أعلن الأردن أمس أن رغد ورنا ابنتي الرئيس العراقي السابق صدام حسين اللتين لجأتا الى عمان ليل أول من أمس "وصلتا على متن مروحية أردنية أقلتهما وأطفالهما التسعة من بغداد، بناء على تنسيق مسبق مع الحاكم المدني الأميركي للعراق بول بريمر ومجلس الحكم الانتقالي" في هذا البلد. لكن عزالدين محمد حسن المجيد قريب كريمتي صدام، قال انهما كانتا تقيمان في حلب، علماً أن معلومات أخرى أشارت سابقاً الى لجوئهما الى أبوظبي. ونقلت وكالة "فرانس برس" أمس عن أحد المقربين الى رغد ورنا انهما تنويان المطالبة بجثتي شقيقيهما قصي وعدي اللذين قتلا على أيدي القوات الأميركية في الموصل. وأبلغ مسؤول أردني رفيع المستوى "الحياة" أن "الملك عبدالله الثاني قرر استضافة رغد ورنا وأطفالهما في القصور الملكية، لأسباب إنسانية بحتة، بعدما تلقى عبر وسطاء طلبا بالسماح لهما بالإقامة في المملكة، بسبب الظروف الأمنية الصعبة في العراق". وقال ان "الملك أمر بإرسال طائرة عسكرية لنقلهما من بغداد الى عمان، حيث استقبلتهما في المطار شقيقته الأميرة عائشة بنت الحسين، وعلى الفور توجهتا الى مقر إقامتهما في قصر الندوة" في منطقة القصور الملكية وسط عمان. وأوضح المسؤول أن "كل الأطراف المعنية في العراق، وبينها الحاكم المدني الأميركي ومجلس الحكم الانتقالي لم تمانع في خروج رغد ورنا وأطفالهما من بغداد، لأن المسألة لا تتصل بأشخاص مطلوبين لدى الأميركيين، أو ممن ارتكبوا جرائم بحق العراقيين، وانما تتعلق بجوانب إنسانية، تخص عائلتين تعيشان عزلة وأحوالا سيئة منذ عام 1996" عندما قتل زوجا رغد ورنا، حسين كامل المجيد وشقيقه صدام في بغداد بعد عودتهما من عمان. وأشار الى انهما "شعرتا بالقلق من احتمال تعرضهما لتصفية حسابات في العراق، وتزايد ذلك بعد مقتل عدي وقصي" الشهر الماضي. وشدد المسؤول على أن "الأردن الذي استقبل رغد ورنا مع زوجيهما عام 1995 حريص على أن يتفهم الشارع العراقي الإطار الإنساني لهذه القضية، من دون إخضاعها لأي تأويلات أو قراءات تخرجها عن هذا الإطار". وكانت وكالة الأنباء الأردنية الرسمية نقلت عن وزير الإعلام الأردني الدكتور نبيل الشريف أن الملك عبدالله الثاني "شمل برعايته ابنتي الرئيس العراقي السابق، وقرر استضافتهما في عمان لأسباب إنسانية بحتة". وبانتهاء محنة رغد ورنا، تبدأ صفحة هجرة جديدة ينتظر ان ينضم اليها حوالى خمسين من الافراد المباشرين لعائلة صدام، وغالبيتهم من النساء والأطفال، لا يزالون مختفين في بغداد، خوفاً من تعرضهم لمحاولات انتقام. ويتوقع ان يتفرقوا في الأقطار العربية والأوروبية إذا سهّلت القوات الاميركية خروجهم. وقال قريب رغد ورنا، ل"الحياة" ان كريمتي صدام كانتا تقيمان في منزل متواضع في حلب، وتعانيان خلال فترة الانتظار من ظروف نفسية صعبة. ورافق رغد ابناها علي وصدام وبناتها حرير ووهج وبنان، في حين رافق رنا التي تصغرها سناً ابناؤها أحمد وحسين وسعد وابنتها نبع. وعبّر عزالدين عن شكره العميق للعاهل الأردني، لكنه قدم رواية مغايرة للتأكيد الرسمي الأردني المتعلق بنقل ابنتي صدام من بغداد، وأشار الى أن الأمير علي بن الحسين جاء الى دمشق في طائرة خاصة للعاهل الأردني، يرافقه شقيق حسين وصدام كامل ويدعى جمال، ليأتيا بالعائلتين اللتين وصلتا الى عمان في السادسة تقريباً مساء الخميس ولينزلا في "الضيافة الملكية". وذكر أن جمال سيبقى بجوار رنا ورغد، وكذلك شقيق عزالدين، السيد مزاحم المقيم في عمان. وفي بغداد، قالت مصادر عراقية وثيقة الصلة بمجلس الحكم الانتقالي ان استقبال الأردن ابنتي صدام يأتي لاعتبارات انسانية، مؤكدة ان رنا ورغد ليستا متورطتين بأعمال ضد الشعب العراقي. وأشارت الى أن ابنتي صدام اكتوتا ب"نار صدام وقسوة نجليه عدي وقصي"، في اشارة الى عملية قتل حسين وصدام كامل بعد عودتهما من الأردن في شباط فبراير 1996. وتحدثت المصادر ذاتها عن اقامة ابنتي الرئيس السابق عند عشائر شمر في الموصل قبل انتقالهما الى سورية فالأردن".