أمر الرئيس الاميركي جورج بوش أمس، بإرسال سفن عسكرية الى قبالة سواحل ليبيريا، لدعم تدخل محتمل لقوة فصل افريقية في هذا البلد. وجاء ذلك في وقت أمطر المتمردون الليبيريون الحي الديبلوماسي في العاصمة مونروفيا بقذائف الهاون امس، ما اسفر عن مقتل 12 شخصاً وجرح نحو مئة آخرين، معظمهم من اللاجئين من مناطق اكثر سخونة داخل المدينة التي تشكل المعقل الأخير للقوات النظامية الموالية للرئيس تشارلز تيلور. وطاول القصف مجمع السفارة الاميركية في مونروفيا، وشكل تصعيداً جديداً في مجرى المعارك الدائرة منذ اسبوع، في مؤشر الى نجاح قوات تيلور في دحر المتمردين على مداخل العاصمة. وابلغ وزير الدفاع الليبيري دانيال شيا الصحافيين أن القوات النظامية نجحت في اجبار المتمردين على التراجع بعيداً من الجسور المؤدية إلى العاصمة. لكنه اشار الى ان القتال لا يزال دائراً بين القوات النظامية ومتمردي "الاتحاد من أجل المصالحة والديموقراطية"، للسيطرة على ميناء مونروفيا. وأفاد مدنيون لجأوا إلى حي "مامبا بوينت" الراقي حيث تقع السفارة الاميركية ومقار بعثات ديبلوماسية أخرى، أن القصف بدأ بعد فجر امس. وقالوا ان عدد القذائف راوح بين 15 و20، سقطت في غضون عشر دقائق. وقال شهود آخرون إن عشر قذائف أخرى سقطت في مواقع أخرى وسط العاصمة، من بينها مجمع لمدارس ابتدائية لجأ اليه المشردون بسبب الحرب، ما أسفر عن مقتل احدهم. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي أنه عثر على ثماني جثث في موقع آخر تعرض للقصف. وحذرت هيئات الاغاثة من أن المؤن الغذائية بدأت في النفاد من المدينة بسبب الحصار، كما حذرت من شح في المياه الصالحة للشرب بسبب الاضرار التي لحقت بمحطة الضخ. كذلك انفجرت قذيفة على بعد نحو خمسة امتار من مستشفى تديره منظمة اطباء بلا حدود. وفي وقت تصاعدت المطالبة بين سكان مونروفيا بالتعجيل في ارسال قوات حفظ سلام اقليمية، اعلن البيت الابيض في بيان امس، ان الرئيس الاميركي امر بإرسال سفن عسكرية الى قبالة سواحل ليبيريا، لدعم تدخل محتمل لقوة فصل افريقية في هذا البلد. وصرح وزير الخارجية الاميركي كولن باول بأن الولاياتالمتحدة ستقدم دعماً لوجستياً لقوات السلام، لكنها لم تتخذ الى الآن قراراً في شأن ارسال قوات مقاتلة للمشاركة في فرض السلام. وقال باول في ختام لقائه مع وزير الخارجية التركي عبدالله غل في واشنطن ليل اول من امس، ان الرئيس جورج بوش لا يزال يدرس خيار التدخل عسكرياً، لكنه قرر مبدئياً تقديم الدعم اللوجستي لقوات المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا التي اعلنت في دكار الاربعاء الماضي، قرارها ارسال فرقتين تابعتين للجيش النيجيري اي حوالى 1300 جندي الى ليبيريا، ما يشكل طلائع قوات افريقية تضم حوالى ثلاثة آلاف جندي وتشارك فيها دول أخرى. الى ذلك، أفاد شهود ومسؤولون عسكريون أن القوات الموالية لتيلور تورطت في أعمال نهب واغتصاب على نطاق واسع. ووأوضح الشهود أن الجناة هم فتيان من عناصر الميليشيات التي جندها نظام تيلور، راحوا ينهبون تحت تهديد السلاح ما تقع أيديهم عليه في المنازل التي يقتحمونها.