- محتمل أن يكون قرار أمير دولة قطر تعيين نائب له لا أكثر من إجراء روتيني فرضته ظروف الحكم وحاجة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني إلى ذراع يمنى لمساعدته في تسيير شؤون الحكم، لكن في بلد المفاجآت الانقلابية من داخل القصر كل شيء وارد ويدعو للحذر. نصر المجالي: واضح أن تزامن قرار أمير دولة قطر بتعيين أخيه غير الشقيق الشيخ عبدالله بن حمد نائباً له مع افتتاح دور الانعقاد التشريعي لمجلس الشورى، حيث شارك الأمير الوالد السابق حمد بن خليفة له دلالاته ومعانيه وأنه جاء بعد تشاور مع الجميع بما في ذلك مجلس العائلة. وبحسب موقع إيلاف يشار إلى أن الدستور القطري يتيح للأمير إذا تعذّر تعيين ولي للعهد، تعيين نائب له من العائلة الحاكمة لمباشرة بعض صلاحياته واختصاصات، حيث يؤدي نائب الأمير بمجرد تعيينه، أمام الأمير، ذات اليمين التي يؤديها ولي العهد. فالشيخ تميم عنده ابن وحيد هو الشيخ حمد الذي ما زال في سن السادسة من العمر، ولا يمكن إيلاء أية مهمات له حتى لو صدر قرار في وقت قريب بتسميته ولياً للعهد. نائب الأمير وتقول المادة (13) من الدستور القطري إنه يحق للأمير عند تعذر نيابة ولي العهد عنه أن يعيّن بأمر أميري نائباً له من العائلة الحاكمة لمباشرة بعض صلاحياته واختصاصاته. فإن كان من تم تعيينه يشغل منصباً أو يتولى عملاً في أية جهة، فإنه يتوقف عن القيام بمهامه مدة نيابته عن الأمير. ويؤدي نائب الأمير بمجرد تعيينه، أمام الأمير، ذات اليمين التي يؤديها ولي العهد. ويشاع في دولة قطر أن الشيخ تميم يثق بأخيه غير الشقيق ونائبه الجديد الشيخ عبدالله (26 عاماً) أكثر من الأشقاء الآخرين خصوصاً وإنه شهد لا بل شارك بسلاسة انتقال السلطة من الأمير الوالد حمد بن خليفة إلى الأمير الجديد تميم العام 2013 بصفته كان رئيساً للديوان الأميري منذ العام 2011. وكان الأمير تميم أصدر لمرات عديدة قرارات بإيلاء مهمة "نائب الأمير" للأخ غير الشقيق عبدالله بن حمد وخاصة حين يسافر للخارج، والشيخ عبدالله هو أحد اشقاء أمير قطر الثمانية كان رئيساً للديوان الأميري منذ العام 211، وهو رئيس نادي الريان الرياضي نجل الزوجة الثالثة لأمير قطر السابق الشيخة نوره بنت خالد حمد بن عبدالله آل ثاني. ورغم هذا القرار، فإن هناك شكوكاً حول صلاحيات الشيخ عبدالله، وتعتقد مصادر قطرية أن الامير تميم لن يعطي نائبه صلاحيات اكثر مما هي صلاحيات الأمير في حالة غيابه للأمور الروتينية في تسيير شؤون الدولة، ولن ترقى هذه الصلاحيات لتلك التي كانت بعهدة تميم حين كان نائباً للأمير وولياً للعهد، حيث كان يصدر القوانين والتعيينات العليا في مناصب الدولة سواء كان الأمير السابق داخل الدولة أو خارجها. استثناء الأكبر سناً وإلى ذلك، فإن ما يلفت الانتباه والتساؤل سواء بسواء، هو لماذا لم يعيّن أمير دولة قطر أحد أشقائه كمشعل وجاسم وفهد، حيث كان سبق لجاسم تولي منصب ولي العهد، لكنه استقال أو أقيل لصالح الشيخ تميم في تسعينيات القرن الفائت. وهنا يشار الى أن معلومات كانت تتسرب من الدوحة بعد تولي الشيخ حمد بن خليفة للحكم بعد الانقلاب على أبيه العام 1995، وهي تشير الى دور الشيخة موزة بنت ناصر المسند في ترتيبات وراثة الحكم. يذكر أيضاً أن الشيخ جاسم بن حمد تسلم ولاية العهد متجاوزاً الشيخين اللذين يكبرانه سناً هما مشعل وفهد، كان استقال من ولاية العهد التي تسلمها في تشرين الأول (أكتوبر) 1996 لتؤول الى أخية الشيخ تميم في 5 آب (أغسطس) العام 2003 الذي ظل في المنصب حتى تسلمه الإمارة بعد تنازل والده له في 25 حزيران (يونيو) 2013. اتهامات لمشعل ويقال إن الشيخة موزة وهي والدة تميم، كانت اتهمت الشيخ مشعل بالتآمر مع جده خليفة على أبيه حمد بعد انقلابه على أبيه، فعزلته من جميع مناصبه العسكرية ووضعته قيد الإقامة الجبرية بإشراف ولدها جاسم المولود العام 1978، والذي كان يتولى جميع الشؤون الأمنية في المشيخة بما في ذلك رئاسة المخابرات القطرية. كما كان مصير الأخ الثاني لمشعل، وهو الشيخ فهد، مشابهاً لمصير أخيه، فقد جُرد من مناصبه العسكرية بعد اتهامه بالجنون وبدعم الأفغان العرب بسبب علاقته الوطيدة بأسامة بن لادن. وكانت التقارير تشير الى أن الشيخ فهد قد مال بأيامه الأخيرة الى التديّن فاتهم بالجنون، وتم وضعه قيد الإقامة الجبرية، كما اتهم يإجراء إتصالات سرية مع جده خليفة عندما كان مقيماً ولاجئاً في الإمارات بهدف استقطاب العائلات القطرية المقيمة في أبو ظبي، والتي كانت قد هاجرت اليها في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي بعد خلافها الشديد مع آل ثاني للتصدي للحاكم الجديد حمد بن خليفة الذي قاد الانقلاب الأبيض ضد والده يوم 27 حزيران (يونيو) العام 1995. ومن المعروف أن هناك ثمانية إخوة بين أشقاء وغير أشقاء لأمير قطر هم: الشيخ فهد (خريج أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية)، الشيخ جاسم (الممثل الشخصي للأمير، خريج أكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية، تولى ولايه العهد لفترة وتنازل عنها لأخيه تميم، الشيخ جوعان (ضابط بالقوات المسلحة القطرية في الشرطة العسكرية وخريج كليه سان سير الفرنسية عام 2007)، الشيخ خالد (قائد فريق العنابي للدراج ريس)، الشيخ محمد (قائد فريق قطر لرياضة سباقات القدرة)، الشيخ خليفة، الشيخ ثاني والشيخ القعقاع. انقلابات القصر يذكر أن حكاية (انقلابات القصر) ليست غريبة على عائلة ثاني التي تحكم دولة قطر منذ القرن التاسع عشر بعد نزوحها إلى هناك من منطقة نجد في الجزيرة العربية، حيث الحكم يتم توارثه في هذه العائلة، وحسب الدستور القطري الذي تم وضعه في عهد الشيخ حمد فإن الحكم صار بصفة خاصة في ذرية حمد بن خليفة آل ثاني من الذكور، ويكون اختيار ولي العهد من بين أبناء الأمير من دون تحديد ترتيبه من بين الأبناء. وكان أول انقلاب قصر في العصر الحديث وبعد استقلال دولة قطر عن بريطانيا العام 1971 تم على يد الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني الذي كان رئيساً للوزراء، حيث انقلب على ابن عمه الحاكم آنذاك الشيخ أحمد بن علي آل ثاني.