تكثفت عمليات المقاومة ضد القوات الأميركية في العراق أمس، فأصيب تسعة من جنودها فيما اقتحمت هذه القوات مقراً لجمعية إسلامية، وأعلنت أنها تعتقل خمسة آلاف أسير. وفيما ارسلت إيران إلى بغداد للمرة الأولى منذ سقوط نظام صدام حسين وفداً عرض التعاون مع مجلس الحكم الانتقالي والمساعدة في جهود الإعمار، زار حفيد الخميني، حسين كربلاء، وأعرب عن أمله بأن يصبح لها دور قيادة الشيعة في العالم. في غضون ذلك، قالت مصادر أردنية مطلعة ل"الحياة" ان عمّان "ترحب باستضافة" ساجدة خيرالله طلفاح زوجة الرئيس العراقي المخلوع وابنته حلا ل"دواع انسانية"، على غرار رغد ورنا وأطفالهما التسعة الذين نقلوا إلى الأردن الخميس الماضي تفاصيل أخرى في الصفحات 2 و3 و4. وأوضحت المصادر أن "جهات عليا أردنية أبلغت رغد ورنا استعدادها لاستضافة والدتهما وشقيقتهما اللتين يعتقد أنهما في بغداد"، وان الشقيقتين تجريان اتصالات عبر وسطاء لتأمين "وصول ساجدة وحلا إلى عمّان في أقرب وقت ممكن". وأشارت إلى أن "الحكم المدني في بغداد ومجلس الحكم الانتقالي لا يمانعان في ذلك، خصوصاً أن ساجدة وحلا ليستا على قوائم المطلوبين لأي جهة". وقالت المصادر إن الملك عبدالله الثاني، الذي أوعز إلى شقيقه الأمير علي بن الحسين بتولي اجراءات استضافة رغد ورنا وأطفالهما في قصر ملكي في عمّان "يتحسس معاناة هذه الأسرة، ويدرك أهمية أن يعيش من بقي من أفرادها معاً" في إطار "إنساني بحت، بعيد عن أي دلالة سياسية". ميدانياً، تعرضت القوات الاميركية في العراق امس الى سلسلة هجمات في بغداد وبعقوبة وتكريت والخالدية، اصيب خلالها تسعة جنود اميركيين وقتل مدني وجرح اربعة آخرون بينهم مترجم وطفله، بينما واصل الجنود الاميركيون تعقبهم الموالين للرئيس السابق صدام حسين. واعلنت جانيس كاربينسكي المسؤولة في الشرطة العسكرية الاميركية ان القوات الاميركية تعتقل حوالى خمسة آلاف اسير، كما تحتجز 205 أجانب. وفي بغداد أ ف ب، رويترز اجرى وفد ايراني برئاسة حسين صادقي رئيس قسم الخليج في وزارة الخارجية محادثات مع اعضاء مجلس الحكم ركزت على "فتح صفحة جديدة" في العلاقات العراقية الايرانية. واصدر صادقي بياناً اكد فيه استعداد طهران للتعاون مع المجلس، والمساعدة في اعمار العراق. والتقى الوفد رئيس المجلس ابراهيم الجعفري، وكان اجرى اول من امس محادثات مع الزعيم الكردي عضو المجلس مسعود بارزاني وكذلك رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" محمد باقر الحكيم ونائبه عبدالعزيز الحكيم. وفي الكويت التي زارها رئيس الوزراء الاردني علي ابو الراغب، أعرب وزير الخارجية الاردني مروان المعشر عن امتنان بلاده ازاء مبادرة الكويت والسعودية ودولة الامارات الى تقديم منحة نفطية مجانية لعمان، بمعدل مئة الف برميل يومياً، منذ بدء الحرب على العراق. وافادت وكالة الانباء الكويتية ان الدول الثلاث مددت المنحة لثلاثة اشهر في 20 حزيران يونيو. وعشية اجتماع لجنة المتابعة العربية في القاهرة اليوم، اعتبر الامين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى ان مجلس الحكم في العراق "خطوة الى امام" ولم يستبعد ان تبحث اللجنة في ارسال قوات عربية الى هذا البلد، في حال أثار اي طرف في الاجتماع هذه المسألة.