وجهت دمشق انتقادات قوية الى العماد ميشال عون الذي وصفته ب"الجنرال الهارب"، تضمنت اتهامه ب"التآمر مع العدو الصهيوني" والانضمام الى "فريق من الاشقاء الحاقدين" الذي يسعون الى "تحريض" اعضاء في الكونغرس الاميركي على تبني مشروع "قانون محاسبة سورية"، مؤكدة ان القوات السورية ليست موجودة "سوى في المنطقة اللبنانية القريبة من دمشق وبالتوافق التام مع المسؤولين اللبنانيين الذين يؤمنون ايماناً جازماً بوحدة المصير". وفي خطوة غير مسبوقة منذ اخراج عون من لبنان قبل نحو 12 سنة، كتبت امس صحيفة "تشرين" في صدر صفحتها الاولى: "انضم فريق من الاشقاء الحاقدين الذين رهنوا ارادتهم للأجنبي على تحريض بعض اعضاء الكونغرس لتبني مشروع القانون المذكور. وهؤلاء عرفوا بدورهم القذر في اذكاء الحرب الداخلية اللبنانية وارتهانهم للعدو الصهيوني وهم يعولون على "جنرال" هارب من لبنان، لدفع الكونغرس الى اقرار مشروع القانون، لكن المسؤولين الاميركيين لمحوا الى انه لن يحظى بأي موعد رسمي وهو الذي احترقت كل اوراقه في وطنه، فلم يعد له سوى التعلق بأوهام التبعية للأجنبي". وكان نائب مساعد وزير الخارجية الاميركي لشؤون الشرق الاوسط ديفيد ساترفيلد أعلن في دمشق معارضة الادارة ووزارة الخارجية الاميركية المشروع الذي ينوي اعضاء في الكونغرس مناقشته في 12 من ايلول سبتمبر. وبعدما نوهت الصحيفة ب"التعاون الذي ابدته دمشق في مجال مكافحة الارهاب" و ب"اقرار وزارة الخارجية الاميركية بتجاوب سورية التام واعلانها ان المعلومات التي قدمتها انقذت ارواح مواطنين اميركيين"، اشارت الى ان "عدداً من النواب المتطرفين في الولاياتالمتحدة والمعروفين بميولهم الصهيونية الواضحة تطوعوا لاقتراح مثل هذا القانون بالتنسيق التام مع حكومة شارون العنصرية. ومن بين هؤلاء النائبان الديموقراطيان ايليوت انغل وتوم لانتوس". وكان عون التقى انغل ولانتوس خلال زيارته العام الماضي لأميركا التي لم تشمل لقاءات مع مسؤولين رسميين. وهناك اعتقاد رسمي سوري ان حملة ستشن على السياسة السورية الى حين الانتهاء من مشروع القانون بمشاركة اسرائيليين وجماعات الضغط الاسرائيلية في واشنطن، وان مقال زئيف شيف عن "تسهيل" السلطات السورية مرور 150-200 عنصر وقيادي من "القاعدة" من افغانستان الى مخيم عين الحلوة في لبنان، جاء في هذا السياق. وقال وزير الاعلام عدنان عمران امس "اسرائيل مستمرة في صنع مثل هذه الاكاذيب لتحقيق اهدافها المرسومة التي تتمثل في ضرب العلاقات العربية - الاميركية والاستمرار في استنزاف السياسة الاميركية في الشرق الاوسط واستنزاف المصالح الاميركية في المنطقة، بل وتدمير هذه المصالح لكي تمسك كلياً بقيادة السياسة الاميركية". وبعدما تساءلت "تشرين" عن مبررات طرح مشروع القانون الآن لفرض عقوبات إضافية على سورية، اجابت: "الحقيقة التي لا تخفى على احد ان مشروع القانون المذكور تقف وراءه اصابع حكومة آرييل شارون العنصرية المتطرفة التي استخدمت ايضاً لهذا الغرض بعض ضعاف النفوس من المتآمرين في الاصل على وحدة لبنان وعروبته والمتعاملين مع العدو الصهيوني". وقالت: "من المفترض ان تتصدى الادارة الاميركية له. فإقراره لا يعني سوى شيء واحد: خسارة فادحة للولايات المتحدة، والسبب واضح كل الوضوح فسورية دولة اساسية في المنطقة ولا سلام ولا امن من دون مشاركتها الفاعلة. وسورية لها حضور كبير في الساحة العربية واليها تتطلع جماهير الامة كلها. وكلمتها هي الكلمة الموثوقة المسموعة. يضاف الى ذلك ان سورية كانت وفية دوماً لالتزاماتها، فقد حاربت الارهاب بقوة وجدارة، وتعاونت مع الولاياتالمتحدة ايماناً منها ان الارهاب خطر على المنطقة والعالم، لكن سورية فرقت وستبقى تفرق بين الارهاب وبين المقاومة الوطنية المشروعة ضد الاحتلال وهذا ما يزعج حكام تل ابيب واللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة".