أعلنت الحكومة السودانية استعدادها لاتخاد قرارات صعبة في المفاوضات المقبلة مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة الدكتور جون قرنق المقررة الاثنين المقبل في بلدة بانيوكي الكينية. واقترحت تأجيل مناقشة القضايا العالقة إلى ما بعد توقيع اتفاق سلام نهائي. وانتقد الرئيس عمر البشير بشدة، في كلمة امام اتحاد عمال السودان، الاقتراحات التي قدمها وسيط الهيئة الحكومية لمكافحة الجفاف في شرق افريقيا ايغاد في جولة المحادثات الأخيرة لمعالجة قضايا اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية، وجدد رفض حكومته لها "جملة وتفصيلاً". وقال: "لقد سقطت في سلة المهملات غير مأسوف عليها". وتعهد باتخاذ أصعب القرارات في سبيل التوصل إلى اتفاق سلام، يحفظ الوحدة ولا يمس جوهر العقيدة "على رغم وعورة الطريق ومشقة المسير"، موضحاً أن وثيقة الوسطاء الأخيرة فاقت في طرحها السقف الذي كانت تطمع فيه "الحركة الشعبية". كما تلقى البشير أمس تقريراً من مستشاره لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين عن تطورات العملية والاتصالات الجارية والاستعدادات لجولة المحادثات المقبلة التي قررت أمانة "ايغاد" عقدها الاثنين المقبل في مدينة بانيوكي في منطقة جبل كينيا قرب العاصمة نيروبي. وانتقد صلاح الدين وثيقة الوسطاء الأخيرة، ووصفها بأنها "شائهة ومرفوضة". وحذر الوسطاء من تبنيها، ورأى أنه لا مصلحة لأي وسيط في تبنيها، وزاد: "من يتبنى الوثيقة سيكون طرفاً في المشكلة ولن يكون مؤهلاً لأن يقود وساطة"، مؤكداً أن رفض حكومته لها موقف استراتيجي وليس تكتيكياً. إلى ذلك، اقترح مستشار الرئيس للشؤون السياسية الدكتور قطبي المهدي مناقشة القضايا العالقة إلى ما بعد توقيع اتفاق سلام نهائي مع "الحركة الشعبية"، موضحاً أن تحمل الطرفين المسؤولية سيؤدي إلى بناء الثقة ومعالجة هذه القضايا. وفي اديس ابابا، استقبل رئيس الوزراء الاثيوبي ملس زيناوي أمس وفد "ايغاد" برئاسة الكيني لازراس سيمبويو الذي قال ان الوفد حصل على الدعم المطلوب من زيناوي لاستئناف جولة المفاوضات المقبلة، مشيراً الى ان الوفد الذي يقوم بجولة في دول "إيغاد" حصل على دعم مماثل من الرئيس الاوغندي يويري موسيفيني خلال اجتماعه معه اول من أمس في كمبالا. ومن المقرران يصل وفد "إيغاد" اليوم الى العاصمة الاريترية اسمرا. في غضون ذلك قال نائب رئيس "التجمع الوطني الديموقراطي" السوداني المعارض الفريق عبدالرحمن سيد ان وفد قيادة "التجمع" سيبحث اليوم مع وفد "الحركة الشعبية" في الاقتراحات التي عرضها وسطاء "إيغاد" "ويستمع الوفد الى توضيح من قيادات الحركة يتعلق بالوثيقة المثيرة للجدل". واكد سيد وجود "تحفظات في هذا الشأن سنعرضها امام وفد الحركة حتى يتحقق السلام الشامل". وانتقد الوثيقة، خصوصاً "تركيزها على قسمة الثروة والسلطة بين الحكومة والحركة واهمال شمولية الحل". لكن القيادي المعارض نوه الى "ان موقفنا من وثيقة ناكورو لا يعني تأييدنا للموقف الحكومي الذي ينطلق من عدم رغبته في السلام لكنه موقف يعكس تباين الآراء داخل التجمع". واشار الى "ان التجمع سيعرض امام الحركة وثيقة للاجماع الوطني تشمل الرؤية الكاملة للتجمع ولحزب "الامة" للعملية السلمية في السودان". على صعيد آخر، طالب رئيس المنظمة السودانية لحقوق الإنسان المحامي غازي سليمان، في مؤتمر صحافي أمس، بالافراج عن بقية المعتقلين السياسيين، ومن بينهم الزعيم الإسلامي زعيم حزب "المؤتمر الشعبي" الدكتور حسن الترابي، ورحب باطلاق السلطات 32 معتقلاً سياسياً أخيراً واعتبرها خطوة ايجابية.