قضت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء على اربعة متهمين في هجمات الدار البيضاء في 16 ايار مايو الماضي والتي اسفرت عن مقتل 45 شخصاً بالاعدام، وهم الانتحاريون محمد العماري الذي لم يفجّر نفسه في "فندق فرح"، ورشيد جليل الذي كان مكلفاً الهجوم على مقبرة يهودية وياسين الحنش الذي كان سيفجر مواقع في الصويرة، وحسن الطاوسي الذي تخلّف عن تنفيذ العمليات في آخر لحظة. كما قضت بالسجن المؤبد على احد شيوخ السلفية زكريا الميلودي وأكثر من ثلاثين آخرين، في مقدمهم المختار باعود وخالد مرسل وعبدالغني الشافعي وابراهيم فردوس وابراهيم العاشري، وبالسجن ثلاثين عاماً على الشيوخ محمد الفيزازي وعبدالكريم الشاذلي وعمر الحمدوشي، اضافة الى متورطين آخرين بينهم عبدالرزاق الرتيوي وعزيز الشافعي وخالد النقيري وحسن بن حفو وآخرين. ودانت 15 متهماً بالسجن عشرين سنة. كما حكمت على تسعة متهمين بالسجن عشر سنوات وآخرين بثماني سنوات وست سنوات، وعلى محمد مرزوق ومحمد معزوز بالسجن لفترة عشرة شهور. وقبل ان تختلي المحكمة للمداولة استمعت الى افادات المتهمين الذين يزيد عددهم على ال80. وقال الانتحاري الرابع عشر محمد العماري ان جميع المتهمين ابرياء. وحين طلب اليه رئيس المحكمة الحديث عن نفسه فقط، اجاب ان رجال الامن طلبوا منه الادلاء بعشرين اسماً لمتهمين كانوا يعتزمون تفجير اماكن اخرى خارج الدار البيضاء. وقال المتهم رشيد جليل انه رفض تنفيذ الهجمات، "وقلت للانتحارين لن اذهب معكم. لكنهم ارغموني على ذلك بالقوة". وتحدى المتهم ياسين الحنش المحكمة ان تجد دلائل على تورطه. وقال: "في حال عثرتم على ادلة احكموا علي بما تشاؤون" لكن المتهم حسن الطاوسي اكتفى بالدفاع عن شيوخ "السلفية الجهادية" قائلاً ان هؤلاء "لا علاقة لهم بالاحداث، وهم ابرياء براءة الذئب من دم يعقوب". وأوضح المتهم محمد الفيزازي: "انا رجل مسلم وداعية للسلام، وقد جعلت من دعوتي وسيلة لمحاربة الشر". وقال: "عاملني رجال الشرطة معاملة حسنة بخلاف ما حدث للآخرين". وفي اشارة الى ما نسب اليه من دعوة إلى اهدار دم الخارجين عن الاسلام، في برنامج تلفزيوني قال: "لو رجعتم الى تلك الحلقة بالذات لوجدتم انني دافعت عن الوحدة الترابية لبلدي وطالبت الغرب بالخروج من سبتة ومليلية المحتلتين شمال البلاد". ومن جهته، قال الشيخ عبدالكريم الشاذلي: "انا رجل فكر ودراسة ومن المختصين في الفكر السلفي، لا صلة لي بالاحداث، وانا مريض بالقلب". وقال زكريا الميلودي: "كل الادلة تؤكد انني لا اكفر احداً. انا بريء واسأل الله ان يرحم جميع المسلمين". اما المتهم عمر الحدوش فقد صرح: "انا رجل فقه وحديث ولا علاقة لي بالاحداث ولا اعلم كيف اقحمت فيها. واقول للمدعي العام: عند الله يجتمع الخصوم والى الله المشتكى". وكان لافتاً ان احد المتهمين دافع عن نفسه بتأكيد انه منحرف. وقال يونس ماكور: "انا شخص منحرف ولا علاقة لي بأصحاب اللحى. وكيف افجر نفسي وانا اشرب الخمر". في حين نفى المتهم محمد الطور أي علاقة له بالملف. وقال: "ارشدت رجال الامن الى موقع اختفاء حسن الطاوسي في برشيد جنوبالدار البيضاء واخبروني انني سأكون شاهداً في المحاكمة". وردد المتهم محمد مهيم: "أنا رجل أمي، لم اطلع على أي شيء". وقال عز الدين غران: "انا طفل صغير بريء من هذه التهم، انا ضحية فقط". ودافع عبدالصمد الولد عن متهم آخر بالقول ان عبدالرزاق الرتيوي رفض الذهاب مع الانتحاريين. بينما ابدى الاخير استغرابه قائلاً: "لم افهم لماذا يدافع عني المحامي". وعرض سعيد الملولي الى مفهومه لتغيير المنكر قائلاً: "انا اؤمن بما جاء به الالباني إذ يقول ان الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ينقسم الى ثلاث قواعد. فتغيير المنكر باليد من اختصاص السلطة. وباللسان من اختصاص العلماء. اما انا فأصنف في تغيير بالقلب". وقال سعيد اكمير ان الدين الاسلامي يدعو الى الرحمة والتسامح و"اخبرني رجال الامن ان القاضي يحمل في حقيبته الف سنة من السجن". الى ذلك اصدرت محكمة الاستئناف في الرباط احكاماً بالسجن تراوح بين خمس سنوات والمؤبد على اعضاء ضد شبكة متهمة بالقيام باعمال ارهابية على خلفية هجوم انتحاري على مركز للاصطياف نفّذه احد المهاجمين قبل ان يذبح نفسه.