استفاقت السويد صباح امس على "11 ايلول سويدي" بعدما تأكد ان وزيرة الخارجية انا ليند توفيت متأثرة بجراحها التي اصيبت بها بعد ظهر الاربعاء بسكين مجهول هاجمها وتمكن من طعنها مرات عدة وفرّ تاركاً وراءه سترة عسكرية وقبعة والسكين اداة الجريمة من دون ان تتمكن الشرطة السويدية من اعتقاله. ونعى رئيس الوزراء يوران برشون الوزيرة القتيل قائلاً مؤتمر صحافي: "من الصعب تصديق ما حصل، كأنه امر غير واقعي. الجريمة تضرّ بالمجتمع الذي بنيناه واخترناه للعيش فيه. الجريمة تضر بالثقة في مجتمعنا". واكد اجراء الاستفتاء على دخول نظام النقد الاوروبي، الاحد المقبل، و"لن نسمح للعنف بأن ينتصر على ارادتنا الحرة". وعلى رغم ان الجريمة وقعت في متجر "نورديسكا كومبانيت" ان كو الراقي في وسط العاصمة وفيه عدد كبير من كاميرات المراقبة، تمكن القاتل من الهرب بسرعة مذهلة. وتحول مكان الجريمة منذ امس مزاراً لمئات الغاضبين، ما اعاد الى الاذهان جريمة قتل رئيس وزراء السويد اولوف بالمه عام 1986، الذي لا يزال قاتله مجهولاً وطليقاً حتى الآن. وأقرّ جهاز الاستخبارات السويدي سابو بفشله في حماية ليند التي كانت حتى من دون مراقبة عن بعد. وتأكد الفشل بعدما اخفقت التحقيقات في التوصل الى اختراق. وتعمل الشرطة على تحديد بصمات القاتل لمقارنتها بالسجلات الامنية. واشتهرت ليند بمواقفها التضامنية مع شعوب دول العالم الثالث خصوصاً قضية الشعب الفلسطيني. وهي قالت في لقاء تلفزيوني: "اخترت السياسة لأن هناك شعوباً فقيرة وشعوباً غنية، وقضايا بحاجة للعدل". وقال وزير الدولة السويدي سفركر اوستروم ل "الحياة" ان ليند "دافعت عن تطلع الشعب الفلسطيني الى اقامة دولة فلسطينية وكانت تنتقد العنف الاسرائيلي ضد الفلسطينيين والاعتقاد الاسرائيلي السائد بأنه من خلال العنف يمكن التوصل الى حل. لكن هذا لم يمنعها من توجيه انتقادات حادة ضد الفساد في السلطة الفلسطينية". وكانت انا ليند اعتقلت في منتصف الثمانينات على يد اجهزة الامن الاسرائيلية بأمر مباشر من ارييل شارون اثر قيامها بزيارة الى الاراضي الفلسطينية المحتلة، بسبب مواقفها واحتجزت ليومين. وقال النائب في البرلمان الاوروبي عن حزب البيئة السويدي بير غارتون ل "الحياة" انها "كانت تمثل الخط المساند للقضية الفلسطينية داخل الحكومة، وهذا معاكس تماماً لخط رئيس الوزراء برشون". واعلن برشون ان وزير الإعانات جان اوكارلسون سيتسلم موقتاً منصب وزير الخارجية. واوكارلسون من الشخصيات السياسية السويدية البعيدة عن الاضواء ولكن في المرات القليلة التي ظهر فيها اطلق تصريحات اعتبرت "خارجة عن البروتوكول السياسي" خصوصاً عندما وصف الرئيس الاميركي جورج بوش بأنه "معتوه من تكساس" وذلك في تعليق ضد الحرب على العراق.