تجدد التوتر بين نيودلهي والاحزاب المسلمة في كشمير وانحاء البلاد، اثر اتهام السلطات الهندية الاسلاميين بالوقوف وراء انفجار سيارتين مفخختين في بومباي العاصمة التجارية للهند امس، مما اسفر عن مقتل اكثر من 46 شخصاً وإصابة نحو 150 آخرين. وربط مسؤولون في نيودلهي التفجيرين، بصدور تقرير رسمي هندي جاء مغايراً لمصلحة المسلمين في قضية النزاع على المسجد البابري التاريخي في مدينة ايوديا شمال الذي دمره المتطرفون الهندوس عام 1992 بحجة انه بني فوق انقاض معبد تاريخي هندوسي. وخلص التقرير الى وجود آثار لمعلم تاريخي تحت انقاض المسجد الذي بني في القرن السادس عشر. راجع ص 7 وفي الوقت نفسه، علق لال كريشنا ادفاني نائب رئيس الوزراء الهندي على انفجاري بومباي بالقول ان "هجمات مماثلة في السابق نفذتها الحركة الإسلامية الطالبية في الهند" التي تعمل بالتحالف مع جماعة "عسكر الطيبة" الكشميرية المناهضة لنيودلهي. ولوحظ ان اتهام ادفاني الذي يعتبر ابرز صقور الحزب الحاكم، جاء عشية زيارة رئيس الوزراء آتال بيهاري فاجبايي لكشمير غداً الاربعاء، في حين دعت الأحزاب الكشميرية الى اضراب عام في الولاية احتجاجاً على الزيارة. ومعلوم ان رئيس الوزراء الهندي يواجه معارضة داخلية لمحاولته الانفتاح على الكشميريين والباكستانيين، بغية احلال السلام في المنطقة، فيما تشكك الاحزاب الكشميرية في مساعيه. انفجارا بومباي وافادت التقارير ان الهجومين في بومباي نفذا بسيارتين مفخختين، انفجرت الأولى في موقع "غايتواي اوف انديا" بوابة الهند السياحي الساحلي الذي بناه البريطانيون عام 1911، فيما انفجرت الثانية بعد نحو نصف ساعة في سوق "زافيري بازار" للمجوهرات المكتظة بالمارة والمتسوقين والمجاورة لمعبد هندوسي. وعلى الاثر وضعت القوات الامنية في ولاية ماهاراشترا ومدينة نيودلهي وولاية غوجارات الغربية في حال تأهب قصوى. واعلن مفوض الشرطة في بومباي جاود احمد ان التفجيرين قد يكونان رد فعل غاضب على صدور التقرير الهندي عن المسجد البابري. وفي غضون ذلك، دانت باكستان وبريطانيا والإتحاد الأوروبي التفجيرين "الإرهابيين". وطلبت وزارة الخارجية البريطانية من مواطنيها الحذر اثناء زيارتهم نيودلهي، فيما اعتبر وزير الخارجية جاك سترو ان الهجوم يشكل حافزاً اضافياً على مواجهة "سم الإرهاب الدولي".