أقدم موظف ياباني لم يقبض راتبه منذ اشهر، على احتجاز زملائه رهائن في مقر عمله السابق، ثم فجر نفسه ومن معه، ما اسفر عن مقتله وشخصين آخرين كانا في المبنى، اضافة الى اصابة 25 آخرين بجروح واشعال حريق كبير في المبنى. وتحول الحادث مشهداً درامياً اذ نقلت وقائعه وسائل الاعلام المحلية على مدى ثلاث ساعات متتالية. وبدأ الحادث عندما دخل نوبورو بيبو 52 سنة مقر شركة بريد "كيكيوبين" في مدينة ناغويا في الساعة العاشرة صباح امس، واحتجز ثمانية أشخاص وطالب بتقاضي رواتب متأخرة عن الفترة الممتدة من شهر تموز يوليو حتى أيلول سبتمبر الماضيين، تبلغ في مجملها نحو 2400 دولار. وبعد دخول بيبو مقر الشركة بفترة قصيرة، طعن رجلاً يبلغ من العمر 26 سنة في عنقه بسكين يبلغ طوله 35 سنتيمتراً، وتم نقل الجريح إلى المستشفى. وعمد محتجز الرهائن الى سكب مادة البنزين في الطابق الرابع من المبنى، واطلق قبل 10 دقائق من الانفجار، سبع رهائن، محتفظاً بمدير الشركة الذي يبلغ من العمر 41 عاماً. وكشفت وسائل الاعلام الوطنية ان بيبو اشعل النار بنفسه وبالطابق بعدما حذر رجال الشرطة من تسببه بانفجار في حال اقترابهم. وهرعت سيارات الاطفاء والاسعاف إلى موقع الانفجار الذي قتل فيه بيبو ومدير فرع الشركة وشرطي ممن كانوا داخل المبنى. وقال رجال الاطفاء إن سبعة من الرهائن أطلق سراحهم من دون وقوع إصابات قبل الانفجار بعشر دقائق. وتناثر الزجاج وتصاعد الدخان اثر وقوع الانفجار، ما اثار الهلع في المنطقة. وتمكن رجال الاطفاء من السيطرة على النيران بعد 80 دقيقة من المحاولات الحثيثة. وأصيب أكثر من 11 شخصاً من بينهم مراسلون ومارة قرب المبنى، بسبب تهشم زجاج النوافذ. وأفادت الشرطة أن 31 شخصاً كانوا داخل مقر الشركة عندما اقتحمها بيبو وسمح بخروج جميع السيدات من المبنى وعددهم 23، ولم يحتجز سوى الرجال. وذكرت شبكة "سي أن أن" التلفزيونية ان الكثير من المراقبين اعتبروا ان هذا الحادث وغيره، نتيجة الضغوطات الاجتماعية التي يعاني منها اليابانيون في ظل ركود اقتصادي يعم البلاد منذ سنوات. ويذكر ان اليابان شهدت حادثين مماثلين في كانون الاول ديسمبر الماضي، احدهما في مصرف والآخر في مكتب متعهد بناء.