سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
وزير السياحة السوري ل "الحياة": إجراءات حاسمة لتسهيل قدوم الخليجيين ... وخط ساخن على المعابر الحدودية . اغه القلعة : الحرب على العراق خفضت السياح بنسبة 36 في المئة ... وبدأنا بتعويض الخسائر
قدر وزير السياحة الدكتور سعدالله اغه القلعة خسائر سورية من الحرب على العراق بنحو 211 مليون دولار اميركي بسبب تراجع عدد السياح بنسبة 36 في المئة عما كانت تخطط له الحكومة السورية، لكنه اعرب عن "التفاؤل" بتجاوز هذا الانخفاض في نهاية العام الجاري "بعد الارقام المشجعة" في الشهر الماضي. وقال القلعة في حديث الى "الحياة" ان الحكومة اتخذت "اجراءات حاسمة" لتسهيل دخول الخليجيين الذين يشكلون 25 في المئة من إجمالي عدد السياح العرب والاجانب بينها توفير "خط ساخن" على المعابر الحدودية للتدخل عند الضرورة، اضافة الى وجود مندوبين للوزارة لتسهيل الاجراءات التي ليس بينها تأشيرة دخول للعرب. وكان اجمالي انفاق الزائرين بمن فيهم المغتربون السوريون وصل الى 1.4 بليون دولار اميركي في العام الماضي بعدما ارتفع عدد السياح الى 2.131 مليون. وهنا نص الحديث: طرح أن سورية تسعى إلى تحويل السياحة صناعة استراتيجية، فما هي مقومات ذلك؟ - تعتمد السياحة السورية على مقومات كثيرة. فسورية متحف كبير يضم آثاراً من أكثر من 20 حضارة مختلفة ترسم بمجملها تاريخ الحضارة الإنسانية وتحقق تنوعاً قل نظيره على المستوى العالمي. كما أن الطبيعة فيها متنوعة، من ساحل وجبال وغابات وبادية وأنهار ومغائر وكهوف وبحيرات طبيعية واصطناعية ومشاتٍ ومصايف، ما يوفر مع تنوع الآثار والمدن القديمة بأسواقها وخاناتها وبيوتها وحرفها اليدوية وصناعاتها التقليدية منتجاً سياحياً مركباً جاذباً وفريداً من نوعه. كما تتميز سورية بموقع جغرافي فريد نظراً إلى وقوعها عند تلاقي دروب، العالم حيث جعلها ذلك على مر العصور مقصداً للشعوب والأفكار، ما جعل تقاليد الضيافة متأصلة لدى شعبها. كما وضعها هذا الموقع الجغرافي على مسافة قريبة من غالبية الدول المصدرة للسيّاح. ويمكن أن نضيف أن سورية دولة مستقرة سياسياً وأمنياً وهذا عنصر مهم جداً للسياحة، كما انها تحافظ على نسيج تراثها الثقافي المميز وتوفر منتجات رخيصة وبجودة عالية لسياحة التسوق، وطبعاً يمكن التنويه، بالإضافة إلى كل ما سبق ذكره، بتوافر بنية تحتية جيدة في سورية من طرق سريعة وسكك حديد ووسائل اتصال حديثة. لماذا لم يتحقق هذا الطموح في الفترة السابقة؟ - لا يزال واقع السياحة في سورية بعيداًً عن تحقيق الحد الأدنى الذي تسمح به المقومات الكثيرة التي تتمتع بها سورية على رغم الجهود الكبيرة التي بذلت سابقاً نظراً إلى أنها لم تحتل في ما مضى موقعها المطلوب كصناعة ذات أولوية. كان تحقيق الطموح يحتاج لاستراتيجية متكاملة ولتنسيق العمل بين الوزارات والجهات المعنية من خلال آليات ملزمة لتحقيق تلك الاستراتيجية، إضافة إلى أنها كانت تحتاج لتفعيل دور القطاع الخاص السياحي والتنسيق بين مختلف فعالياته في إطار تنظيمي واضح، بما يكفل ضمان جودة الخدمات فيه وتقديم منتج سياحي متكامل ومتنوع وغني بالأنشطة السياحية يتوافق مع المقومات السياحية وتنوعها ويخرج عن الاعتماد على نقاط الجذب التقليدية، اضافة الى تخصيص الموازنات اللازمة للقيام بحملات الترويج والتسويق الخارجية. ومع أن قرارات تشجيع الاستثمار السياحي التي صدرت عن المجلس الأعلى للسياحة سنة 1985 كانت سابقة لغيرها مع شروط تعتبر متطورة في حينه، حيث تضمنت إعفاءات وتسهيلات كثيرة، فقد تبين لاحقاً أهمية تبسيط الإجراءات الإدارية المؤدية للترخيص السياحي إضافة إلى ضرورة اعتماد التسوق كنشاط سياحي وإضافة تسهيلات وإعفاءات لتشجيع الأنشطة السياحية المحرضة للإنفاق السياحي. ونحن نعتقد بأن الإجراءات التي تمت في كل هذه المجالات أخيراً وبتعاون مختلف الجهات المعنية كفيلة بتحقيق الهدف الأساسي المتجسد بتحويل السياحة إلى رافد أساسي للاقتصاد الوطني السوري. تراجع عدد السياح في سورية في الأشهر الستة الأولى من العام 2003 بنسبة 18 في المئة قياساً بالعام الماضي. هل يعود ذلك إلى الحرب على العراق أم إلى أسباب أخرى؟ - كان واقع تراجع عدد السياح في الأشهر الأخيرة صحيحاً حتى نهاية حزيران يونيو الماضي، لكنه تغير حالياً بعد عودة القدوم السياحي إلى معدلاته الطبيعية في مواسم الاصطياف. فقد وصل عدد السياح في شهر تموز تموز 2003 وبعد إغفال زوار اليوم الواحد إلى 343494 سائحاً بزيادة 8.6 في المئة نسبة إلى عدد السياح الذين قدموا في شهر تموز 2002، وفي هذا استعادة مهمة للقدوم السياحي. كما انخفض التراجع في عدد السياح منذ بداية العام من 18 في المئة حتى نهاية حزيران إلى 12 في المئة فقط حتى نهاية تموز، ونحن متفائلون أنه في حال استمرار الوضع كما هو عليه فسنتمكن من تجاوز الانخفاض الذي حصل بسبب حرب العراق مع حلول نهاية العام 2003. على كل حال، وللإجابة على السؤال، لا بد من دراسة وضع السياحة في سورية قبل الحرب على العراق وهل كان جيداً لنقارنه مع الوضع بعد الحرب كي نتأكد من أن أسباب الانخفاض المسجل حتى نهاية حزيران هذا العام تعود للحرب ذاتها أم لأسباب أخرى؟ لنعد إذاً إلى العام 2002 ولنقارنه بالعام 2001، فقد ازداد عدد السياح القادمين إلى سورية بين عامي 2001 و2002 بنسبة 17 في المئة وهي نسبة كبيرة في مقاييس الأداء السياحي الدولي حيث وصل عدد السياح في 2001 إلى 1.815 مليون سائح وارتفع إلى 2.131 مليون سائح في 2002. هذا طبعاً من دون احتساب السوريين المغتربين الذين يأتون لزيارة للوطن. كما ارتفع الإنفاق السياحي للعرب والأجانب بين 2001 و2002 بنسبة 9 في المئة، اذ وصل في 2001 إلى 42 بليون ليرة سورية حوالى 800 مليون دولار وارتفع إلى 46 بليون ليرة سورية في 2002 885 مليون دولار فيما وصل مجموع الإنفاق السياحي مع احتساب إنفاق السوريين المغتربين إلى 71 بليون ليرة سورية حوالى 1.4 بليون دولار في 2002. بالنتيجة، كان العام 2002 عاماً جيداً نسبياً، على رغم أن هذا لم يكن الاتجاه السائد في العديد من دول العالم. ويعود هذا النجاح النسبي إلى أسباب عدة، منها أن تركيب السياحة السورية يتجه أساساً إلى السياحة العربية وليس إلى السياحة الأوروبية التي تأثرت بعد أحداث 11 أيلول سبتمبر، حيث تصل نسبة السياح العرب إلى 70 في المئة من إجمالي عدد السياح، فيما تحقق السياحة الدينية للقادمين من الدول الإسلامية 16 في المئة، ليبقى 14 المئة لباقي دول العالم، بما فيها الدول الأوروبية. وإذا عدنا إلى الفترة التي تلت أحداث 11 أيلول في الولاياتالمتحدة، لتذكرنا أن المنطقة بكاملها سجلت انخفاضاً كبيراً للسياحة الأوروبية وهو ما حصل أيضاً في سورية، ولكن نسبة السياحة الأوروبية التي لا تتجاوز 9 في المئة من مجمل عدد السياح لم تؤثر على الزيادة الكبيرة التي سجلت في عدد السياح العرب والذين حولوا مقاصدهم السياحية من أوروبا والولاياتالمتحدة إلى المنطقة العربية وشرق آسيا نتيجة الإجراءات الأمنية التي اتخذتها تلك الدول. وطبعاً تأتي سورية دوماً في مقدمة المقاصد العربية السياحية تقليدياً، نظراً إلى أنها لا تطلب تأشيرة دخول من الأشقاء العرب، كما أن طبيعتها الخلابة وتنوعها إضافة إلى البنية التحتية السياحية المتوافرة، ساهمت في ارتفاع كبير في إجمالي عدد السياح العرب. خسارة العام 2003 هل استمر ذلك في العام الجاري؟ - تابع هذا التحول الإيجابي مساره، فقد وصل المجموع العام للسياح أي بعد استبعاد زوار اليوم الواحد من الدول المجاورة، إلى 132 ألفاً في كانون الثاني يناير مقابل 97 ألفاً في الشهر نفسه من العام 2002 أي بزيادة 36 في المئة. ثم بدأت التهديدات الأميركية بالحرب على العراق تؤثر بدءاً من شباط فبراير فانخفض عدد السياح بنسبة 10 في المئة تقريباً. وتكرّس اتجاه الانخفاض في الأشهر التالية حيث سجلت نسبة السياح في الأشهر المحيطة بالحرب، وهي آذار مارس ونيسان ابريل وأيار مايو وحزيران انخفاضاً بنسبة 30 في المئة ثم 32 في المئة ثم 29 في المئة ثم 22 في المئة، لنستعيد اتجاه التزايد في تموز محققين زيادة مقدارها 8.6 في المئة على العام الماضي كما أسلفنا. وهذا طبيعي فقد وقعت الحرب بين آذار ونيسان وبقيت تداعياتها في أيار وحزيران، ثم سجلنا استعادة إتجاه التزايد. أما بالنسبة إلى الانخفاض الإجمالي في الأشهر الأولى من العام 2003 فقد وصل إلى حوالى 18 في المئة عن مثيله في العام الماضي ثم أصبح 12 في المئة في الأشهر السبعة الأولى بعد الزيادة المحققة في تموز. ما هو اجمالي الخسائر من جراء الحرب على العراق؟ - لو تابع القدوم السياحي تزايده كما كان حتى أوائل شباط 2003 لكان حقق زيادة مقدارها 18 في المئة، وهي الزيادة المسجلة وسطياً في 2002 ، لكنه حقق انخفاضاً مقداره 18 في المئة في الأشهر الستة الأولى، بمعنى أن الفرق بين المخطط والمحقق وصل إلى 36 المئة في تلك الفترة. وإذا اعتمدنا على تقديرات الإنفاق السياحي الخارجي في سورية والتي وصلت في 2002 إلى 1.4 بليون دولار، وبما أن نسبة السياح في الأشهر الستة الأولى من السنة هي 42 المئة منهم لكامل السنة فيكون الإنفاق السياحي المخطط في 6 أشهر هو 588 مليون دولار وتكون الخسارة حوالى 211 مليون دولار. طالما انكم تعتمدون على السياحة العربية، فما هي جهودكم الترويجية لجذب العرب؟ - كان الوقت محدوداً جداً هذا العام أمام الترويج الذي يفترض أن نقوم به في بدايته تمهيداً لموسم الصيف. ومع ذلك فقد تم استدراك ذلك من خلال تحويل الوزارة لموقعها على الإنترنت باللغة العربية إلى بنك معلومات سياحي يتضمن معلومات كاملة عن البنية السياحية السورية إضافة إلى زيارات افتراضية للمواقع المهمة بما يسمح بتوظيفه في الترويج السياحي إلى جانب استضافة عدد من الصحافيين العرب لإنجاز مواد مكتوبة ومرئية نشرت في وسائل الإعلام. وتم كذلك المشاركة خلال 2002 وبداية 2003 في معارض سياحية عدة في الإمارات العربية المتحدة و لبنان ومصر والسعودية والبحرين إضافة إلى إقامة أسابيع سياحية ناجحة في كل من الجزائر وعمان والمشاركة في مهرجانين في دبي تميزت فيهما المشاركة السورية بوضوح، وكذلك المشاركة في مهرجان حياة البادية العربية الذي أقيم في دبي على هامش مهرجان التسوق. هل لا تزال السياحة الخليجية اساسية؟ - تعتبر السياحة الخليجية من أهم روافد السياحة في سورية. وهي سياحة اعتبرت سورية ومنذ مدة طويلة كأحد أهم مقاصدها نظراً إلى أواصر المحبة التي تربط سورية بالأشقاء العرب في دول الخليج وبسبب عدم حاجتهم لتأشيرة دخول وبسبب الارتباط الجغرافي، ما يسمح لهم بالقدوم براً وبشكل عائلي مريح، إضافة إلى المقومات السياحية التاريخية والطبيعية التي تتميز بها سورية وتحقق استجابة لمتطلبات السياحة الخليجية. ويسجل عدد السياح الخليجيين نسبة 25 في المئة من إجمالي عدد السياح العرب والأجانب، حيث وصل في 2002 إلى 530 ألفاً، كما تحقق السياحة الخليجية ما يقابل 30 في المئة من إجمالي الليالي السياحية حيث حققت أكثر من ستة ملايين ليلة سياحية في 2002 ووصل الإنفاق إلى 39 في المئة من إجمالي إنفاق السياح العرب والأجانب أي ما يقابل حوالى 18 بليون ليرة سورية 346 مليون دولار في 2002 في حين وصل متوسط إقامة السياح الخليجيين إلى 12 ليلة ويحقق متوسط إنفاق السائح الخليجي 157 في المئة من المتوسط العام لإنفاق السياح العرب والأجانب في سورية. وتجدر الإشارة إلى أن 70 في المئة من الخليجيين يفضلون الإقامة في الشقق المفروشة. ويأتي إنفاقهم في المرتبة الثانية بعد إنفاق السوريين المغتربين الذين حققوا في 2002 إنفاقاً وصل إلى 25 بليون ليرة حوالى 500 مليون دولار. هل تتوقعون بالنتيجة قدوماً سياحياً مهماً من دول الخليج هذا الصيف؟ - يأتي موسم الصيف هذا العام في ظل متغيرات جديدة. فبعد حرب العراق تأتي استعادة السياحة العربية لحركتها في ظل الواقع الجديد الناجم عن انتشار مرض السارس في بعض الدول، ما قد يؤثر في توجهات السياحة عموماً والعربية خصوصاً ويوجهها إلى مقاصد أخرى تأتي سورية في طليعتها، نظراً إلى كل مقوماتها السياحية إضافة إلى خلوها من هذا المرض. وهنا يجدر التنويه بالإجراءات الفعالة التي اتخذتها وزارة الصحة السورية لتحصين سورية أمام مرض السارس وضمان خلوها منه. من هنا فنحن نتوقع استعادة للقدوم السياحي وبنسب متزايدة مع قدوم الصيف وهو ما أثبتته أعداد السياح في تموز. هل هناك تسهيلات جديدة للسائح العربي وتحديداً الخليجي هذا الموسم؟ تقدم سورية تسهيلات كثيرة: أولها أن السائح العربي والخليجي ليس بحاجة إلى تأشيرة دخول إلى سورية فهو إذاً يستطيع أن يقرر القدوم في أي لحظة ويأتي مباشرة. ونظراً إلى أن السائح الخليجي وبسبب الارتباط البري المباشر مع سورية يأتي عادة عائلياً وبسيارته، ما يسهل عليه الحركة من دون أن يضطر لاستئجار وسائط النقل ما يجعله أيضاً يحس بأنه في بيته. وقد اتخذت إجراءات كثيرة لضمان الدخول السهل والسريع في الحدود خصوصاً من خلال تواجد ممثلي وزارة السياحة في المعابر الحدودية وعلى مدار الساعة لمساعدة السياح الخليجيين على إنجاز إجراءات الدخول، كما توفر وزارة السياحة خطاً ساخناً مع ممثليها في المعابر الحدودية للتدخل عند الضرورة. هل هناك نشاطات اخرى؟ - تشجع وزارة السياحة المهرجانات والحفلات الفنية والنشاطات العائلية والخاصة بالأطفال، وطبعت الوزارة هذا العام دليلاً عن مجمل النشاطات الفنية والثقافية والترفيهية ليوزع في المعابر الحدودية، يحدد تلك النشاطات ومواعيدها ومواقعها ومنها مهرجان بصرى ومهرجان المحبة ومهرجان السينما، وهي مهرجانات غنية بالحفلات والنشاطات الثقافية والرياضية. كما تتوافر في سورية منشآت خاصة بالألعاب المتطورة مخصصة للأطفال والشباب وبالتدريبات على أنواع الرياضة كركوب الخيل والغولف وكذلك عروض الأزياء والمنتجات المتنوعة إضافة إلى أشكال المسابقات المختلفة والمسلية.