بين الثالث من حزيران يونيو الماضي، وهو تاريخ الرسالة التي طلب فيها ولي العهد القطري السابق الشيخ جاسم بن حمد آل ثاني من والده الأمير الشيخ حمد بن خليفة قبول طلبه التنازل من منصب ولاية العهد، والرابع من الشهر الجاري وهو تاريخ رد الأمير على الرسالة رسمياً وقبوله الطلب، تفاعلات عدة ووقائع أكدت أن طلب "التنازل" ليس جديداً ولا يحمل أي مفاجآت بالنسبة الى الأمير وولي العهد السابق وولي العهد الجديد الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. الرواية الرسمية جاءت على لساني الأمير وولي العهد السابق، فأكدا في خطوة اتسمت بالشفافية والوضوح عبر بث تلفزيوني أن الشيخ جاسم لم يكن راغباً في ولاية العهد منذ البداية، وأنه استجاب طلب والده في العام 1996 تقديراً لظروف كانت تعيشها قطر آنذاك، بسبب كشف محاولة انقلابية فاشلة وعزم الأمير على التوجه الى أميركا لإجراء جراحة في الكلية. هذه التأكيدات التي أعلنها الأمير وولي العهد السابق أمام أعضاء الأسرة الحاكمة وأهل الحل والعقد أمس في الديوان الأميري وبثت تلفزيونياً، بحضور ولي العهد الجديد الشيخ تميم، شكلت سابقة في المنطقة من حيث الشفافية في التعامل مع هذا الحدث، وبدا الأمر غريباً لأنه يحدث في عالمنا العربي. لكن الجديد في معلومات "الحياة" في هذا الإطار أن ولي العهد السابق فوجىء عندما ابلغه والده في العشرين من تشرين الاول أكتوبر 1996 أنه ينوي تعيينه ولياً للعهد، وحدث هذا بعد يومين من مصارحة الأمير لابنه، حيث صدر قرار التعيين في 22 أكتوبر 1996. ووقتها قبل ولي العهد السابق التكليف بعد توضيح عدم رغبته في تولي المنصب لكنه وافق عليه تقديراً لظروف تلك المرحلة، لكنه عاود طلب قبول التنازل عن ولاية العهد مرة أخرى فطلب منه الأمير الانتظار عسى ان تغير الأيام رأيه. وعلمت "الحياة" أن ولي العهد القطري السابق تحدث مرة أخرى مع والده الأمير قبل نحو سنة وتسعة أشهر، وسأله والده "من ترشح" فرد عليه "أرشح تميم"، وهكذا وافق الأمير على الإلحاح المستمر من رجل هادىء وقور له فلسفته في الحياة، بعيداً عن المنصب مهما علا شأنه، لكنه على استعداد ليخدم وطنه "في أي موقع". وتؤكد معلومات "الحياة" أن ولي العهد الجديد الشيخ تميم، وهو شاب يتسم بالنشاط والحيوية، كان يداوم في الديوان الأميري منذ شهور مع شقيقه ولي العهد السابق الذي شارك في اختياره وتأهيله لموقعه المهم. وتنفي هذه المعلومات ما تردد عن أزمة صحية وراء تنازل الشيخ جاسم عن الحكم. وكان موظفو الديوان الأميري يشاهدونهما معاً على مدى شهور لكنهم لم يعرفوا ما يدور، كما شارك الشيخ تميم على مدى عامين في زيارات سياسية الى الخارج وفي محادثات مهمة على أكثر من صعيد، كان من أبرزها لقاءات أجراها وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم في أماكن عدة.