أوضحت وقائع تعيين الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ولياً للعهد في قطر، أن المرسوم الذي أصدره أمير الدولة الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني أمس، جاء قبولاً لطلب قدمه أكثر من مرة ولي العهد السابق الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني بالتنازل عن هذا المنصب الذي تولاه منذ العام 1996، تقديراً لظروف عاشتها قطر آنذاك، وفقاً لتأكيدات ولي العهد السابق. ومن على شاشة التلفزيون أطل أمير قطر وابناه الشيخ جاسم والشيخ تميم، وخاطب الأمير "أعضاء الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد"، وأبلغهم قرار الشيخ جاسم "التنازل عن ولاية العهد". وحضر اللقاء الشيخ خالد بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء الشيخ عبدالله بن خليفة آل ثاني، ونائبه الشيخ محمد بن خليفة آل ثاني، وأعلن "أفراد الأسرة الحاكمة وأهل العقد والحل" مبايعتهم الشيخ تميم ولياً للعهد. واتسم اللقاء بمشاعر الاحترام والتقدير بين الأمير وابنه ولي العهد السابق، ما انعكس في مضمون كلمتيهما اللتين اذاعهما التلفزيون. وقال الأمير إن الشيخ جاسم أبلغه منذ البداية أن قبوله منصب ولي العهد جاء تقديراً منه لظروف كانت تمر بها قطر آنذاك، وتتمثل في المحاولة الانقلابية الفاشلة عام 1996 وعزم الأمير على إجراء عملية جراحية في الكلية في أميركا. وأوضح الشيخ حمد في كلمته أن الشيخ جاسم ذكّره عام 1998 برغبته في التنازل عن ولاية العهد، بعدما أجرى الأمير الجراحة، وأضاف: "طلبت منه التريث على أمل أن يغير رأيه، لكنه طلب أن يحسم الموضوع". وأعلن الأمير أنه تلقى رسالة من الشيخ جاسم في 3 حزيران/ يونيو الماضي يطلب فيها التنحي، ثم طلب الأمير من الشيخ حمد بن ثامر آل ثاني رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون، قراءة نص رسالة ولي العهد السابق. وتميزت الرسالة بمشاعر "التقدير والمحبة والولاء" من الابن لأبيه، وقال الشيخ جاسم إنه حمل المسؤولية "نزولاً عند رغبتكم الشيخ حمد بن خليفة في ضوء الظروف البالغة الدقة التي كانت سائدة إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة لزعزعة الأمن والاستقرار في البلاد، واعتزام سموكم الأمير إجراء عملية جراحية في الخارج". وزاد: "لم أكن كما أكدت لكم منذ البداية راغباً في أن توكل إليَّ ولاية العهد ... لا ولن أتوانى عن خدمة وطني تحت رايتكم". وفيما نبه الى إنه اتخذ قرار التنازل "بإيمان واقتناع"، لفت إلى أن هذا القرار قد يبدو غريباً وغير مألوف في عالمنا العربي، وعزاه إلى "القيم التي رباني عليها والدي والنهج الذي انتهجه في بناء دولة عصرية". وكشف أنه شارك في اختيار من يتولى ولاية العهد، وهو أخوه الشيخ تميم "لما يتمتع به من كفاءة عالية وسمات الخير والصلاح"، مشيراً إلى أن الأمير كلفه العمل لإعداد ولي العهد الجديد و"تحديد الوقت المناسب". وذكر ولي العهد السابق ان خلفه "سيحمل أمانة ولاية العهد بكل جدارة واقتدار"، ورأى أن الوقت "أصبح مناسباً" لتنازله، مختتماً رسالته إلى والده الأمير بطلب الموافقة على ذلك. ورد الأمير في رسالة مكتوبة اذيعت من على شاشة تلفزيون قطر، وعبرت عن "تأثر بالغ". ونوه الأمير بصفات الشيخ جاسم ووصفه بأنه "المخلص الأمين على قطر وأهلها ومستقبل أجيالها". وتابع الشيخ حمد: "انني يا ابني العزيز، مع اعتزازي بكم وتقديري الكامل لكم، لا أملك أمام رغبتكم الأساسية في التنازل عن ولاية العهد، على رغم محاولاتنا المتكررة لإقناعكم بالعدول عن طلبكم، إلا القبول بكل أسف بقراركم، على رغم ما أشعر به من ألم وحزن". وأشاد بما بذله الشيخ جاسم من "جهد كبير في مسيرة بناء الوطن وتقدمه". يذكر أن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني هو الابن الرابع للأمير، وتخرج في كلية سانت هيرست العسكرية البريطانية، وكان رئيساً للجنة الأولمبية القطرية. ولوحظ أنه شارك في وفود سياسية قطرية واجتماعات مهمة خلال السنتين الماضيتين.