القى الرئيس الليبيري تشارلز تيلور امس، كلمة وداع اتهم فيها الولاياتالمتحدة ب"التآمر" لطرده من البلاد، وذلك اثناء مراسم حضرها رئيس جنوب افريقيا ثابو مبيكي ورئيسا غانا وموزامبيق جون كفور وجواكيم شيسانو اللذان كان مقرراً ان يرافقاه في رحلته الى منفاه النيجيري. وأكد كفور الذي يترأس حالياً المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا ايكواس، ان نائب الرئيس الليبيري موزس بلاه سيستلم السلطة حتى اجراء انتخابات وتشكيل حكومة انتقالية في تشرين الأول اكتوبر المقبل. وكان من المقرر ان تجرى مراسم تسليم تيلور السلطة الى نائبه مساء امس، يرحل بعدها الرئيس الليبيري إلى نيجيريا برفقة مبيكي، لينهي بذلك حرباً اهلية. ويذكر ان بلاه الذي تسلم السلطة من تيلور مساء امس، رفيق قديم للاخير، وقاتل معه في حرب الأدغال في الثمانينات. خروف تضحية لاميركا ووصف تيلور نفسه في كلمة الوداع ب"خروف تضحية"، نظراً الى تنحيه رغبةً منه في حقن دماء شعبه، واتهم الولاياتالمتحدة بدعم خصومه المتمردين الذين يطالبون بإقالته. وقال في مقر اقامته: "انا اتنحى عن منصبي بارادتي، لم اكن ارغب في مغادرة البلاد، ويمكنني القول إنني اجبرت على الرحيل". وافادت مصادر امنية ان تيلور شحن اول من امس اربع سيارات خاصة به من مونروفيا على متن طائرات متجهة الى نيجيريا. وفي غضون ذلك، اكد الرئيس الغاني ان بلاه سيسلم السلطة في تشرين الأول المقبل الى حكومة انتقالية، مشيراً الى ان هذا الموعد هو تاريخ اجراء انتخابات وفقاً لدستور البلاد. وكان المتمردون هددوا السبت الماضي بمواصلة القتال في حال تسلم بلاه السلطة، ورفضوا الإنسحاب من مرفأ العاصمة قبل رحيل تيلور وقواته منها. ومن جهة اخرى، ذكر مسؤولون في مونروفيا ان قوات حفظ السلام قد تؤمن الجسور الرئيسية المؤدية للاراضي التي يسيطر عليها متمردو "الليبيريون المتحدون من اجل المصالحة والديموقراطية" لورد. وافادت مصادر ديبلوماسية ان السفير الاميركي جون بلاني عقد "اجتماعاً مهماً" مع المتمردين بعد تنحى تيلور، وذلك لإقناعهم بالإنسحاب من مرفأ العاصمة. وصرح بلاني قبل الإجتماع بأن "الجميع مطلعٌ على الأزمة الإنسانية في ليبيريا، وأحد مفاتيح مساعدة الشعب الليبيري يكمن في ايصال المعونات عبر مرفأ مونروفيا".