فاعليتان سينمائيتان ستكونان التذكرة العربية الوحيدة في الصيف اللندني لهذا العام الذي يشهد بواراً ثقافياً عربياً غير مبرر. الفيلم هذه المرة يعوض كثيراً ليس بسبب سهولة تمريره وعرضه، بل لانه اصبح الوسيلة الاكثر اغراء لاستقطاب المشاهد البريطاني المحاصر بالغث الهوليوودي. بعد تجربة سابقة كافحت من اجلها شيلا ويتكر الناشطة السينمائية البريطانية والمديرة السابقة لمهرجان لندن السينمائي الدولي، لتكريس ما يشبه الايام السنوية للفيلم الفلسطيني، تأتي الدورة الثانية بعنوان "فلسطين في السينما -2" وتمتد عروضها طوال الشهر الجاري، بدعم من معهد الفنون المعاصرة ICA. هذا الجهد الشخصي يكشف تقصير المؤسسات العربية في لندن في مساندة المشاريع الثقافية الرفيعة. هذه الدورة هي الاكثر تنوعاً وثراء، اذ استقدمت ويتكر 15 فيلماً وثائقياً، و5 افلام روائية. من الخانة الاولى نخص بالذكر شريط البريطاني مايك دب "ادوارد سعيد"، وهو حوار مطول يستغرق اربع ساعات مع المفكر الفلسطيني، يتحدث فيه عن نشأته وانخراطه بالدفاع عن قضيته وأخيراً كفاحه ضد المرض العضال. ومن سويسرا يعرض باتريك بيرج شريطه "الصبار" 97 دقيقة عن جهاد الفلسطينية - الاسرائيلية زهيرة صباغ التي تشرف على مشروع شبابي يرصد المدن والقرى التي دمرتها اسرائيل لشطب التاريخ الفلسطيني. في حين يتصدى فيلم "مأساة في الاراضي المقدسة" 121د للمخرج دينيس موللر للمجازر الاسرائيلية منذ نشأة الدولة العبرية، مستخدماً وثائق مصورة تعرض للمرة الاولى. اما ميسون الباججي ونورا سكاف فيعرجان على مخيم برج البراجنة في لبنان في شريطهما "ماء مر" 76د. ومن الاسماء الاخرى حضر محمد بكري "جنين جنين"، رعنان الكسندروفتش "رحلة داخلية" وصبحي زبيدي "عبور قلندية" ومي مصري "اطفال النار" وغيرهم. وستعقد ندوة عن السينمائيين الفلسطينيين تناقش فيها ويتكر كلاً من كيت بارلو وجيني مورغان وعمر القطان وليلى صنصور والباججي في أفلامهم. منذ عام 1988 الذي شهد الدورة الاولى اليتيمة لمهرجان الفيلم العربي في العاصمة البريطانية، قبل ان يتم وأده بسبب قلة الدعم والجفاء العربيين، لم ينظم اي احتفاء معتبر للفيلم الروائي الطويل، وبقي غائباً مذاك، ما عدا المشاركات التي كان مهرجان لندن يستضيفها في دوراته، او النزر القليل الذي يصل الى الشاشات البريطانية، كما اسعف الحظ اشرطة التونسية مفيدة تلاتلي او الفلسطيني ايليا سليمان "يد إلهية" الذي وزع على نطاق واسع. بعد هذه الغيبة القسرية تعود السينما العربية الى الواجهة من خلال موسم فريد من نوعه في هذه المدينة يُعنى بالكلاسيكيات الرومانسية والميلودرامية المصرية تحت عنوان ظريف هو "هوليوود عند ضفاف النيل" تستضيفه قاعات مركز الفيلم القومي NFT من الثاني وحتى الثلاثين من الشهر الجاري ويتضمن تسعة افلام كان من المفترض ان يكون عدد الاشرطة المشاركة عشرين! هي فيلمان ليوسف شاهين: "انت حبيبي" و"صراع في الوادي" وآخران لأحمد بدرخان: "عايدة" و"نشيد الامل"، ومثلهما لهنري بركات: "شاطئ الغرام" و "الحرام"، وشريط لكل من انور وجدي "غزل البنات" ويوسف وهبي "غرام وانتقام".