13 عاماً هي مدة حكم الرئيس ادريس ديبي للبلاد التشادية. في قارتنا الافريقية، من القادة والرؤساء من تعدت مدة حكمه العقود، ويذهبون من دون أن يتركوا بصمة او إنجازاً للتاريخ، او شاهداً يدل على انه كان، ذات يوم، من حكم ما عدا ذكريات الحروب والتشرد وكثير من الحقد والفساد، وهناك قليل ممن لا يتجاوز وجوده سنين قليلة، ولكنه يبقى عملاقاً في نظر شعبه على رغم مرور الأيام والزمان، كالرئيس نيلسون مانديلا. وكذلك الرئيس السنغالي عبدو ضيوف. هذان نموذجان فريدان للنضال من اجل الحرية، وبناء الدولة الديموقراطية، وليسا كأولئك الذين يظنون ان السلطة لهم ابد الدهر. فرئيس النيجر يقول انه عميد رؤساء العالم. فهو يحكم البلاد منذ عشرات السنين، ولا يترك مجالاً للشعب في الاختيار. وفي زيمبابوي وليبيريا وكثير غيرهما، ممنوع شيء اسمه "انتخابات حرة". وثروات البلاد هي للرئيس وأعوانه وحاشيته. ان الزمن وحده لا يعني شيئاً، ولكن المهم هو ما شهده هذا الزمن من أفعال وآثار. تولى الرئيس ديبي الحكم في البلاد في 1990 بعد انقلاب على الرئيس السابق حسين حبري. وتغيرت مجريات كثير من الأمور في بلد عانى ويلات الحرب والصراعات. وكلما زادت اهمية الدول كبرت التحديات امامها. وعلى هذا فالمدة الماضية من رئاسة ديبي لا يمكن النظر إليها إلا باعتبارها مرحلة تحول كبير في تشاد، من النواحي السياسية، نوعاً ما، والاقتصادية والاجتماعية. والخبر السار ان هناك محاولات جادة وحثيثة لاستخراج البترول. وهو ما يضيف تحولاً آخر، ويبني اقتصاداً قوياً ومستقبلاً زاهراً لأبناء هذا الوطن. ولكن شرط استثماره بالشكل الصحيح. فالبترول ثروة عظيمة وغالية. ولكن ليس بالثروات وحدها تنهض الأمم، وإنما بالتخطيط السليم والأمانة والإخلاص في العمل. فما اكثر الدول التي لديها ثروات، لكنها تبددها في الفساد، بسبب قيادات فاسدة واستغلاليين. فالنفط، احياناً، يكون نقمة على اهله، وليس نعمة، كما الحال في العراق مثلاً. وقبل الحديث عن ثروة البترول، لا بد من الثروة الحقيقية الغائبة في افريقيا، وهي كرامة الإنسان، وحقوقه في وطنه، وعلى ارضه. فلا يكفوا الأفواه، ولا يتبع العسكر ورجال الاستخبارات المسافر ومن يفكر، ولا يسجن او ينفى. نريد ان تمحى من بلادنا "القبلية". فهذه ارضي مثلما هي ارضك. وهي ارض القرآني والزقاوة والبلالة وغيرهم، وثروات الوطن ملك لنا جميعاً. وساهمت يا سيادة الرئيس في إعمار البلاد وتطويرها، وبفضل الله، ثم بالإرادة القوية، شهدت البلاد تحولات كبيرة، وإنجازات تكللت بالنجاح في ميادين كثيرة. وما كان ليتحقق كل ذلك لولا الإصرار على التغيير والإنماء. ففتحت الأبواب للتجارة والتجار، وأمسى في البلاد الأمن والأمان. وبقي حلم واحد يراودنا، ونحن على امل في ان ننعم بثروة النفط، ونراك، يا سيدي، تفتح لنا ابواب العلم، وتضيف، بدل الجامعة الوحيدة، جامعات، وتبني لنا الكليات والمعاهد، وتشيد الطرقات. ونحن على ابواب اتحاد افريقي جديد نأمل في ان تبدع فيه. جدة - علي يوسف ماريل تشادي مقيم