ترددت أصوات مدافع المورتر وطلقات النيران في مونروفيا أمس حيث تحاول قوات الرئيس تشارلز تيلور صد هجوم جديد للمتمردين العازمين على الإطاحة بحكمه. فيما تعهد الرئيس الليبيري أن يقاتل "حتى آخر رجل"، وشن هجوماً على الولاياتالمتحدة التي دعت المتمردين إلى وقف تقدمهم إلى وسط العاصمة. وتدفق عشرات الآلاف من المدنيين إلى قلب مونروفيا بحثاً عن ملاذ، بعدما فشلت قوات حفظ السلام الإقليمية الموعودة في الوصول في الوقت المناسب لمنع ثالث هجوم للمتمردين على مونروفيا في غضون خمسة أسابيع. وتواصل إطلاق النار خلال الليل في منطقة خلف جسر جبريل تكر الرئيسي الذي يقف على عتبة وسط العاصمة حيث قتل المئات في هجومين فاشلين للمتمردين الشهر الماضي. وأفاد سكان أن مجموعة من المتمردين يبدو أنهم عبروا الجسر من طريق عبور أرض منخفضة تطل عليها مونروفيا وحاولوا أن يحصلوا على موطئ قدم هناك. وقال أحد السكان عبر الهاتف "هناك قتال عنيف يدور حولنا". وطلب السفير الأميركي في ليبيريا جون بلاناي من المتمردين وقف تقدمهم نحو مونروفيا ووقف النار بعدما وصل هؤلاء إلى منطقة المرفأ إثر معارك ضارية. وقال السفير في بيان "إن متمردي حركة الليبيريين من أجل المصالحة والديموقراطية دخلوا إلى مونروفيا ولكن يجب ألا يكملوا تقدمهم في المدينة ويجب أن يوقفوا إطلاق النار ... باسم الولاياتالمتحدة أدعو المتمردين إلى احترام حقوق الإنسان وتخفيف آلام الشعب الليبيري"، مشيراً إلى أن "الولاياتالمتحدة تأمل بأن تبذلوا كل الجهود الممكنة من أجل تأمين سلامة جميع المدنيين"، وأن "يعود المتمردون للمشاركة في مفاوضات السلام في آكرا غانا بغض النظر عن الوضع العسكري على الأرض". وتعهد تيلور في خطاب بثته الإذاعة ليل السبت أن يقاتل مع أنصاره "حتى آخر رجل" لإنقاذ العاصمة. وقال: "يجب أن نقاتل وسنستمر في المقاومة حتى آخر رجل ... أقول لكل رجالنا ونسائنا المسلحين إنني لن أترك هذا البلد، ولن أتزحزح قيد أنملة حتى تصل القوات الدولية. ولا أفعل ذلك من أجل السلطة لأنني أنوي التنحي بل لأن هؤلاء المتمردين لا يحترمون الحياة". وفي لاغوس، أعلن ناطق باسم الجيش النيجيري ليل أمس أن جنوداً نيجيريين من كتيبة الاستطلاع لقوة حفظ السلام المستقبلية، توجهوا إلى ليبيريا. وقال الكولونيل شوكويميكا أونوامايغبو إن "عدداً ضئيلاً من الجنود توجه إلى ليبيريا في ما نسميه مهمة استطلاع ... لجمع معلومات عن الوضع على الأرض".