دخلت بريطانيا على خط مفاوضات السلام المتعثرة بين الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان" بزعامة الدكتور جون قرنق. وبدأ مبعوث بريطاني خاص مكلف ملف السلام في السودان، محادثات أمس في الخرطوم، حيث عرض اقتراحات تضمن حلولاً توفيقية لتجاوز المصاعب قبل استئناف الجولة المقبلة من المفاوضات. وفي الإطار ذاته، اقترحت "الحركة الشعبية" تشكيل لجنة من طرفي النزاع للاتفاق على جدول أعمال المفاوضات قبل عقدها في العاشر من أيلول سبتمبر المقبل في كينيا. طرح المبعوث البريطاني إلى السلام في السودان الن غولتي أفكاراً على قادة الحكم في الخرطوم لتجاوز المصاعب التي تواجه المحادثات مع "الحركة الشعبية لتحرير السودان" وتسريع عملية السلام، فيما أعلن الرئيس عمر البشير ان مبادرة "السلطة الحكومية للتنمية" في شرق افريقيا ايغاد حسمت 80 في المئة من المشكلة السودانية. وأجرى السفير غولتي محادثات أمس مع النائب الأول للرئيس علي عثمان محمد طه والأمين العام للحزب الحاكم الدكتور إبراهيم أحمد عمر ركزت على القضايا الخلافية التي أدت إلى تعثر جولة المفاوضات الأخيرة بين الحكومة و"الحركة الشعبية" وإمكان معالجتها. وعلم أن غولتي طرح أفكاراً لتجاوز المسائل الإجرائية والتوصل إلى حلول توفيقية في شأن مسائل اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية، وسيلتقي اليوم مستشار الرئيس لشؤون السلام الدكتور غازي صلاح الدين وأحزاب "الأمة" و"الاتحادي الديموقراطي" و"تجمع الأحزاب الافريقية" قبل عقد مؤتمر صحافي لإعلان نتائج زيارته إلى الخرطوم ولقاءاته مع قيادة "الحركة الشعبية" في نيروبي. إلى ذلك، اقترحت "الحركة الشعبية" تشكيل لجنة تضم ممثلين عن "الحركة" والحكومة السودانية لإعداد جدول أعمال للجولة المقبلة من المفاوضات بين الطرفين، والتي يتوقع أن تستأنف في العاشر من الشهر المقبل في كينيا. وقال مصدر قريب إلى المفاوضين إن الاقتراح يأتي في إطار التحضير الجيد والجدي قبل بدء المفاوضات المباشرة في شأن القضايا الخلافية. ويتوقع أن يعود الطرفان إلى مناقشة قضايا السلطة والثروة والترتيبات الأمنية وقضية المناطق الثلاث المهمشة في إطار آلية التفاوض الشاملة. في الإطار ذاته، جدد البشير التزام حكومته منبر "ايغاد" لإقرار السلام في السودان، وتعهد انهاء كل الخلافات مع اوغندا المجاورة، موضحاً أن ما تحقق عبر محادثات السلام التي جرت حتى الآن يتجاوز 80 في المئة من المشكلة السودانية. وأعلن لدى تسلمه أوراق اعتماد سفيري كينياواوغندا الجديدين في الخرطوم اليجا مليكيا ومدل سبيوجا، حرص حكومته على انهاء خلافاتها مع كمبالا وتطوير العلاقات بين البلدين. "الأمة" من جهة أخرى، علق حزب "الأمة" المعارض، بزعامة رئيس الوزراء السابق الصادق المهدي، مشاركته في كل مبادرات الحوار الوطني مع الحكومة وعدم المشاركة في أي حوار مستقبلاً ما لم يتحقق جو ملائم للحوار برفع حال الطوارئ وإلغاء القوانين المقيدة للحريات والافراج عن المعتقلين السياسيين. ورأى المكتب السياسي لحزب "الأمة" في اجتماعه ليل الثلثاء - الأربعاء ان الحوار لا يمكن أن يفضي إلى نتيجة في غياب الحرية والمساواة. ودعا إلى ممارسة ضغوط على الحكومة و"الحركة الشعبية" وحثهما على تسريع التوقيع على اتفاق نهائي للسلام قبل نهاية أيلول المقبل. وكانت أحزاب المعارضة الرئيسية انتقدت الحكومة واتهمتها بالمراوغة والمناورة في مساعي الاجماع الوطني، وجددت مطالبتها برفع حال الطوارئ والافراج عن المعتقلين السياسيين وإلغاء القوانين المقيدة للحريات. كما أعلنت رفضها التعامل مع لجنة من عشرة أعضاء اعتمدتها الرئاسة لإدارة حوار مع القوى السياسية. تمرد دارفور وعلى صعيد آخر، طرح نواب الحزب الحاكم في البرلمان من ولايات دارفور الغربية اقتراحات على الحكومة لاحتواء التمرد المسلح الذي ينشط في غرب البلاد، وذلك خلال لقائهم النائب الأول للرئيس، ويعتزمون رفع مذكرة اليوم إلى البشير تحمل اقتراحاتهم لحل الأزمة. وأقرت الخرطوم ايفاد المسؤول السياسي في الحزب الحاكم الشفيع أحمد محمد، والقياديين في الحزب صديق آدم، وحاكم ولاية شمال دارفور السابق الفريق إبراهيم سليمان، ورئيس هيئة أركان الجيش السابق الفريق مهدي بابو نمر، إلى المانيا لإدارة حوار مع القيادة السياسية لمتمردي دافور ورموز المنطقة الذين يشاركون في مؤتمر اتحاد المناطق المهمشة الذي يعقد هناك نهاية الشهر الجاري.