يبقى التقنين في التيار الكهربائي الحل الأنسب في هذه المرحلة في انتظار تأمين السيولة ومن بعدها الفيول اويل لتشغيل مولدات المؤسسة التي تعاني شحاً في الموارد. وتراجع التقنين أمس في التيار في بيروت، بعدما وصلها اول من امس بسبب عطل طارئ تم تصليحه، لتعود التغذية طبيعية بحسب مصادر في مؤسسة كهرباء لبنان. وهكذا تبقى بيروت ومناطق الاصطياف مبدئياً في منأى عن "الحرمان" من الطاقة الذي تتحمله المناطق اللبنانية الاخرى الى حين ايجاد الحل لتأمين الفيول والمازوت. واذا تمكنت مؤسسة كهرباء لبنان من الحصول على بعض الكميات من المازوت من شركات النفط والفيول اويل مع وصول باخرة امس تحمل 11 ألف طن من مادة المازوت لمعملي الزهراني ودير عمار، على ان تصل تباعاً باخرتين في 11 آب اغسطس الجاري تحملان مادتي الفيول والمازوت وبواخر في 20 و25 منه. تنقل كل واحدة كمية 30 ألف طن من كل من المادتين. الا ان المرحلة "قاسية" كما وصفها وزير الطاقة ايوب حميد. لذا يبقى التقنين الحل الأنسب ومعاناة الناس عنوان المرحلة الراهنة واللاحقة، لأنهم المسؤولون عن تمويل صفقات الفيول بدفع الزيادة على رسم الاشتراك على اعتبار ان "القرار كان من شأنه استباق الحال التي وصلت اليها الامور"، كما قال حميد. وقد يكون اهون الشرين المتمثلين بالتقنين وبدفع فاتورة انارة المولدات الخاصة الجماعية التي تضاهي كلفة الزيادة على الرسم. وأكد "ان المؤسسة مضطرة الى البدء بالتقنين لئلا تصل الى مرحلة اسوأ في التغذية". وأعرب حميّد في حديث اذاعي عن تفهمه لموقف وزير المال عدم صرف سلفة خزينة للمؤسسة، "لكنني قلت انه من جملة هذه الحلول فتح اعتماد في ما يتعلق بتغذية البند المخصص لشراء المحروقات الذي استنفد، وهناك فائض على هذا الرقم الذي كان موجوداً في الموازنة بنحو 300 بليون ليرة". من جهته، قال رئىس تجمع شركات النفط في لبنان بهيج أبو حمزة ان "الشركات الخاصة سلمت كمية من المازوت امس للمؤسسة وكمية اخرى اليوم امس كحل موقت لاستمرار انتاج الطاقة"، لافتاً الى ان المؤسسة "تنتظر وصول باخرة محملة بالفيول في خلال الساعات ال24 المقبلة". وأكد "ضرورة الاسراع في مشروع تشغيل المعامل بالغاز". أزمة المقاولين والى أزمة الكهرباء، ثمة قضية حيوية اخرى تتعلق بقطاع المقاولات في لبنان، بعدما هدد متعهدو الاشغال ب"التوقف عن العمل بدءاً من الاثنين المقبل، وبالتالي التوقف عن المشاركة في المناقصات الى حين تحقيق المطالب". ويجتمع رئىس الحكومة رفيق الحريري اليوم مع رئىس نقابة مقاولي الاشغال العامة والبناء فؤاد الخازن ووفد من النقابة للبحث في حلول للأزمة الناجمة عن ارتفاع كلفة الاشغال بسبب الزيادة في اسعار المواد وآخرها اسعار البحص والرمل بعد قرار اقفال الكسارات والمقالع. واعتبر الخازن في تصريح الى "الحياة" ان "قرار التوقف عن العمل سلبي وضد ارادتنا، لكن في المقابل لا يمكن ان نستمر في تحمل خسائر اضافية لسنا مسؤولين عنها". ولا يغفل الخازن عوامل اخرى اثرت في عمل المقاول وانعكست زيادة في كلفة الاشغال منذ اشهر عدة، تتمثل في ارتفاع اسعار البضائع بفعل ارتفاع سعر اليورو مقابل الدولار، فضلاً عن ارتفاع اسعار المشتقات النفطية والحديد 40 في المئة. ويضاف الى هذه العوامل "التأخير في تسديد الكشوفات".