تسلم وفدا الحكومة السودانية و"الحركة الشعبية لتحرير السودان"، لدى بدء الجولة السادسة من مفاوضات السلام السودانية في كينيا أمس، اقتراحات شاملة أعدها الوسطاء لمعالجة القضايا الخلافية المتصلة باقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية، ودخل الجانبان في محادثات مباشرة تستمر حتى يوم السبت المقبل. وفي غضون ذلك، أعلن في الخرطوم أمس ان الرئيسين السوداني عمر البشير والأوغندي يويري موسيفيني سيعقدان اجتماعاً لمعالجة التوتر القائم بين البلدين، إثر اتهام كمبالا الخرطوم بمعاودة دعم المعارضة الأوغندية المسلحة التي تنطلق من جنوب السودان. فرض وسطاء الهيئة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا ايغاد اجراءات مشددة على مفاوضات السلام وأبعدوا الصحافيين وضربوا طوقاً من السرية على المحادثات التي تجري في منتجع باركون المتاخم لضاحية ناكورو 140 كيلومتراً غرب نيروبي. وحدد كبير مفاوضي "ايغاد" الجنرال الكيني لازاراس سيمبويو سبعة مفاوضين من كل طرف وترأس الوفد الحكومي وزير الدولة للسلام ادريس محمد عبدالقادر ووفد الحركة القيادي نيال دينغ. وعكف طرفا النزاع في درس اقتراحات طرحها سيمبويو لتجاوز الخلاف في شأن اقتسام السلطة والثروة والترتيبات الأمنية ووضع العاصمة والمناطق المهمشة الثلاث جبال النوبة وجنوب النيل الأزرق وابيي. وأبدى مسؤول حكومي قريب من المحادثات تفاؤلاً باحراز تقدم والتوصل الى مسودة اتفاق شامل، على رغم تباعد مواقف الطرفين من القضايا الخلافية. لكنه امتنع عن تحديد موعد لانجاز الاتفاق. وأكد المسؤول السياسي في الحزب الحاكم الشفيع أحمد محمد ان موضوع العاصمة ووضعها خلال الفترة الانتقالية "لن يكون عثبة أمام إقرار اتفاق كامل". ورأى ان "هناك خيارات عدة"، وان حزبه "ليست لديه حساسية في أن تكون العاصمة القومية في شمال البلاد أو جنوبها". وفي تطور ذي صلة، يصل الى الخرطوم في بداية النصف الثاني من الشهر الجاري المبعوث الرئاسي الاميركي الى السودان جون دانفورث على رأس وفد رفيع المستوى من وزارة الخارجية الاميركية ضمن جولة تشمل القاهرةونيروبي لاجراء محادثات مع المسؤولين في الحكومة و"الحركة الشعبية" والتجمع المعارض والقيادتين المصرية والكينية. وتعتبر هذه آخر زيارة تقوم بها دانفورث في اطار مهمته لتسريع عملية السلام ومناقشة ضماناتها، والدور الاقليمي الافريقي والعربي المنتظر بعد إقرار اتفاق سلام نهائي. وأفادت معلومات في الخرطوم ان أحزاب الأمة بزعامة الصادق المهدي والاتحادي الديموقراطي برئاسة محمد عثمان الميرغني والمؤتمر الشعبي بزعامة الدكتور حسن الترابي تصوغ حالياً مذكرة مشتركة تعتزم تسليمها الى دانفورث في القاهرة. وتحوي المذكرة رؤية هذه الأحزاب في شأن قضايا السلام والدستور والانتخابات والفترة الانتقالية. البشير وموسيفيني على صعيد آخر، أعلن السفير السوداني في كمبالا سراج الدين حامد ان اتفاقاً تم على عقد لقاء يجمع الرئيسين السوداني عمر البشير والأوغندي يوري موسيفيني الخميس المقبل على هامش القمة الافريقية التي تعقد في موزمبيق لاحتواء التوتر في علاقات البلدين إثر تجدد الاتهامات الاوغندية للسودان بمعاودة دعم متمردي حركة "جيش الرب" المناهضة لنظام الحكم الاوغندي. وسلم وفد عسكري اوغندي أنهى الخميس زيارة الى الخرطوم مسؤولين في وزارة الدفاع السودانية وثيقة من 60 صفحة تحوي "أدلة وقرائن وأسماء شخصيات في الجيش السوداني" تتهما كمبالا بدعم جيش الرب بالأسلحة والعتاد. وطالبت الوثيقة بمعاقبة هؤلاء ووعدت الخرطوم بالرد على الاتهامات بحلول 17 من الشهر الجاري. وهدد وزير الدفاع الاوغندي أمامبازي أول من أمس باجتياح جنوب السودان كما فعل الجيش الأوغندي في العام 1997 حين توقف على بعد 39 كيلومتراً فقط من مدينة جوبا كبرى مدن الجنوب.