غادر الرئيس الليبيري تشارلز تيلور إلى منفاه النيجيري امس، حاملاً معه مرارة، وعداء مزدوجاً لواشنطن ولخصومه المتمردين الذين وصفهم ب"كلاب الاميركيين"، فيما ظهرت ثلاث سفن حربية اميركية قبالة ساحل مونروفيا بعد اقل من ساعتين على تنحي تيلور. راجع ص7 وحضر مراسم تنحيه رسمياً قادة افارقة تقدمهم الرئيس الجنوب افريقي ثابو مبيكي، اضافة الى الرئيسين الغاني والموزمبيقي جون كوفور وجواكيم شيسانو اللذين تردد انهما رافقاه في رحلته الى نيجيريا. وفي خطاب وداعي، اتهم تيلور واشنطن ب"التآمر" لإسقاطه، واعتبر نفسه "كبش فداء" لوقف حمام الدم الذي عاناه شعبه طوال فترة حكمه. ويأتي تنحي تيلور ورحيله عن البلاد، ليفسح في المجال أمام اتفاق سلام مع المتمردين لإنهاء حرب اهلية استمرت 14 سنة، وأسفرت عن مقتل مئات الآلاف. ولوحظ ان السفن الاميركية التي كانت رست قبالة سواحل ليبيريا، اقتربت من شواطئها فور اقلاع طائرة تيلور. وتولى موزيس بلاه نائب تيلور ورفيقه منذ دخوله المعترك السياسي، الرئاسة لغاية 14 تشرين الأول اكتوبر المقبل، موعد تسليم السلطة الى حكومة انتقالية يشارك فيها المتمردون. واتهم تيلور واشنطن بمساندة المتمردين الذين شنوا حملة عسكرية متواصلة على مونروفيا منذ اسابيع، ونجحوا في شل حركة القوات الحكومية داخل العاصمة. وأسفر القتال عن مقتل مئات وتشريد آلاف. وقال تيلور الذي بدا مكتئباً: "يمكنهم وقف تقدم كلابهم الآن، وبإمكاننا أن ننعم بالسلام". في الوقت ذاته، أعرب نائب الرئيس عن أمله بأن تستكمل قوة السلام الافريقية انتشارها "فوراً" في ليبيريا، لضمان الأمن، ودعا المتمردين الى "العمل" معه لإعادة السلام الى البلاد. ولم يبدل المتمردون موقفهم الداعي الى مواصلة القتال ضد القوات التي أصبحت تحت قيادة نائب الرئيس، في حين صرح ناطق باسم الحكومة الليبيرية بأن انصار تيلور قد يواصلون القتال، لئلا يصبح مصيرهم في يد فريق حكم انتقالي "ضعيف" بقيادة بلاه. لكن سيكو فوفانا من جماعة "الليبيريين المتحدين من أجل المصالحة والديموقراطية" قال: "الحرب وضعت أوزارها… وفور مغادرته تيلور ليبيريا اليوم سنكف عن القتال. إن معاناة الليبيريين انتهت". ووعد مفاوضون من المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا ايكواس في أكرا غانا بألا تتجاوز فترة حكم بلاه الانتقالية، المدة اللازمة لترتيبات اختيار رئيس موقت.