انتقد الاتحاد الاوروبي في اجتماع عقده وزراء خارجيته مع نظيرهم الاسرائيلي سيلفان شالوم أمس في بروكسيل، بناء اسرائيل "الجدار الفاصل" في عمق الأراضي الفلسطينية وتوسيع المستوطنات والعقوبات الجماعية التي آذت السكان المدنيين. وينتظر أن يبحث الاتحاد في انهيار الوضع في الشرق الأوسط والعراق في اجتماع تعقده الترويكا الأوروبية مع وزير الخارجية الأميركي كولن باول ظهر اليوم في بروكسيل. كما دان الاتحاد في بيان، صيغ لاعلانه في اجتماع مجلس الشراكة الاوروبية - الاسرائيلية الذي يختتم اليوم، سياسة اسرائيل المتمثلة في تجاهل المسؤولين الاوروبيين الذين يتصلون بالرئيس ياسر عرفات. وفي هذا الصدد، انتقد الاتحاد مقاطعة اسرائيل المبعوث الأوروبي لعملية السلام مارك اوتي لأنه التقى الرئيس عرفات. وقال الممثل الأعلى للاتحاد خافيير سولانا قبيل الاجتماع مع شالوم إن الاتحاد "يسعى الى المساعدة على تنفيذ خريطة الطريق من دون تأخر. ولذلك فمن المهم أن يتمكن المبعوث الأوروبي وأن أتمكن وكذلك الوزراء، من الحديث مع كل الذين لهم تأثير في المنطقة ومنهم المسؤولون الفلسطينيون من كل المستويات". واضاف سولانا: "نحن قلقون... في شأن الجدار. ونعتقد انه اذا استمرت اقامة السياج واستمرت المستوطنات، فسيكون من الصعب جداً تحقيق رؤية الدولتين". شالوم: شروط لدور اوروبي من جانبه، تحدث شالوم عن وجود مجال لأن يضطلع الاتحاد بدور في عملية السلام، "لكن شرط أن ينتهج الاتحاد سلوكاً متوازناً تجاه النزاع الاسرائيلي - الفلسطيني". وكان شالوم صرح اول من امس للقناة الاولى في التلفزيون الاسرائيلي بأنه سيثير مسألة الخوف من تزايد المشاعر المناهضة للسامية في اوروبا خلال محادثاته في بروكسيل. الا ان وزيرة الخارجية الاسبانية آنا بالاثيو صرحت لدى وصولها الى الاجتماع بأنها لا تعتقد بوجود اي موجة معادية للسامية في اوروبا. واضافت: "ما لدينا هو استطلاع لا يعول عليه ولا يعكس معاداة للسامية كواقع من اي نوع في اوروبا". وكانت تشير الى استطلاع اجرته المفوضية الاوروبية واظهر ان 59 في المئة من الاوروبيين يعتبرون ان اسرائيل تشكل اكبر تهديد للسلم العالمي. وسيعاود شالوم لقاء نظرائه الأوروبيين صباح اليوم في إطار مجلس الشراكة الاوروبية - الاسرائيلية. وسيبحث الاجتماع في تقدم العلاقات الاقتصادية والتجارية بين الجانبين وطلبات اسرائيل الانخراط في برنامج الاتصالات "غاليليو" المنافس للنظام الأميركي "جي بي اس". وعقد وزير الخارجية الاسرائيلي اجتماعات ظهر أمس مع كل من نظيريه الفرنسي دومينيك دوفيلبان والبريطاني جاك سترو. وسيعقد اجتماعاً مع نظيره البلجيكي لويس ميشيل لانهاء الخلافات التي نجمت عن قانون الصلاحيات الشاملة والشكاوى التي قدمها ضحايا صبرا وشاتيلا ضد رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون. وكانت الحكومة البلجيكية اضطرت، بضغط من واشنطن، الى تعديل القانون.