الواصل الى سورية بغرض السياحة ستكون دمشق، أقدم مدينة مأهولة في العالم، المحطة الاساسية في رحلته سواء براً أو جواً ومنها سيكون الانطلاق بإتجاه الشمال نحو حمص وحماه وحلب والساحل السوري ومصايفه أو الجنوب نحو بصرى الشام والمسرح الروماني فيها وشهبا مدينة الامبراطور الروماني فيليب العربي. ويمكن لزائر دمشق ان يختار بين نوعين من السياحة إما زيارة المدينة القديمة أو الاتجاه الى أماكن الإصطياف. ويستطيع القادم عن طريق مطار دمشق الدولي 25 كيلومتراً عن مركز المدينة الوصول الى المدينة بأساليب عدة، منها شركات النقل السياحي الخاص بسعر 450 ليرة نحو عشرة دولارات أو باصات النقل الداخلي التي لا تتجاوز التسعيرة فيها عشر ليرات سورية الدولار نحو خمسين ليرة. وتتميز المدينة القديمة بمتاهات من الحارات المتعرجة ندخل اليها من سوق الحميدية المغطى الذي يبلغ طوله اكثر من 400 متر ويلبي كل حاجيات الزوار من قماش البروكار الدمشقي والكتب والنحاسيات والملابس والعطورات. وفي نهاية السوق توجد تحفة دمشق العمرانية وأحد المعالم النادرة التي خلفها الأمويون بعد اختيارهم دمشق عاصمة لهم بين عامي 661 و750 هجري. والجامع الأموي إمتداد معماري للمسجد الحرام في المدينة ومسجد الكوفة والمسجد الأقصى. يرقد في المصلى الواسع ضريح القديس يوحنا المعمدان النبي يحيى بينما يقع في الجهة الشمالية منه ضريح القائد صلاح الدين الأيوبي. ينطلق السائح بعدها في زيارة إلى الأماكن المقدسة الاسلامية والمسيحية التي تحفل بها هذه المنطقة، ويمكن للسائح ان يتناول طعام الغداء أو العشاء في أحد البيوت الدمشقية القديمة التي حولها أصحابها الى مطاعم مع المحافظة على اللمسات الشرقية الجميلة فيها، وهي منتشرة في أنحاء المدينة القديمة بدءاً من باب شرقي بإتجاه وسط الحارات الدمشقية القديمة. أما إذا كانت الزيارة بهدف الاصطياف، فيمكن للزائر الإنطلاق من فندقه أو مكان إقامته وسط العاصمة بإتجاه الربوة غرب دمشق أول المصايف على طريق الهامة والزبداني ثم بلودان. كانت الربوة المرتفعة قليلاً والمشرفة على غوطة دمشق ومياهها مصيفاً للخلفاء والأمراء الذين بنوا فيها قصورهم وملاعبهم. وفيها يخرج نهر بردى من سجنه الضيق بين شقي جبل قاسيون ثم ينقسم الى أنهار عدة هي يزيد وتورا من الشمال والشرق وقناة الديراني والمزة ثم القنوات وبانياس. استغل سكان دمشق جمال الطبيعة فيها وإختراق نهر بردى لها فأقاموا على ضفتيه سلسلة من المطاعم التي تقدم الأكلات الشامية من تبولة وفتوش وبابا غنوج والمشاوي والكباب على أنواعها، إضافة الى النرجيلة. هذه المطاعم شهدت العام الجاري إنتعاشاً في عملها بعدما فاض نهر بردى للمرة الأولى منذ سنوات وجرت مياهه طوال اشهر الصيف، الأمر الذي انعكس إزدحاماً بلغ ذروته مع قدوم السياح الخليجيين. يمكن للسائح ان ينتقل عند المساء الى جبل قاسيون الذي يطل من شمال المدينة 1200 متر عن سطح البحر محتضناً دمشق ومسبغاً عليها حمايته وحنانه. ويحلو لأهل المدينة السهر على منحدراته إذ تهجر بعض العائلات بيوتها في هذه الأوقات مع حلول ساعات الغروب باتجاه الهواء العليل مزودة بعدة "السيران" من نرجيلة وطاولة زهر وابريق الشاي للجلوس على حافة الجبل في مواجهة المدينة والإستمتاع بالهواء العليل والمنظر البديع لأنوار المدينة. وبالنسبة الى السياح العرب والاجانب فإن زيارة دمشق تبقى ناقصة اذا لم يصعدوا قمة الجبل لإلتقاط الصور التذكارية والاستمتاع بمنظر دمشق وأبنيتها الزاحفة لتسلق سفوح قاسيون. ويشتد الازدحام على قمة الجبل بعدما تحول الى متنزه شعبي تنتشر فيه المقاهي واكشاك بيع المرطبات والفول النابت وعرانيس الذرة المشوية والفستق الحلبي والنرجيلة.