اعترف وزير الخارجية البريطاني جاك سترو أمس بأن القوات البريطانية عانت من "نكسة" في آب اغسطس الماضي بعد "الهجمات الارهابية والتخريبية" التي وقعت بعد أربعة أشهر من انتهاء العمليات القتالية الرئيسية. وأقر في حديث إلى "هيئة الاذاعة البريطانية" بي بي سي بالحاجة الى المزيد من القوات البريطانية في العراق لمواجهة الموقف الأمني "السيئ" هناك. ولكن سترو تفادى الإجابة عن سؤال عما اذا كان توقيت العمل العسكري في العراق خاطئاً، كما امتنع عن الرد على ما إذا كان كبير مفتشي الأممالمتحدة عن أسلحة الدمار العراقية هانز بليكس مصيباً في نصيحته بضرورة إفساح المجال أمام المزيد من الوقت لإنهاء عمليات التفتيش. إلى ذلك أعلنت الحكومة البريطانية ان لجنة الاستخبارات والأمن في مجلس العموم، التي تضم نواباً من كل الأحزاب البريطانية وترأسها آن تيلر النائبة العمالية البارزة، ستذيع غداً تقريرها عن الأحداث التي أدت الى نشوب الحرب. وقال ناطق باسم رئاسة الوزراء ان رئيس الحكومة توني بلير تلقى التقرير صباح أمس وهو يركز على دور اجهزة الاستخبارات في الأحداث التي سبقت الحرب. وكان بلير أبلغ لجنة التحقيق القضائي في ملابسات انتحار خبير الأسلحة ديفيد كيلي خلال إدلائه بشهادته أمامها الاسبوع الماضي انه يرى ان لجنة الاستخبارات والأمن مؤهلة بطريقة أفضل من لجنة الشؤون الخارجية في مجلس العموم للتحقيق في الأحداث التي سبقت الحرب في العراق. وفي الوقت ذاته امتنع الناطق باسم رئيس الوزراء عن الإفصاح عما اذا كان بلير سيمثل مرة اخرى امام اللجنة التي يرأسها القاضي اللورد هاتون في المرحلة الثانية من تحقيقاتها التي ستبدأ منتصف الشهر الجاري. إلى ذلك، أظهر استطلاع للرأي نشر امس ان نحو نصف البريطانيين يعتقدون ان قرار الحرب على العراق كان صائباً على رغم ارتفاع عدد القتلى بين القوات البريطانية ومزاعم بأن الحكومة بالغت في الخطر الذي تشكله بغداد لتبرير الحرب. وأظهر الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة "بوبيولوس" لصحيفة "تايمز" ان تأييد الحرب لم يتراجع إلا بقدر ضئيل خلال الشهر الماضي، وهي الفترة التي هيمنت عليها أخبار التحقيق في انتحار العالم كيلي. ومن بين 1011 مشاركاً في الاستطلاع أيد 47 في المئة قرار الحرب، فيما اعتبر 43 في المئة انه "لم يكن صائباً". يذكر انه قبل شهر كان 51 في المئة يعتبرون قرار الحرب صائباً، فيما اعتبره 41 خاطئاً. وفي أوائل تموز يوليو الماضي كان المؤيدون للحرب 47 في المئة والمعارضون 45 في المئة.