لا تزال موجة الحرارة الشديدة تجتاح أوروبا مسببة حرائق أدت الى مقتل العشرات واتلاف آلاف الهكتارات، مما دفع البابا يوحنا بولس الثاني الى الابتهال الى الله لأن يسقط المطر على أوروبا "المتعطشة إلى المياه" لانقاذها من هذه "النكبة". وتسببت موجة الحر في ارتفاع درجات الحرارة في ألمانيا هذا الصيف إلى أعلى مستوياتها منذ بدء تسجيل درجات الحرارة العام 1730. وقالت هيئة الارصاد الجوية الالمانية إن درجة الحرارة سجلت 40.4 مئوية. واعلن المركز الوطني للارصاد الجوية في بريطانيا ان درجات الحرارة سجلت رقما قياسيا أمس ببلوغها 4،37 في منطقة مطار هيثرو في لندن، لتتخطى أكثر الأيام حرارة التي مرت بها البلاد وهي 37.1 درجة مئوية عام 1990. واكتظت الطرق بسائقي السيارات الذين يتصببون عرقاً هرباً من حرارة العاصمة متجهين الى الشواطىء. وقدرت هيئة قيادة السيارات ان نحو 15 مليون سيارة ستخرج الى الطرق خلال مطلع الاسبوع وهو رقم يزيد عن المتوسط بنحو الخمس. وأكدت السلطات الاسبانية أن رجال الاطفاء نجحوا في السيطرة على كل حرائق الغابات في البلاد بما فيها تلك المشتعلة في جزيرتي مايوركا وهيرو، وهما أصغر جزر الكناري. لكنهم حذروا من أن احتمال نشوب مزيد من الحرائق ما زال قائماً بسبب استمرار الموجة الحارة. وفي البرتغال، واصل رجال الاطفاء جهودهم للسيطرة على حريقين كبيرين في منتجع الغارف السياحي جنوب البلاد وفي منطقة نيسا وسط. وتسببت الحرائق في هذا البلد وحده في سقوط 15 قتيلاً وتدمير مساحات شاسعة من الغابات. وكذلك استعرت حرائق في مناطق عدة في ايطاليا. وأعلنت إدارة المطافئ أن حرائق اندلعت في جزيرة كورسيكا وانتشرت بسرعة هائلة مما أسفر عن تدمير نحو 200 هكتار من الغابات. ودعا البابا يوحنا بولس الثاني امام مئات من المصلين والسائحين الذين تحدوا الحر القائظ والرطوبة واحتشدوا عند مقر اقامته الصيفي جنوبروما إلى مشاركته في "الصلاة من اجل ضحايا هذه النكبة". وقال "أحضكم جميعاً على أن تسألوا الله بحرارة ان ينزل المطر على الارض المتعطشة إلى الماء".