لندن - "الحياة" ما الذي يفرق بين الكويتيين والعرب من ناحية، وبين البلجيكيين؟. انه بريطانيا. هذا على الأقل ما أظهرته الاحصاءات الأخيرة التي نشرتها "هيئة السياحة البريطانية"، والتي كشفت أن العرب لا يزالون يحتلون المرتبة الأولى بين أكثر السياح الدوليين إنفاقاً في السوق البريطانية. وأشارت الاحصاءات إلى أن متوسط زيارة الكويتيين والعرب من دول شرق أوسطية عدة كان في حدود 17 ليلة للسائح الواحد منهم، وأن متوسط إنفاقهم كان في حدود 1419 جنيهاً نحو 2300 دولار للزائر. أما البليجيكيون فاحتلوا المرتبة الأخيرة بين السياح الأجانب إنفاقاً وإقامة، إذ لم يتجاوز متوسط إقامة الواحد منهم ثلاث ليال سياحية ومتوسط إنفاقه 163 جنيهاً. وشكل الأميركيون مصدر الكتلة الأكبر من الانفاق إذ بلغ مجموع إنفاقهم السنة الماضية 4،2 بليون جنيه، وهو ما يظهر أهمية الحركة السياحية الوافدة من الولاياتالمتحدة بالنسبة إلى السوق البريطانية. وكشفت الاحصاءات أن مجموع إنفاق الأميركيين يعادل ثلاثة أضعاف إنفاق السياح الألمان. وقالت "هيئة السياحة" إن الميزان التجاري السياحي عانى من عجز ضخم مقداره 14 بليون جنيه 23 بليون دولار، وذلك بسبب تجاوز حجم السياح البريطانيين في الخارج إجمالي إنفاق السياح الأجانب داخل بريطانيا. وأشارت إلى أن الانخفاض في عدد الزوار بلغ العام الفائت نسبة تسعة في المئة إذ وصلوا الى 8،22 مليون زائر وبمعدل تراجع عن عام 2000 مقداره 4،2 في المئة، في حين هبط إجمالي الانفاق السياحي بنسبة 12 في المئة إلى 3،11 بليون جنيه، وهما أعلى نسبتي انخفاض منذ 20 عاماً. بالمقابل زاد عدد السياح البريطانيين الذين سافروا الى الخارج خلال 2001 بنسبة ثلاثة في المئة ليصل الى 3،58 مليون سائح أنفقوا 3،25 بليون جنيه، أو ما يعادل جنيهين لكل جنيه أنفقه السياح الأجانب في بريطانيا. وبين الأسباب التي أدت الى تراجع الدخل السياحي أزمة الحمى القلاعية التي ضربت الريف البريطاني والتي أثرت على الحركة السياحية الوافدة خلال الربعين الثاني والثالث من العام الماضي، حينما تراجع معدل اقبال الزوار فيهما بنسبة سبعة و11 في المئة على التوالي. وأتت أحداث 11 أيلول سبتمبر لتضرب حركة السياحة في بريطانيا ولتؤدي الى تراجع عدد الزوار بنسبة 17 في المئة خلال الفصل الرابع. وهبط عدد السياح الأميركيين الذين استنكفوا عن ركوب الطائرة بنسبة 28 في المئة خلال تلك الفترة، وهبط مجموع عددهم من 972 ألفاً عام 2000 إلى 700 ألف السنة الماضية. وتشير حركة دخول الزوار الدوليين في الشهور الثمانية الأولى من السنة الجارية إلى ارتفاع في حركة السياحة الوافدة بمقدارثلاثة في المئة، مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية. وهي نسبة تشير بوضوح إلى صعوبة تعافي السياحة البريطانية، والتي يُخشى من تعرضها إلى مزيد من التدهور في حال اندلعت الحرب ضد العراق الشهر المقبل، وقبل حلول أعياد الميلاد التي تعتبر من المواسم السياحية البارزة.