سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
منددون بالحادث حملوا صدام وأنصاره المسؤولية وناطق باسمه ألقى اللوم على الأميركيين . مقتل الحكيم و83 شخصاًَ بإنفجار سيارة مفخخة عند مدخل ضريح الإمام علي
بعد ثلاثة أشهر من عودته الى العراق وبعد اكثر من 32 عاماً في المنفى في ايران قتل رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق آية الله محمد باقر الحكيم بانفجار سيارة مفخخة امام ضريح الامام علي بن ابي طالب في مدينة النجف جنوببغداد أدى أيضاً الى سقوط 82 قتيلاً على الاقل واصابة حوالى 230. واتهم مسؤولون في "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في العراق "موالين" للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين باغتيال الحكيم، وحملوا قوات الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة المسؤولية لعدم تقديم حماية اكبر لرجال الدين الشيعة، وطالبوا العراقيين ب"الثأر من الارهابيين". وكان الحكيم عاد إلى العراق في أيار مايو بعد ان أطاحت القوات التي قادتها الولاياتالمتحدة حكومة صدام حسين وقتل خمسة من اشقائه و12 غيرهم على الاقل من اسرته على مدى 30 عاماً من الحكم البعثي. قتل رئيس "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" آية الله محمد باقر الحكيم 64 عاماً في انفجار سيارة مفخخة أمس لدى خروجه من مسجد ضريح الامام علي بن ابي طالب في النجف بعد ادائه صلاة الجمعة. وقتل في الانفجار أيضاً 82 شخصاً على الاقل واصيب 229. وقال الطبيب علي جواد، احد كبار الاطباء في المستشفى الجامعي في النجف: "وصلتنا 81 جثة و200 جريح". وفي المستشفى العام في النجف، اكد رئيس الاطباء حسين علوان نقل قتيل و29 جريحا الى المستشفى. واحتشد المئات امام المستشفى الجامعي حيث دعا الاطباء الى التبرع بالدم. واكد عبدالعزيز الحكيم، عضو مجلس الحكم الانتقالي العراقي في اتصال اجراه معه تلفزيون "المنار" اللبناني من مدينة النجف مقتل شقيقه باقر الحكيم موضحاً ان "الانفجار الغاشم استهدف آية الله العظمى الذي استشهد هو ومجموعة كبيرة من حراسه ومرافقيه". واكد استمرار "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" "على الدرب، درب الامام الحسين، درب الجهاد والتضحية". وأوضح عادل عبدالمهدي المسؤول في المجلس في بغداد ان "آية الله الحكيم استشهد بعد ظهر الجمعة في انفجار سيارة مفخخة بعد الصلاة". وكان محسن الحكيم، المستشار السياسي لعبدالعزيز الحكيم أعلن من مكتب المجلس في طهران، ان آية الله باقر الحكيم، الذي امضى 23 عاماً في المنفى في ايران قبل عودته الى العراق، "التحق مع حراسه بقافلة الشهداء". وأوضح ان "الحادث وقع بعد صلاة الجمعة عندما كان آية الله يخرج من ضريح الامام علي المقدس فانفجرت سيارتان مما تسبب في استشهاده". والقى محسن الحكيم المسؤولية على الموالين للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين في مقتل عمه. وقال: "اننا نحمل البعثيين السابقين ومن على صلة بهم المسؤولية، وندعو المسؤولين عن الامن في العراق وخصوصاً في النجف الى اجراء تحقيق فوري في القضية". واضاف "نرجو ان يثأر الشعب العراقي من الارهابيين واولئك الذين يؤيدون الاعمال الارهابية". وأشار حامد البياتي، ممثل "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية" في لندن، ايضا بأصابع الاتهام الى الموالين لصدام، لكنه القى اللوم على جنود الاحتلال بقيادة الولاياتالمتحدة لعدم تقديم حماية اكبر لرجال الدين الشيعة والاضرحة. وقال: "اقترحنا على الحلفاء منذ فترة طويلة، عندما كنت في بغداد في أيار مايو وحزيران يونيو إنشاء منظمة امنية خاصة لحماية الاماكن المقدسة وعلماء الدين. وللاسف، لم يستجب التحالف لهذا الاقتراح". وذكر ناطق عسكري أميركي أن "انفجاراً وقع في النجف قرب مسجد... ولم تكن هناك قوات للتحالف في المنطقة لانها تعتبر منطقة مقدسة". وكان الحكيم عاد الى العراق في ايار. وقتل خمسة من اشقائه اشقائه و12 آخرين على الاقل من اسرته على مدى 30 عاماً من الحكم البعثي. وقضى محمد باقر الحكيم اكثر من 32 عاماً في المنفى في ايران قبل ان يعود الى العراق في وقت سابق هذا العام بعدما أطاحت القوات التي قادتها الولاياتالمتحدة بحكومة صدام. ووقع الانفجار بعيد انتهاء صلاة الجمعة. وقد وضعت السيارة المفخخة عند المدخل الجنوبي للضريح وانفجرت عند بدء المصلين مغادرة المكان. ومن هذا المدخل كان يخرج زعيم "المجلس الاعلى للثورة الاسلامية في العراق" دائماً بعد القاء خطبة الجمعة. وقد دمر الانفجار خمس سيارات وقذف باحداها اكثر من مئة متر، ولحقت أضرار بثلاث سيارات لمرافقي الحكيم. كما دمرت تماماً سيارة للشرطة. وانهار المدخل المبني من الطوب على المصلين، وتم انتشال 17 جثة لكن الكثير من الجثث كانت لا تزال عالقة تحت الانقاض. وانهار ايضا مبنيان يقعان في الجهة الاخرى للشارع قبالة الضريح. ويضم احدهما مطعماً ومحلات تجارية لا يزال زبائنهما عالقين تحت الانقاض. وافاد شاهد ان جثة متفحمة وجدت داخل سيارة الحكيم، واشار الى وجود حفرة عميقة في الارض عندما سحبت السيارة. واوضح الشيخ سعد عباس 45 عاماً ان "السيارة المفخخة التي قد تكون من طراز فولسفاغن كانت متوقفة عند المدخل الجنوبي لمسجد ضريح الإمام علي قرب سيارة آية الله الحكيم وهي من نوع تويوتا لاند كروزر سوداء". واضاف "هذه العملية استهدفت ضريح الامام علي. وقد نفذتها حركة تكره الشيعة. كانت تستهدف عائلة الحكيم". وكان مئات حاولوا إخراج الجثث من بين الانقاض، لكن غالباً ما كانوا يعثرون على اشلاء. وفي حركة تدافع يصعب وصفها كان بعضهم يستخدم الرفوش لكن الكثيرين كانوا يقومون بهذه المهمة بأيديهم، بينما كانت مكبرات الصوت تدعو السكان الى التوجه للمستشفيات للتبرع بالدم. وكانت الدماء تغطي الارض بينما تبعثرت الاحذية والكوفيات على قارعة الطريق كما كانت النساء ينتحبن ويضربن على صدورهن وهن يرتدين السواد. ويصل رجل يدعى حسين علي وهو يصرخ "اين ولدي اين ولدي؟". ثم يرى فجأة كل هذه الفوضى العارمة فيقع مغشياً عليه، يرشه بعض المارة بالمياه ليستعيد وعيه وعندئذ يرى ولده بالقرب منه فيعانقه بحرارة حتى يكاد يخنقه. وتمر شاحنة تنادي على متبرعين بالدم للتوجه الى المستشفى فيتهافت الناس عليها ثم تنطلق بسرعة. كذلك أصيب مكتب الزعيم الشيعي الراديكالي مقتدى الصدر القريب من الموقع بأضرار. وبعد الانفجار اغلق عشرات العناصر من الشرطة جميع منافذ المسجد وتمركزت بالقرب منه ثلاث سيارات اطفاء. وكانت الشرطة تسحب السيارات الى خارج مكان الانفجار تخوفاً من وجود سيارات اخرى مفخخة. وكان آية الله الحكيم انتقد في خطبته أمس في المسجد قبل حدوث الانفجار مباشرة انصار صدام حسين لهجماتهم على القوات الاميركية. وتتوجه جماهير غفيرة ايام الجمعة للصلاة في ضريح الامام علي. واحتشد بعض الاشخاص امام المسجد يرددون شعارات تحمل صدام حسين وحزب البعث مسؤولية الهجوم. وكانوا يرددون ايضاً "الله اكبر".