أحال قاضي التحقيق في محكمة الاستئناف في فاس البريطاني بيري جنسن على الادعاء العام لتحديد موعد محاكمته بتهم "تشكيل عصابة اجرامية وتوزيع منشورات تحض على العنف والزواج غير الشرعي"، في اشارة إلى زواجه عرفياً بمغربيتين. وقالت أوساط قضائية إن المتهم كان من بين ناشطي "السلفية الجهادية" في مدينة فاس التي كان يتردد عليها، وعرف بحمله لقب "ابي ياسين". وعلم كذلك ان متهماً ثانياً يحمل الجنسية البريطانية، سيحال على قاضي التحقيق. ويتعلق الأمر بعبداللطيف مروان الذي كان حصل على الجنسية البريطانية بعد زواجه من بريطانية. ومن المقرر أن تبدأ محكمة الاستئناف في الرباط في النظر في ملف الفرنسي بيار ريشار الذي كان انتقل إلى مدينة طنجة في الثالث من حزيران يونيو الماضي، وتردد أنه بويع "أميراً" لجماعة من "السلفية الجهادية" وكان يخطط لتنفيذ هجمات في مناطق عدة. وستعاود محكمة الاستئناف في الدار البيضاء النظر في ملفات أكثر من 50 شخصاً كانت بدأت استنطاقهم مطلع الأسبوع. وكان المتهم حسن الطاوسي، أحد الانتحاريين الأربعة عشر، الذي تراجع في اللحظة الأخيرة عن تفجير نفسه، أكد أمام المحكمة ان المتهم محمد العماري استضاف في بيته في سيدي مومن في الضاحية الشمالية للدار البيضاء، اجتماعاً للانتحاريين يوم 14 أيار الماضي تداول خلاله المجتمعون في خطة التفجيرات. وقال إنه اعترض على ذلك "لأن القتل مناف للإسلام"، لكنه تلقى تهديداً من الجماعة. ونفى معرفته ببقية الانتحاريين الذين قدموا إلى مسكن العماري في اليوم السابق للهجمات. لكنه اعترف بأنه طُلب إليه اغلاق الأكياس التي كانت تحوي المتفجرات. وسُئل عن بقية وقائع الحادث، فقال إن الانتحاري عبدالفتاح بولقيضان سلمه أحد الأكياس وقال له "عندما تضغط على الزر سينفجر". وسأله القاضي ماذا سينفجر: الكيس أم حامله؟ فأجاب: الكيس. وأكد أنه قضى ليلة ما قبل الهجمات برفقة الانتحاريين في مسكن العماري وان عبدالفتاح بولقيضان أمّ بهم صلاة الفجر، واستغرقوا قبل ذلك في مشاهدة شريط فيديو عن الجنة والنار، وانهم عمدوا إلى حلق لحاهم قبل صلاة المغرب. وقال إن أحد الانتحاريين قدم لهم قبل ذلك ورقة استخرجها من الانترنت حول صنع المتفجرات. وحين سأله القاضي هل كانت بالعربية أم الانكليزية، أجاب انه لم يرها. وسُئل مرة ثانية عن ارجاء تنفيذ الهجمات التي كانت مقررة في التاسع من أيار، بسبب عدم حيازة قارورات كافية لحشوها بالمتفجرات، فنفى المتهم ذلك. لكنه أكد مكوثه في مسكنه من التاسع من الشهر ذاته إلى الرابع عشر منه. وقال إنه كان يغادره لأداء الصلاة فقط. وسُئل هل كان يعتزم الهروب إلى الجزائر بعد الهجمات، فأجاب بأنه كان يرغب في الهجرة غير الشرعية برفقة المتهم محمد مهيم. كما اعترف بانتسابه سابقاً إلى "العدل والإحسان"، بيد أنه انشق عنها بإغراء من صديقه محمد الزودي. واعترف المتهم محمد مهيم انه شارك أفراداً من الجماعة في "نزهات" في وادي المالح شرق مدينة المحمدية. إلا ان محاضر التحقيقات أفادت انها استخدمت في التدريب على المتفجرات. وقال المتهم عزالدين غراف انه لا ينتسب الى "السلفية الجهادية" ولم يشارك في أي عمليات لهذه الجماعة. لكنه تدارك بأنه علم بهجمات الدار البيضاء بعد وقوعها وتناهى الى علمه لدى وجوده في منطقة وادي المالح ان عبدالرزاق الرتيوي وعبدالله الاكرج شاركا فيها… إلا انه لم يبلغ رجال الأمن بذلك. وقال المتهم حسن بن حضو ان مهيم طلب منه الالتحاق به في وادي المالح بعد هجمات الدار البيضاء ووجده هناك برفقة حسن الطاوسي. وأقر المتهم بعلاقته بعبدالحق "مول الصباط" الذي توفي أثناء التحقيق وتردد انه كان أميراً للانتحاريين الأربعة عشر. لكن حسن أكد ان تلك العلاقة كانت ذات طابع تجاري فقط.