حملت السلطة الفلسطينيةالولاياتالمتحدة مسؤولية الحاق الاذى بالرئيس الفلسطيني ياسر عرفات من خلال استخدامها الفيتو في مجلس الامن ضد مشروع القرار الذي طالب بحماية الرئيس من التهديدات الاسرائيلية بقتله او ابعاده في الوقت الذي بدا فيه عرفات نفسه متحدياً لهذا القرار وذهب الى حد وصفه ب"سايكس بيكو" جديد لن يهز الفلسطينيين. جاء ذلك عشية الاجتماع الموسع الذي ستعقده مؤسسات حركة "فتح"، التنظيم الرئيسي في السلطة الفلسطينية لوضع اللمسات الاخيرة على ترشيحات الحركة للوزراء في حكومة احمد قريع ابو علاء التي يبدو ان ولادتها ستتأخر بسبب الفيتو الاميركي، خوفاً من ان تعتبر اسرائيل واميركا هذه الحكومة او اي حكومة فلسطينية "بديلاً" جاهزا لتولي القيادة في حال تنفيذ اسرائيل قرارها "ازالة" عرفات. واعلن مسؤول فلسطيني رفيع المستوى امس ان الرئيس الفلسطيني سيلقي قريباً خطاباً يعلن فيه وقفاً للنار بين الفلسطينيين والاسرائيليين. راجع ص 4 و5. وتحدى عرفات قرار الفيتو الاميركي ضد مشروع القرار المعارض للمس به او ابعاده عن وطنه، وقال: "لن يهزنا قرار هنا وقرار هناك... نحن اكبر من كل القرارات". ووصف امام حشد من المثقفين والفنانين الفلسطينيين الذين جاؤوا للاعراب عن تضامنهم معه، القرار الاميركي بانه "اتفاقات سايكس بيكو" جديد. خطاب مهم واكد مسؤول فلسطيني ل"الحياة" ان عرفات بصدد القاء "خطاب مهم" سيعلن فيه عن اتفاق لوقف النار بين الفلسطينيين والاسرائيليين يقضي بعدم المس بالمدنيين من الطرفين "اياً كانوا"، ويؤكد فيه تمسك السلطة الفلسطينية ب"خريطة الطريق" وصولاًً الى اقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس وعلى اساس حل عادل للاجئين الفلسطينيين. وصُدِم الفلسطينيون بالفيتو الاميركي، وقال وزير شؤون مجلس الوزراء المستقيل ياسر عبد ربه ان الفيتو الاميركي "سيضعف الجهود المبذولة لتشكيل حكومة فلسطينية وقال اذا كانت هذه الحكومة ستتبنى خطاً متوازناً ومعتدلاً، فان السؤال الذي يبرز هو هل سيكون هناك دعم وجهود اميركة في هذا الاتجاه". وتعزز الشعور لدى الشارع الفلسطيني ان اسرائيل ستتحين الفرص في ظل الفيتو الاميركي لتنفيذ قراراها "ازالة" الرئيس الفلسطيني، اما رداً على عملية استشهادية كبيرة او اذا اعتبرت ان الضغوط على عرفات لن ترغمه على قبول الاملاءات الاسرائيلية التي كان رفضها في السابق. وتسعى اطراف فلسطينية عدة، وتحديداً حركة "فتح"، الى السيطرة على ردود فعل فصائل المقاومة لثنيها عن القيام بمثل هذه العمليات، وتجري ايضاً اتصالات للتوصل الى وقف للنار يصار اليه من خلال توسيع قاعدة حكومة احمد قريع ابو علاء لتشمل كل التنظيمات الفلسطينية. وكشفت مصادر فلسطينية ل"الحياة" ان قريع اجرى اتصالات مع "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" ولاقى قبولاً مبدئياً من جانبها للانضمام الى حكومته، فيما لا تزال المشاورات تجري لضم حركة "حماس" ولو في شكل "مرشحين مستقلين" لعضوية الحكومة. غير ان مصادر "فتحاوية" أعربت عن تخوفها من ارجاء بت التشكيلة الحكومية التي اعلن في السابق انها قد تعرض للمصادقة عليها امام المجلس التشريعي بعد غد السبت، وذلك بسبب استخدام اميركا حق النقض ضد القرار الذي يحظر على اسرائيل المس بالرئيس او طرده. وقالت المصادر: "ربما يكون لذلك القرار تداعياته الخطيرة على الحكومة الجديدة". وعلمت "الحياة" ان عددا من مرشحي "فتح" لتولي حقائب وزارية في حكومة قريع هم من "الجيل الشاب" من امثال فارس قدورة ومحمد الحوراني واحمد الصغير واحمد غنيم. وكانت مصادر اكدت ان مؤسسات "فتح" سترشح ما لا يقل عن 15 شخصية لتولي حقائب وزارية، ثلاثة منهم من اللجنة المركزية للحركة والباقون من الهيئات الاخرى فيما سيتولى الحقائب الثماني الاخرى ممثلون عن الفصائل الفلسطينية المختلفة ومستقلين. رفض الهدنة الى ذلك، استمدت اسرائيل التشجيع من الفيتو الأميركي لتعلن رسمياً أمس رفضها الاقتراح الفلسطيني الذي عرضه مستشار الرئيس الفلسطيني العميد جبريل الرجوب بوقف تام لاطلاق النار. وفي نيويورك، اتفقت المجموعة العربية في الاممالمتحدة امس على طلب انعقاد دورة طارئة للجمعية العامة للامم المتحدة على ضوء فشل مجلس الامن، نتيجة للفيتو الاميركي، في تبني قرار مطالبة اسرائيل بالكف عن تهديد امن الرئيس الفلسطيني الشخصي او ابعاده. وتقول ديباجة مشروع القرار الذي سيطرح أمام الجمعية العامة ان الجمعية "اذ تكرر الإعراب عن قلقها الخطير من الأحداث المفجعة والعنيفة التي وقعت منذ أيلول سبتمبر 2000 في كل أنحاء الأراضي الفلسطينيةالمحتلة واسرائيل والتدهور الخطير الأخير في الوضع، بما في ذلك الإعدامات خارج نطاق القانون والهجمات الانتحارية، والتي سببت كلها معاناة هائلة وضحايا أبرياء كثيرين...