اعلنت حركة التمرد الليبيرية امس، وقف اطلاق نار من طرف واحد يفترض ان يدخل حيز التنفيذ على الفور، وأمرت مقاتليها بالتجمع في مرفأ مونروفيا، بحسب احد مندوبيها الى محادثات السلام في اكرا. وجاء ذلك بعدما طلبت الخارجية الاميركية، بنبرة قاسية، من غينيا وحركة "الليبيريون الموحدون من اجل المصالحة والديموقراطية" التي تتلقى الدعم منها، وقف النار والكف عن قصف مونروفيا "فوراً". وفي المقابل، اعلنت قوات الرئيس الليبيري تشارلز تيلور امس انها شنت هجوماً مضاداً لطرد المتمردين من مدينة بوكانان التي سيطروا عليها اول من امس. وقال وزير الدفاع دانييل تشيا: "نقاتل الآن في وسط بوكانان، الأمر ليس سهلاً لكن رجالنا يجبرونهم على التقهقر". وتعتبر بوكانان المنفذ الوحيد المتبقي لتيلور على البحر. ومن جهة اخرى، افاد ديبلوماسيون في غينيا ان مساعدة وزير الخارجية الاميركي باميلا بريتش واتر المكلفة شؤون غرب افريقيا زارت نهاية الاسبوع الماضي كوناكري لمدة 24 ساعة، وأجرت محادثات مع وزير الخارجية الغيني فرانسوا فال، وأعربت عن "استياء" بلادها من الدعم الناشط الذي تقدمه غينيا لمقاتلي "حركة التمرد من اجل الديموقراطية". ونددت واتر بالتدخل الغيني "المباشر" في النزاع الليبيري، مؤكدة للوزير الغيني ان ظروف الرصاص الفارغة التي عثر عليها حول السفارة الأميركية في مونروفيا وداخلها تعود لجيش بلاده. وأوضح الديبلوماسيون ان زيارة بريتش واتر هدفت الى توجيه "رسالة مناسبة" الى غينيا والمتمردين، واضافوا ان زعيم الحركة المتمردة سيكو داماتي كونيه اجرى محادثات مطولة في مكاتب السفارة الأميركية في كوناكري مع بريتش واتر وفال. وفي اعقاب المحادثات المغلقة التي استمرت ساعات عدة، ابلغت الديبلوماسية الاميركية سفيراً غربياً بأنه سبق ان "تم التوصل الى اتفاق على وقف النار في اكوسومبو غانا بين مختلف الفصائل الليبيرية، لكن الرئيس الغيني لاسانا كونتي هو الذي طلب من المتمردين الليبيريين مواصلة الحرب. ويتهم تيلور غينيا بدعم المتمردين الامر الذي نفته كوناكري، متهمة تيلور بتسليح متمردي "الجبهة الثورية الموحدة" بزعامة فودي سنكوح ومنشقين غينيين آخرين.