تستخدمه لابتزاز سورية من خلال لبنان". ولفت الى ان الرد على عون وعلى الابتزاز الأميركي لن يكون إلا بتحقيق التماسك الداخلي "فأين نحن منه الآن، وبوحدة الحكم والالتفات الى مشكلة المواطنين واحتياجاتهم". وشدد العريضي على التقدم من اللبنانيين بخطاب سياسي ملتقياً في هذا الصدد مع ما نسب الى الوزير سماحة، الذي سأل عن غياب العمل السياسي وترك الساحة لعون والآخرين؟ وأطلقت مواقف بعضها كان يهادن عون قبل ايام. فقال النائب ناصر قنديل: "ان المقعدالنيابي في عاليه - بعبدا اخذه مستحقه ولم يُخطف، إلا ان اصوات المقترعين ارادها عون أوراق اعتماد ليقول انه صالح ليكون عميلاً بخمس نجوم". ونبه النائب أكرم شهيب الى ان عون "يريد ان يعيد البلد الى اجواء رفع المتاريس بين اللبنانيين خصوصاً ان بكلامه الأميركي يلامس مسائل وفاقية". سعيد: متمسكون بالطائف ورأى النائب فارس سعيد عضو لقاء قرنة شهوان المعارض بعد لقائه البطريرك نصر الله صفير "ان الحكمة تقول ان لا يجوز ان نضع لبنان صندوق بريد بين سورية والولاياتالمتحدة". وقال: "الإشارات التي تأتي من الولاياتالمتحدة هي اشارات متناقضة، فهي تتحدث عن قانون محاسبة سورية وفي المقابل تستأنف اعادة ضخ النفط العراقي الى سورية، وتالياً فإن مروحية اميركية تنقل رجال اعمال سوريين الى بغداد لحضور تدشين اعادة ضخ النفط. وأعتقد بأن اللبنانيين يستحقون ان يعاملوا كمواطنين ولبنان كوطن". وعن رأيه في ما قاله عون قال: "هذا رأيه وأنا اعطيت رأيي في مؤتمر لوس انجليس ولقاء قرنة شهوان اعطى رأيه ايضاً والمداخلة التي قدمها عون في الكونغرس تبرز عن احقية وصوابية المتمسكين بسيادة لبنان، إنما آلية التنفيذ فأنا شخصياً متمسك بآلية اتفاق الطائف لأن اي نص آخر يفرض على سورية الخروج من لبنان خارج اتفاق الطائف يمكن ان يوصل لبنان الى مشكلة داخلية". واعتبر النائب مروان فارس "ان لبنان لم يخرج من سنوات الحرب الطويلة إلا بخروج عون من لبنان وهو يحاول الآن العودة عبر البوابة الأميركية". وقال النائب نعمة الله ابي نصر انه لا يعتقد "بأن عون قصد من خلال شهادته استعداء سورية بقدر ما هو يطالب بالسيادة والحرية والاستقلال مع علاقات متينة بسورية". وقال النائب وليد عيدو من كتلة الرئيس رفيق الحريري النيابية: "مواقفه تثبت انه مليء بالحقد والعدائية". ورأى النائب محمد الحجار كتلة النائب وليد جنبلاط: "ان الحقد يوجهه، فهو لا يملك التراجع حتى لو اقتضت مصلحته ذلك". وقال حزب الكتائب: "ان ما اقدم عليه عون مغامرة جديدة مبنية على اوهام باطلة". وهاجمت القيادة القطرية لحزب البعث مواقف عون بعنف.