تولي الرياض أهمية خاصة لزيارة الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد رئيس الحرس الوطني لموسكو والتي تبدأ غداً، ولمحادثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين واركان حكومته. وهذه الاهمية لا تنبع فقط من كونها الزيارة الاولى لمسؤول سعودي كبير لروسيا وانما ايضاً من طبيعة المحادثات التي تتناول قضايا عدة وفي مقدمها قضية الشيشان ودور بعض العرب الذين قاتلوا في افغانستان. ويأمل الامير عبدالله من محادثاته مع بوتين ان يقيم علاقة مباشرة مع الرئيس الروسي للحد من نفوذ اللوبي اليهودي في روسيا والذي استغل تورط بعض السعوديين المتشددين في حرب الشيشان لتأليب الرأي العام الروسي على السعودية ودورها الاسلامي خلال السنوات الماضية. وذكر ديبلوماسي روسي ان هناك مستشارين في الكرملين وفي الحكومة يعملون على عرقلة تطوير العلاقات الروسية - العربية عموماً ومع السعودية خصوصاً. وفي اطار الإعداد للزيارة، بحث خبراء من الجانبين في توقيع 11 اتفاق تعاون بين الرياضوموسكو، ومن اهمها اتفاق للتعاون الامني، لكن العراقيل "التي قيل انها بيروقراطية" أخرت اعداد هذه الاتفاقات، ولن يوقع خلال الزيارة إلا على 4 منها، من بينها اتفاق للتعاون في مجال الطاقة والنفط والتعاون الشبابي والرياضي. لكن يتوقع ان يتم خلال المحادثات اصدار اعلان نيات في شأن التعاون في المجال الامني. وعلى رغم الانفتاح السعودي على موسكو منذ عامين، الا ان هذا اللوبي المعادي للعرب عمل على اجهاضه وقام وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل بزيارة لموسكو في أيار مايو الماضي التقى خلالها الرئيس بوتين. وقال ديبلوماسي عربي في موسكو ان اللقاء ترك اثراً كبيراً في تغيير قناعات الرئيس الروسي تجاه السعودية، حتى انه قال لوزير خارجيته وبعض المستشارين، عقب اللقاء الذي جرى في الكرملين: "تبين لي ان السعوديين ليسوا اصحاب افكار رجعية واصحاب لحى طويلة". ومن هنا يرى الديبلوماسيون العرب في موسكو ان اللقاء المباشر بين الامير عبدالله وبوتين سيكون مفيداً جداً للعلاقات الروسية - العربية خصوصاً ان موسكو تعرف جيداً اهمية الدور السعودي في المنطقة الخليجية والعربية، وفي العالم الاسلامي. وتأمل موسكو بأن تسهم زيارة ولي العهد السعودي في وضع حد لنفوذ المتطرفين في الشيشان، ليس فقط على صعيد التعاون الامني، وانما ايضاً على صعيد الوضع السياسي والانساني هناك. واكدت مصادر سعودية ان الرياض تؤكد ان المسألة الشيشانية هي مسألة داخلية روسية. في موازاة ذلك، تأمل السعودية ان تكسب الثقل الروسي في الساحة الاوروبية والدولية لمصلحة القضايا العربية، اضافة الى التعاون مع "أوبك" للسيطرة على اوضاع اسواق النفط العالمية. ومن هنا سيعمل السعوديون على اقناع موسكو بالانضمام الى هذه المنظمة، ولو بصفة مراقب. وعلى رغم ان الاوراق التي أُعدت لجدول اعمال المحادثات السعودية - الروسية لم تتضمن مسألة ابداء موسكو رغبتها في الانضمام الى منظمة المؤتمر الاسلامي ومقرها في مكة، إلا ان المراقبين يتوقعون ان يسأل بوتين الامير عبدالله عن هذا الموضوع، ولو من باب "جس النبض"، اذا كانت موسكو راغبة في ذلك فعلاً. وترى مصادر ديبلوماسية اسلامية ان انضمام روسيا الى منظمة المؤتمر الاسلامي أمر صعب، لكن من الممكن اذا اقتنعت الرياض بذلك ان تقبل روسيا كعضو مراقب.